السفير الإندونيسي: علاقات جاكرتا والقاهرة نموذج يحتذى.. ومصر كانت أول الداعمين لاستقلالنا

سفير اندونسيا بالقاهرة مع الكاتب الصحفى أيمن عامر
شهدت سفارة إندونيسيا بالقاهرة مساء أمس، احتفالية كبرى بعنوان “ليلة إندونيسيا” بمناسبة الذكرى الثمانين لاستقلال الجمهورية، وذلك بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والسفراء والديبلوماسيين، حيث كان ضيف الشرف الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف.
وخلال كلمته في الاحتفال، أعرب السفير الإندونيسي بالقاهرة لطفي رؤوف عن سعادته بمشاركة الحضور في هذه المناسبة الوطنية، قائلاً: “إن وجودكم بيننا الليلة يشرّفنا، لنحتفي معًا بثمانين عامًا من استقلال بلادنا تحت شعارنا الخالد: الوحدة في التنوع”.
وأشار السفير إلى أن العلاقات بين مصر وإندونيسيا “ضاربة في الجذور ومبنية على أسس حضارية وثقافية قوية”، مذكرًا بأن مصر كانت أول دولة عربية تعترف باستقلال إندونيسيا عام 1945، وهو ما شكّل أساسًا لتعاون ثنائي متواصل شهد نموًا مطردًا على مدى العقود.
وأوضح رؤوف أن السنوات الخمس الماضية من مهمته في القاهرة منحته فرصة متابعة الإنجازات الكبيرة التي حققتها مصر في مختلف المجالات تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، معتبرًا أن هذه النهضة تفتح المجال لمزيد من الشراكات المثمرة بين البلدين.
وكشف السفير أن العلاقات الثنائية شهدت خطوات متقدمة خلال الأعوام الأخيرة، من أبرزها توقيع مذكرتي تفاهم لإنشاء لجنة مشتركة عام 2022، وأخرى لتأسيس لجنة تجارية عام 2023، وصولًا إلى إعلان الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وجاكرتا خلال الزيارة التاريخية للرئيس الإندونيسي إلى مصر في أواخر 2024 وأبريل 2025. وأضاف: “نعمل حاليًا على تنفيذ خطة عمل تشمل التجارة والاستثمار والتعاون الدفاعي والشؤون القنصلية، إلى جانب المفاوضات الجارية لتوقيع اتفاقية للتعاون الدفاعي”.
وفي المجال التعليمي، لفت السفير إلى أن بلاده على وشك توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة الأزهر ووزارة الشؤون الدينية الإندونيسية لتلبية احتياجات نحو 20 ألف طالب إندونيسي يدرسون بالأزهر الشريف، مثمنًا رعاية فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لهؤلاء الطلاب الذين وصفهم بأنهم “يحملون رسالة الإسلام الوسطي المعتدل إلى وطنهم”.
كما أشاد بالتعاون المصري في تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، موضحًا أن المساعدات الإندونيسية التي عبرت مصر بلغت حوالي 2200 طن، إضافة إلى مشتريات من السوق المصري بقيمة 2.2 مليون دولار.
وفي ختام كلمته، توجه السفير بالشكر للحضور ولكل من دعم مهمته في مصر قائلاً: “لولا تعاونكم لما تمكنت من إنجاز مهامي خلال خمس سنوات تقريبًا، وأتمنى أن يتواصل هذا الدعم مع خلفي القادم”.
كلمة وزير الأوقاف
من جانبه، هنأ الدكتور أسامة الأزهري السفير الإندونيسي بالعيد الوطني لبلاده، مؤكدًا متانة العلاقات التاريخية بين مصر وإندونيسيا، وواصفًا إياها بـ “النموذج المتميز للعلاقات العربية الآسيوية”.
وأكد الأزهري دعم مصر الثابت للقضية الفلسطينية، مشددًا على إدانة العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة والأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، ومجددًا رفض مصر القاطع لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مع الاستمرار في الجهود والوساطات المصرية بالتعاون مع قطر للوصول إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
فقرات فنية
واختُتمت الأمسية بفقرات فنية متنوعة قدمها طلاب الأزهر والمدرسة الإندونيسية بالقاهرة، إضافة إلى مأكولات تقليدية من المطبخ الإندونيسي، في أجواء احتفالية عكست روح الثقافة الإندونيسية الغنية بمناسبة مرور ثمانية عقود على الاستقلال.