عرب وعالم

أعضاء مجلس الأمن الدولي يدينون القصف الإسرائيلي على الدوحة ويطالبون بوقف الحرب وتحقيق السلام بفلسطين

 

أيمن عامر

عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا ، اليوم ، حول الوضع في الشرق الأوسط وبحث الهجوم الإسرائيلي في قطر

وأدان أعضاء مجلس الأمن الدولي  القصف الإسرائيلي على الدوحة وأعلنوا دعمهم لسيادة دولة قطر وسلامة أراضيها

 

شارك في الاجتماع رئيس وزراء دولة قطر ووزير خارجيتها. وقدمت خلاله وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام إحاطة للأعضاء بهذا الشأن قالت خلالها إن الهجوم “صدم العالم”.

وشدد الأعضاء على أهمية خفض التصعيد وأعربوا عن تضامنهم مع قطر . مطالبين باحلال السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية وإنهاء حرب الإبادة الجماعية فى قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية ، مشددين على أنه لا بديل عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية طبقا لمبادرة السلام العربية وحل الدولتين لتحقيق التعايش السلمى وانهاء حالة الحرب الدموية ،  وتهديد الاستقرار والسلم والأمن الدوليين.

قطر

 

وقال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني إن الهجوم الإسرائيلي “الغادر” قامت به “قيادة متطرفة بعيدة كل البعد عن سلوك الدول المتحضرة المؤمنة بالسلام”، ويضع النظام الدولي برمته أمام اختبار حقيقي.

وأضاف آل ثاني : “لقد تجاوزت إسرائيل، بقيادة المتطرفين المتعطشين للدماء، جميع الحدود التي تفرضها الأعراف والقوانين الدولية، بل حتى أبسط الأصول الأخلاقية في التعامل ليس مع الدول، بل حتى بين البشر، ولم يعد ممكنا التنبؤ بما يمكن أن تفعله”.

وقال آل ثاني ، إن الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقانون الدولي لا تثبت إلا شيئا واحدا، “وهو أن قادة إسرائيل الحاليين مصابون بالغرور وسكرة القوة لأنهم ضمنوا الإفلات من العقاب والمساءلة”.

وأكد أن الاعتداء على أرض قطر خلال انشغالها بالوساطة، “كشف بوضوح عن نوايا إسرائيل المبيتة لإجهاض أي مسعى نحو السلام” وإطالة أمد المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني، “كما يكشف بأن المتطرفين الذين يحكمون إسرائيل اليوم لا يأبهون بحياة الرهائن، وأن تحريرهم ليس أولوية لديهم، وإلا فكيف يفسر اختيار توقيت ومكان الهجوم في الوقت الذي كانت فيه المفاوضات تعقد لمناقشة وقف إطلاق النار وفق المقترح الأمريكي الأخير؟”.

وطالب مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته التاريخية، “فالصمت أمام فرض شريعة الغاب واستهداف دولة ذات سيادة في وضح النهار يقوض قواعد العمل الدولي ويهدد مستقبل أي عملية سلام في منطقتنا”.

وأكد أن بلاده ستواصل دورها الإنساني والدبلوماسي دون تردد أينما كان هذا الدور “طريقا نحو حقن الدماء”، لكنها لن تتهاون إزاء أي مس بسيادتها وأمنها، “وتحتفظ بحقها المشروع في الرد عبر الوسائل التي يكفلها القانون الدولي”.

وقال: “نحن في قطر دعاة سلام، لا دعاة حرب. وقد اخترنا السلام منهجا ولن يرجعنا عنه دعاة الحرب والدمار”.

