أبو الغيط يشيد بالشراكة الأكاديمية مع الصين ويدعو إلى توسيع التعاون في التعليم والبحث العلمي خلال منتدى شنغهاي

أيمن عامر
افتتحت في مدينة شنغهاي الصينية، اليوم الأربعاء، أعمال المنتدى العربي–الصيني الثالث حول التنمية العالمية والحوكمة، بمشاركة واسعة من قيادات أكاديمية ومسؤولين عرب وصينيين، وفي مقدمتهم السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والسيد جين لي، رئيس جامعة فودان، والدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية.
وخلال الجلسة الافتتاحية، ألقى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط كلمة شاملة أكد فيها أهمية تعزيز التعاون العربي–الصيني، خصوصاً في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين للتنمية والحوكمة الرشيدة.
الشراكة العربية–الصينية
استهل أبو الغيط كلمته بالتعبير عن تقديره لجامعة فودان على استضافة المنتدى وعلى الجهود التي بذلتها منذ إطلاقه في عام 2023، مشيداً بما حققته الجامعة من خطوات عملية لتطوير منصة علمية فاعلة للتعاون الأكاديمي والبحثي بين العالم العربي والصين.
وقال: “أعرب عن خالص شكري لجامعة فودان على دعوتها الكريمة، وأثمن عالياً الجهود الدؤوبة التي بذلتها لترسيخ هذا المنتدى وإرساء دعائمه كمنصة نشطة للتبادل العلمي والثقافي.”
إرث تاريخي
وتوقف أبو الغيط عند البعد التاريخي للعلاقات العربية–الصينية، مؤكداً أنها تمتد لقرون طويلة، حيث شكل طريق الحرير القديم أساساً للتواصل بين الحضارتين. وأضاف:
“العلاقات بين العرب والصينيين ليست وليدة اليوم، بل هي جذور ضاربة في التاريخ، قائمة على الصداقة والاحترام والمنفعة المشتركة.”
وأشار إلى أن هذه الروابط التاريخية انعكست في العصر الحديث عبر إنشاء منتدى التعاون العربي–الصيني عام 2004، وإطلاق مبادرة الحزام والطريق عام 2014، وصولاً إلى القمة العربية–الصينية الأولى في الرياض عام 2022 التي اعتبرها “نقطة تحول استراتيجية” في مسار العلاقات الثنائية.
متانة العلاقات
وأكد أبو الغيط أن زيارته الحالية إلى الصين، التي شملت عدداً من الفعاليات السياسية والثقافية، تُعد دليلاً على قوة العلاقات متعددة الأبعاد بين الجانبين، مشيراً إلى أن زيارته لجامعة فودان تأتي في إطار تعزيز هذا التعاون.
التعليم والبحث العلمي
وأبرز الأمين العام ما حققته مذكرة التفاهم الموقعة بين جامعة الدول العربية وجامعة فودان في أكتوبر 2023 من نتائج ملموسة، ومنها:
إنشاء مركز فودان العربي لأبحاث التنمية العالمية والحوكمة.
تنظيم المنتدى العربي–الصيني الثاني.
برامج تبادل أكاديمي وتدريبية لموظفي الأمانة العامة.
استقبال طلاب جامعة فودان في مقر الأمانة العامة بالقاهرة.
وقال: “كل هذه البرامج بنت جسوراً حيوية للتعاون الأكاديمي، وقدمت نماذج متميزة للتبادل العلمي وتطوير برامج التدريب والدراسات العليا.”
التعليم أساس التنمية
وأكد أبو الغيط أن التعليم يشكل أساساً لتحقيق التنمية الشاملة وبناء الإنسان، قائلاً:
“نؤمن بأن الاستثمار في التعليم هو الطريق لبناء مؤسسات قوية وقادرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.”
وشدد على أهمية تبادل المعرفة بين الجامعات إقليمياً ودولياً لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات التنموية، لافتاً إلى أن بناء جسور التواصل بين العقول هو الطريق إلى مستقبل مستدام يقوم على التعاون لا الصراع.
التوسع في التعاون
وأكد الأمين العام أن ما تحقق خلال عامين فقط في مجال التعليم العالي والبحث العلمي بين العالم العربي والصين يعكس جدية التعاون وفاعليته، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب البناء على الإنجازات ودفع الشراكة نحو آفاق أوسع.
وقال: “أنا على ثقة بأن هذا التعاون سيصبح نموذجاً يحتذى به في الأوساط الأكاديمية الدولية.”
واختتم أبو الغيط كلمته بتجديد الشكر لجامعة فودان، والتأكيد على التزام جامعة الدول العربية بدعم هذا التعاون البنّاء، قائلاً:
“نحن ملتزمون بتعزيز العلاقات العربية–الصينية بما يخدم تطلعات شعوبنا نحو مستقبل أفضل.”




