مصر

الإعلان المشترك للقمة الثلاثية العاشرة بين مصر وقبرص واليونان.

ايليا بولس

أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيريه رئيس جمهورية قبرص ورئيس الجمهورية الهيلينية بيانا مشتركا ، هذا نصه

نحن، رئيس جمهورية مصر العربية، ورئيس جمهورية قبرص، ورئيس وزراء الجمهورية الهيلينية، خلال اجتماعنا بالقاهرة للقمة العاشرة لآلية التعاون الثلاثي، نؤكد على التزامنا القوى بقيم السلام والاستقرار والتعاون التي تحدد شراكتنا الثلاثية. واعترافاً بالتحديات والفرص المتاحة بمنطقتنا، نسعى للبناء على مصالحنا المشتركة، ومواصلة العمل سوياً لتعزيز الأمن والازدهار الاقتصادي والتنمية المستدامة لشعوبنا وللمنطقة الأوسع بالمتوسط والشرق الأوسط. تعكس هذه القمة حرصنا المستمر والتزامنا بالتضامن المتبادل في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، معتمدين على الشراكة الاستراتيجية المبنية على مبادئ الثقة والاحترام والتعاون بين بلداننا الثلاث.

أولاً: الاستقرار والأمن الإقليمي

الالتزام بالسلام الإقليمي وحل النزاعات:

نؤكد على التزامنا الجماعي بتعزيز السلام والاستقرار في المتوسط والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ونتوقع من جميع الأطراف المساهمة في الاستقرار والامتناع عن الأعمال الاستفزازية. نعبر عن قلقنا العميق بشأن الحرب في غزة التي تسببت في وضع إنساني كارثي، ونكرر دعواتنا لتنفيذ القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك وقف فورى وكامل وشامل لإطلاق النار، مع إطلاق سراح الرهائن والمعتقلين والسجناء، وتوزيع المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفعال على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة لجميع المدنيين الفلسطينيين. كما ندعو المجتمع الدولي وأصحاب المصلحة الرئيسيين لمعالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط من خلال التزامهم بحل الدولتين، وخاصة من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط ٤ يونيو ١٩٦٧، مؤكدين على رؤية دولتين، إسرائيل وفلسطين تعيشان جنباً إلى جنب ضمن حدود آمنة ومعترف بها وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.

يشيد رئيس قبرص ورئيس وزراء اليونان بالجهود المستمرة والدؤوبة التي تبذلها مصر لإدارة هذه الأزمة، ويعبران عن دعمهما لهذه الجهود.

تتابع مصر وقبرص واليونان التطورات الأخيرة في سوريا، وتؤكد على أن هذه المرحلة الدقيقة في تاريخ سوريا تتطلب جهوداً متضافرة من شعبها من أجل إطلاق عملية سياسية شاملة تحت ملكية وطنية سورية، بدون تدخل أجنبي، تشمل جميع الأحزاب الوطنية السورية، وتتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم ٢٢٥٤. بالإضافة إلى ذلك، نعرب عن قلقنا بشدة من الانتهاك المنهجي لسيادة سوريا. يجب احترام وحدة سوريا واستقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها ضمن حدود آمنة، وفقاً للقانون الدولي، كما نؤكد على أهمية حماية أعضاء الأقليات الدينية والعرقية، والحفاظ على التراث الثقافي لسوريا.

فيما يتعلق بليبيا، نرحب بالتزامات اللجنة العسكرية المشتركة ٥ نحو إعادة توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية الليبية. ونؤكد على ضرورة إحراز تقدم في المسارات السياسية والأمنية، بما في ذلك الانسحاب الكامل لجميع القوات الأجنبية والمرتزقة. نعيد التأكيد على ضرورة وجود حكومة وطنية موحدة جديدة وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في آن واحد، في إطار عملية سياسية شاملة مملوكة ومدارة من قبل الليبيين.

تؤكد قبرص واليونان على الدور الكبير لمصر في إنهاء الأزمة في السودان، ونجدد رؤيتنا المشتركة لإنهاء هذا النزاع، من خلال تحقيق وقف إطلاق نار شامل ودائم وفوري على مستوى البلاد، يليه استئناف لعملية انتقالية مملوكة ومدارة من قبل السودانيين، بالإضافة إلى ضمان نفاذ إنساني غير مقيد، وتوصيل المساعدات المنقذة للحياة لجميع السودانيين، مع احترام سيادة السودان ووحدة أراضيه، والحفاظ على مؤسسات الدولة. نثني على التعاون الإقليمي والدولي لمعالجة التحديات المعقدة التي تواجه السودان والمنطقة الأوسع، من أجل تجنب انتشار التهديدات الأمنية إلى البحر الأحمر والقرن الأفريقي، وكذلك لمنع الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. لذلك، ندعو المجتمع الدولي لدعم السودان وأصحاب المصلحة المعنيين في مساعيهم لضمان النفاذ الإنساني، وتقديم المساعدة الإنسانية، والوفاء بتعهداتهم التي تم الإعلان عنها في مؤتمري المانحين في جنيف وباريس.