مصر

و أكد السفير أسامة عبدالخالق، مندوب مصر بالأمم المتحدة ، إن إسرائيل «ارتكبت عدوانًا على دولة عربية لم يكن الأول ولن يكون الأخير ما لم يتخذ المجلس (الأمن الدولي) إجراءات ردع جادة»، مشددًا على أن الشرق الأوسط لن يشهد سلاما ولا استقرارا سوى بحل عادل يحقق الدولة الفلسطينية المستقلة

 

وقال السفير عبدالخالق، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي: «ندين العدوان على قطر التي تبذل جهود وساطة حثيثة إلى جانب مصر والولايات المتحدة».

 

وأكد عبدالخالق أن العدوان الإسرائيلي يكشف عن الجهة المعرقلة للتوصل لاتفاق لوقف الحرب، مضيفا: «الانفراجة الوحيدة التي حدثت كانت بفضل جهود الوساطة».

 

وقال مندوب مصر بالأمم المتحدة على أن قطر ليست وحدها، مشددا على دعم أي إجراءات تتخذها ردا على العدوان الإسرائيلي.

 

وأكد مندوب مصر بالأمم المتحدة، السفير أسامة عبد الخالق، إدانه مصر للعدوان على قطر التي تبذل جهود وساطة حثيثة إلى جانب مصر والولايات المتحدة.

 

وشدد في كلمته أمام الجلسة الطارئة لمجلس الأمن لبحث العدوان الإسرائيلي على قطر، إدانه بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي السافر، وتأكيد التضامن الكامل مع دولة قطر، وأوضح أن العدوان الإسرائيلي يكشف عن الجهة المعرقلة للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب.

 

واضاف عبد الخالق في كلمته أن الانفراجة الوحيدة التي حدثت كانت بفضل جهود الوساطة التي استهدفتها إسرائيل بعدوانها، مضيفا أن قطر ليست وحدها وندعم أي إجراءات تتخذها ردًا على العدوان الإسرائيلي.

 

الكويت

 

فيما قال السفير طارق البناي، مندوب الكويت أمام مجلس الأمن، إن مجلس التعاون الخليجي يؤكد أنه لن يتهاون مع أي مساس بأمن دوله، والاعتداء على قطر يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.

 

وأوضح أن الاعتداء الإسرائيلي يأتي ضمن محاولات العبث بأمن الإقليم، والمجلس يدعم قطر في التصدي بحزم للعدوان السافر عليها.

 

واشار إلى أن العدوان لم يكن على قطر وحدها بل على المنطقة بأسرها، مع ضرورة اتخاذ مواقف إقليمية ودولية حازمة تجاه العدوان، كما إشاد بجهود قطر الحثيثة في الوساطة وخفض التصعيد، معتبرا أن المساس بوسيط موثوق يقوض فرص التهدئة في المنطقة.

 

العراق 

 

فيما قال السفير لقمان عبد الرحيم الفيلي، المندوب الدائم لجمهورية العراق لدى الأمم المتحدة، إن الأفعال المتهورة للكيان الإسرائيلي تهدد أمن المنطقة، والاعتداء الإسرائيلي على قطر انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية.

 

وأشار إلى ضرورة اتخاذ مواقف دولية حازمة ضد اعتداء إسرائيل، الذي يمثل إرهاب دولة، معلنا دعم قطر في أي إجراءات تتخذها ردًا على الاعتداء الإسرائيلي، مع تقدير الجهود الحثيثة التي تبذلها قطر في الوساطة وإرساء السلم بالمنطقة.

 

الامارات 

 

بينما أكد أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أدانه الهجوم الإسرائيلي الخطير على قطر بأشد العبارات، ودعم كامل لكل التدابير التي تتخذها قطر لحماية أمنها، معتبرا أن العدوان المتهور على قطر لن يضمن لإسرائيل أي سلام ولن يحقق مصالحها، وأن الهجوم غير المسبوق يقوض آفاق إنهاء الحرب وفرص إحلال السلام.

