استمرار جهود إزالة الألغام في الفاشر بعد أسابيع من سيطرة “الدعم السريع”
عبدالرحمن ابودوح
تواصل الفرق الميدانية السودانية، الأربعاء، أعمالها داخل مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور غربي السودان، لإزالة الألغام والمتفجرات وفتح الطرقات التي تضررت جراء المعارك الأخيرة، وفق ما أفاد به مراسل قناتي العربية والحدث.
وكشف قائد الفرق الميدانية عن تفكيك وإزالة أكثر من ألف لغم أرضي وعبوة ناسفة من الشوارع والمناطق الحيوية داخل المدينة منذ بدء العمليات، في مسعى لإعادة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها بعد أسابيع من المواجهات المسلحة.
مساعدات إنسانية تصل المدينة وسط تحذيرات من تفشي الكوليرا
وفي الجانب الإنساني، أعلنت الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية وصول شحنات غذائية جديدة تابعة للمنظمات الدولية إلى سكان المدينة والقرى المحيطة بها.
لكن عدداً من النازحين بمراكز الإيواء أكدوا استمرار نقص المياه النظيفة وغياب الخدمات الصحية الكافية، محذرين من انتشار مرض الكوليرا في بعض المناطق، إلى جانب تزايد حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال.
مجازر ونزوح جماعي بعد سيطرة “الدعم السريع”
وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت على مدينة الفاشر في 26 أكتوبر الماضي، بعد حصار استمر نحو 18 شهراً، لتصبح آخر المعاقل الرئيسية للجيش السوداني في إقليم دارفور التي تسقط بيدها.
وأعقبت السيطرة تقارير أممية عن وقوع مجازر وعمليات اغتصاب ونهب، إضافة إلى نزوح جماعي للسكان. كما وثّقت وكالة “فرانس برس” وشهادات ميدانية “فظائع ارتُكبت داخل المدينة” التي انقطعت عنها الاتصالات بشكل شبه كامل.
واتهمت الحكومة السودانية قوات الدعم السريع بقتل أكثر من ألفي مدني، فيما نفت الأخيرة ارتكاب جرائم حرب، لكنها أقرت بوقوع “بعض التجاوزات الفردية” وأعلنت فتح تحقيق داخلي لمحاسبة المتورطين.
ويُذكر أن النزاع في السودان، الذي اندلع منتصف أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، خلف عشرات آلاف القتلى وأجبر نحو 12 مليون شخص على النزوح، في ما وصفته الأمم المتحدة بأنه أكبر أزمتَي نزوح وجوع في العالم حالياً.



