إعصار مدمر يضرب الإمارات.. قصة فيديوهات أرعبت الخليج ووافدي الدول العربية

انتشر مؤخرا مقطع فيديو كالنار في الهشيم خاصة مواقع التواصل العربية، زعم ناشروا الفيديو أنه يظهر “إعصارا مدمرا ضرب الإمارات، فما الحقيقة وما هي قصته.
والبحث على موقع السيرش جوجل أن الفيديو، لمؤلف من مقاطع عدة، يظهر فياضانات وعواصف ضربت بلدانا مختلفة مثل بنغلادش والبرازيل وتركيا وإيطاليا خلال الأشهر الماضية.
ويتضمن مقطع الفيديو مشاهد من أماكن مختلفة تظهر أمطارا شديدة وسيولا تجرف السيارات ورياحا عاتية وأمواجا تضرب المنازل، وجاء في التعليق المرافق له “إعصار يضرب الإمارات”.
ومما زاد من انتشار تداول الفيديو الذي حصد آلاف المشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي في السادس من أغسطس 2023 جاء بالتزامن مع تعرض مناطق عدّة في الإمارات لأمطار ورياح قوية حسبما أفادت “مواقع إماراتية.
وأظهر البحث أن الفيديو في الحقيقة لا علاقة له بالإمارات فهو يتضمن مشاهد قديمة من دولٍ مختلفة، فقد أظهر البحث أن المقطع الأول منشور على موقع إنستجرام في الثامن من نوفمبر 2022، وجاء في التعليق المرافق له أنّه مصوّر في بنجلادش.
وتعد بنجلادش البالغ عدد سكانها حوالي 170 مليون نسمة، من الدول الأكثر تضررا من الظواهر الجوية منذ بداية القرن، وفقا بيانات للأمم المتحدة.
والمفارقة أنه قبل أيامٍ من تاريخ نشر الفيديو لقي 28 شخصاً على الأقل حتفهم وفقد أربعة آخرون إثر إعصار ضرب البلاد حيث انقطع التيار الكهربائي عن ملايين الأشخاص، على ما ذكرت السلطات.
أما المقطع الثاني الذي يظهر رياحا شديدة تقتلع سقفا فعُثر على النسخة الأصلية منه منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية تركية عدة منذ الثالث من يونيو 2022.
وجاء في التعليقات المرافقة له أنّه يظهر عاصفة في مدينة كهرمان مرعش في جنوب غرب تركيا.
كما أظهر البحث أن الجزء الثالث من الفيديو منشور على يوتيوب وفي مواقع إيطالية عدة في فبراير عام 2023، والتي تذكر أنه مصور في مدينة كاتانيا الواقعة في شرق جزيرة صقلية الإيطالية خلال عاصفة شديدة.
Right now, Pakistan is at the forefront of the climate crisis. pic.twitter.com/M0iIlMO0Be
— AJ+ (@ajplus) August 31, 2022
أما الجزء الرابع من الفيديو فأرشد البحث إلى نسخة منه منشورة في أواخر شهر ديسمبر 2022 على مواقع برازيلية عدة وفي صفحات التواصل الاجتماعي، والتي تشير إلى أنه يظهر سيولا غمرت أحد أحياء ساو كاروس في مدينة ساو باولو.
ويظهر البحث على الجزء الخامس من الفيديو أنّه منشور في صفحات إخبارية في سبتمبر من العام 2022، وجاء في التعليق المرافق له أنّه يظهر فيضانات في باكستان.
وفي صيف 2022، تعرضت باكستان لفيضانات تاريخية أدت إلى نزوح ثمانية ملايين شخص وغمرت المياه ثلث أراضي البلاد نتيجة الفيضانات الهائلة، أما الجزء الأخير فيعود لسيولٍ ضربت حي العتيبة في مدينة مكة خلال شهر ديسمبر 2022.
ونقلت المشاهد نفسها ومشاهد مشابهة وسائل إعلام سعودية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.
تعمد ناشرو هذه المقاطع في السياق المضلل “قَلبَ اتجاه الصورة” لتعقيد العثور على النسخ الأصلية، حيث لم تُلتقط أي مشاهد في الفيديو المتداول في الإمارات وليست حديثة العهد إذ تعود جميعها لأشهرٍ ماضية.