 

بينما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن حكومة إسرائيل مارقة مجبولة على الكراهية، وترى نفسها فوق القانون، ولا تترك أي فرصة لتأجيج الصراع ونشر الفوضى وتعميم العنف، وشدد على أن هذا خرق فاضح للقانون الدولي، انتهكت إسرائيل سيادة قطر وشنت هجومًا جبانًا على عاصمتها.

 

كما أدان العدوان الغادر معلنا الوقوف مع قطر في كل خطواتها لحماية أمنها . مؤكدا ، إسرائيل غدرت بقطر بعد كل ما قدمته من أجل وقف الحرب، بما في ذلك جهود التوصل لصفقة تبادل أسرى مع مصر والولايات المتحدة.

 

روسيا

 

 وأدان فاسيلي نيبنزيا الممثل الدائم للاتحاد الروسي لدى الأمم المتحدة ، الهجوم الإسرائيلي “الذي استهدف مجمعا سكنيا في الدوحة، وأُعلن أنه استهدف قيادة حركة حماس الفلسطينية”.

 وأشار إلى “مقتل ستة أشخاص، وفق التقارير الأولية منهم موظف في وزارة الداخلية القطرية ومواطن إماراتي”. وأعرب عن القلق لتنفيذ القوات الجوية الإسرائيلية “هجوما استهدف منطقة سكنية في العاصمة القطرية يوجد بها بعثات دبلوماسية أجنبية”. وأشار إلى أن البعثة الدبلوماسية الروسية تقع على بعد 600 متر من موقع الهجوم.

 كما أشار إلى أن قطر تقوم بدور وساطة رئيسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعملت خلال الأشهر الماضية بلا كلل لإنهاء سفك الدماء في غزة والإفراج عن المحتجزين.

 وقال إن الهجوم لم يستهدف قطر فحسب، ولكن استهدف أيضا جهود الوسطاء الذين يعملون من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي

وأضاف أن الهجوم يمثل موجة جديدة للتصعيد الإقليمي، وتساءل عما يمكن أن يمنع إسرائيل من قتل “معارضيها السياسيين” في أي عاصمة أخرى في العالم. ودعا إسرائيل إلى التوقف عما وصفها بـ “الأعمال العدوانية المتهورة” التي تشعل أعمال العنف في المنطقة

وأعرب عن دعم روسيا لجهود الدول العشر غير دائمة العضوية بمجلس الأمن لصياغة مشروع قرار حول الوضع في غزة يركز على مطالبة إسرائيل برفع كل القيود المفروضة على توصيل المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وأبدى ثقته في أن مشروع القرار سيتضمن دعوة لوقف إطلاق النار وهو أمر ضروري، كما قال، لتخفيف المعاناة في غزة.

 

أمريكا

 

وقالت السفيرة الأمريكية دوروثي شيا إن “القصف أحادي الجانب” داخل قطر لا يخدم “أهداف إسرائيل أو أمريكا”، إلا أنها شددت على أنه “من غير اللائق أن يستخدم أي عضو هذا الأمر للتشكيك في التزام إسرائيل بإعادة رهائنها إلى ديارهم”.

 وأضافت أن القضاء على حماس “هدف نبيل”، مضيفة أنه يجب ألا يكون للحركة “وللإرهابيين الآخرين أي مستقبل في غزة”.

 وشددت السيدة شيا على أن الرئيس دونالد ترامب يريد إطلاق سراح جميع الرهائن، الأحياء منهم والأموات، وأن تنتهي هذه الحرب الآن، وهذا ممكن إذا “نزعت حماس سلاحها، وأطلقت سراح الرهائن، واستسلمت، لكن في الوقت الحالي، تواصل حماس تهديد أمن إسرائيل وإطالة أمد المعاناة عمدا”.

وقالت: “على الرغم من الطبيعة المؤسفة لهذا الحادث، يعتقد الرئيس ترامب أنه يمكن أن يكون بمثابة فرصة للسلام”، مضيفة أنه يجب على المجلس والدول الأعضاء في الأمم المتحدة ألا “يمنحوا الجماعة الإرهابية شريان حياة”.