واعترافا بأن تسوية شاملة وقابلة للتنفيذ للقضية القبرصية ستساهم في السلام والاستقرار في منطقتنا، نؤكد دعمنا لاستئناف عملية بملكية وإدارة قبرصية، لتعيد توحيد قبرص كاتحاد فيدرالي ثنائي المناطق وثنائي الطائفة بسيادة واحدة وشخصية دولية واحدة ومواطنة واحدة، وفقا للقرارات ذات الصلة لمجلس الأمن الدولي. نرحب بجهود الأمين العام للأمم المتحدة لاستئناف عملية التفاوض، بما في ذلك مبادرته لدعوة القادة إلى نيويورك في ١٥ أكتوبر ٢٠٢٤ ، ونتطلع إلى تنفيذ الخطوات المتفق عليها.

الأمن البحرى والقانون الدولي:

لموارد الغاز في المنطقة واستثمار احتياطياتهم وفقا للقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

ونؤكد أن منتدى غاز شرق المتوسط كمنظمة إقليمية مقرها في القاهرة مفتوح لعضوية جميع الدول التي تشارك ذات القيم والأهداف وترغب في التعاون من أجل أمن المنطقة بأكملها ورفاهية شعوبها.

التعاون في مجال الموارد البحرية للطاقة:

سنواصل تعزيز التعاون في استكشاف وتطوير موارد الغاز الطبيعي في شرق المتوسط وفقا للقانون الدولي، بما في ذلك معاهدة الأمم المتحدة لقانون البحار، وكذلك المبادئ المتفق عليها بشكل مشترك في سياقنا الثلاثي، وعدم التعدي على حقوق السيادة للدول الثالثة بالمنطقة، مع اتخاذ إجراءات قوية لحماية النظم البيئية البحرية والبيئة البحرية سيساعد التزامنا المشترك بتنويع الطاقة واستدامتها في دفع الاستثمارات والمشروعات الجديدة في المنطقة، بما يعود بالفائدة على الدول الثلاث والأسواق الإقليمية للطاقة.

رابعاً: الاستدامة البيئية وأمن المياه

حماية البيئة والعمل المناخي:

إدراكاً للتحديات البيئية المترابطة والتي تواجه منطقة المتوسط، بما في ذلك تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث، واستنزاف الموارد الطبيعية ومصائد الأسماك، نؤكد التزامنا العميق بالعمل على معالجة التحديات البيئية العاجلة، مع التركيز بشكل خاص على الأولويات البيئية والمناخية لمنطقة شرق المتوسط.

ونظرا لقلقنا العميق من أن المتوسط معرض بشدة لتأثيرات تغير المناخ المتزايدة، ومواجهته لزيادة وتيرة الظروف الجوية الحادة، سنسعى لتعزيز جهود التكيف مع المناخ، من خلال تطوير حلول تقنية ومالية، وباستثمار الموارد لضمان الاستدامة البيئية، وتعزيز صمود البنية التحتية الحيوية، مع التركيز على بناء القدرات.

كما نؤكد على الحاجة إلى حلول مبتكرة للطاقة المتجددة، وتشجيع تطوير التكنولوجيا الخضراء ومنخفضة الكربون، وكذلك نقل المعرفة والتكنولوجيا للمساعدة في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ولمواجهة المخاطر البيئية والمناخية التي تواجه منطقتنا.

وحماية التراث الثقافي، وتطوير الجهود المشتركة في علم الآثار وعلوم المتاحف، وحماية وصون التراث الثقافي المغمور بالمياه، وتعزيز تعاوننا مع المنظمات والمؤسسات الدولية المسؤولة عن مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية وخاصة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). نحن مقتنعون بأن مثل هذا التعاون سيساهم بشكل كبير في تعزيز الفهم المتبادل والروابط الوثيقة بين شعوب دولنا.

تاسعاً: التعاون في مجالات الشباب والرياضة

نرغب في توسيع وتعزيز العلاقات الودية بين دولنا في مجالات الشباب والرياضة، وسنعمل على تعزيز التعاون لتوقيع مذكرات تفاهم ثلاثية أو ثنائية في هذه المجالات، وكذلك تبادل الدعوات لتعزيز نقل الخبرات والمهارات في مختلف مجالات الشباب والرياضة بين الشباب في دولنا.

في ختام قمتنا العاشرة نحن رؤساء جمهورية مصر العربية، ورئيس جمهورية قبرص، ورئيس وزراء الجمهورية الهيلينية، نؤكد على التزامنا القوى بنجاح وتطوير آلية التعاون الثلاثي. ندرك أن تحقيق أهدافنا المشتركة المتمثلة في السلام والازدهار والأمن يتطلب تعاونا مستمرا وجهودا منسقة لمواجهة التحديات التي تواجه منطقتنا. لقد أكدت هذه القمة حرصنا على مواصلة العمل معا في السنوات القادمة لتعزيز الروابط المشتركة وبناء مستقبل أفضل لشعوبنا.

ونحن، رئيس جمهورية قبرص ورئيس وزراء الجمهورية الهيلينية، نعرب عن عميق تقديرنا لرئيس وحكومة وشعب جمهورية مصر العربية لاستضافة القمة الثلاثية العاشرة ونتطلع إلى مواصلة جهودنا المشتركة في الفترة القادمة نحو مستقبل أكثر أماناً وسلاماً وازدهاراً ، واتفقنا على عقد القمة المقبلة في قبرص في عام ٢٠٢٦.

زر الذهاب إلى الأعلى