 وأكدت السفيرة الأمريكية أن بلادها عملت “بلا كلل” مع قطر ومصر لإنهاء هذا الصراع المروع، وأن شعوب المنطقة تستحق طريقا إلى الأمام، مليئا بالفرص، “وخاليا من حماس”.

 

باكستان 

 

وأدان السفير الباكستاني عاصم افتخار أحمد بأشد العبارات ما وصفه بـ “العدوان غير القانوني وغير المبرر ضد دولة قطر الشقيقة”. وقال إن الهجوم ليس حادثة منفردة بل “جزء من نهج أوسع وممنهج للعدوان وانتهاك القانون الدولي من قبل إسرائيل، يقوض السلم والأمن الإقليميين”.

وأعرب عن تضامن باكستان الكامل مع حكومة وشعب قطر، ودعمها لحق قطر غير القابل للتصرف لاتخاذ كل التدابير الضرورية – بموجب ميثاق الأمم المتحدة – للدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها وأمان جميع الأشخاص الموجودين في أرضها.

 

الجزائر

 

وأكد عمار بن جامع السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة ، إدانة بلاده القوية لما وصفه بـ “العدوان الإسرائيلي الجبان الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة” وأعرب عن التضامن الكامل مع دولة قطر وشعبها.

وقال إن الهجوم الأخير في الدوحة أكبر من كونه انتهاكا لسيادة دولة عضو بالأمم المتحدة، بل هو إهانة للدبلوماسية، وإثبات أن “القوة الإسرائيلية القائمة بالاحتلال لا تسعى لتحقيق السلام والإفراج عن الرهائن وإنهاء الأعمال القتالية”.

وأضاف أن صمت المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، يشعل الفوضى. وقال إن المجلس “يبقى مقيدا غير قادر حتى على تسمية المعتدي” ووصف الاعتداء بأنه انتهاك للقانون الدولي.

وشدد على ضرورة أن يستخدم مجلس الأمن كل أدواته بما في ذلك فرض العقوبات قبل فوات الأوان.

 

الأمم المتحدة

 

 وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام إن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة “صدم العالم”، مضيفة أنه قد يفتح “فصلا جديدا وخطيرا” في الصراع المدمر، مما يهدد السلام والاستقرار الإقليميين بشكل خطير.

ووصفت السيدة روزماري ديكارلو أمام مجلس الأمن الهجوم الإسرائيلي بـ “التصعيد المُقلق”، لا سيما أنه استهدف أفرادا، كانوا مجتمعين لمناقشة أحدث مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، حسبما ورد.

وشددت على أن أي إجراء يُقوّض جهود الوساطة والحوار “يُضعف الثقة في الآليات ذاتها التي نعتمد عليها لحل النزاعات”.

وأكدت على ضرورة احترام سيادة أي دولة وسلامة أراضيها، بما في ذلك قطر، التي تُعدّ “شريكا قيّما في تعزيز صنع السلام وحل النزاعات”.

 ومع اقتراب الذكرى الثانية لـ”الأعمال الإرهابية المروعة التي أشعلت فتيل الأعمال العدائية في غزة”، ذكّرت السيدة ديكارلو بأن الصراع قد أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من المدنيين، ودمر غزة بالكامل تقريبا، بينما يتدهور الوضع في الضفة الغربية، وشهدت المنطقة تصعيدا خطيرا، بما في ذلك في إيران ولبنان وسوريا واليمن.

وأضافت: “لن تأتي الحلول الدائمة والعادلة للأزمات في الشرق الأوسط من المزيد من العنف والقتال. أدعو جميع أصحاب المصلحة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في هذا الوقت الحساس والالتزام مجددا بالدبلوماسية. هناك حاجة ملحة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة أكبر من أي وقت مضى. أبرموا صفقة. حرروا الرهائن. أنهوا معاناة شعب غزة”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى