
تقرير : خالد جادالله
في ظلال صراع لم يُعلن رسميًا… وفي كواليس سباق تكنولوجي وعسكري ، تنفخ الصين في نيران قوتها العسكرية، وتُشهر ما كانت تُخفيه لعقود خلف أسوار السرية الكبرى لم تعد بكين تصنع الدبابات فقط، بل تصنع قواعد اشتباك جديدة وتعيد رسم خرائط النفوذ العالمي بنكهة شرقيةو تُقلق البنتاغون أكثر من أي وقت مضى وهناك تقرير سري تم رفع السرية عنه مؤخرًا حذّرت أجهزة الاستخبارات الأمريكية من تهديد غير مسبوقة تمثّله الصين وليس فقط بسبب صواريخها الأسرع من الصوت ولا أسطولها البحري الذي تفوّق عدديًا على نظيره الأمريكي، بل أيضًا لأن بكين تلعب الآن لعبة مزدوجة بالإضافة إلى قوة السلاح ودهاء الصين الاقتصادي وتايوان في المنتصف.
وكشفت تقارير استخباراتية أمريكية، اطلعت عليها جهات سيادية في الكونغرس أن الصين أصبحت تمثل أكبر تهديد عسكري للولايات المتحدة منذ نهاية الحرب الباردة ووفقًا للتقرير الذي تم رفع السرية عنه مؤخرًا فإن التطورات التي تشهدها القدرات الدفاعية والهجومية الصينية لم تعد مجرد مسألة توازن قوى بل تحوّلت إلى تحوّل جذري في ميزان الردع العسكري العالمي ،تطور الأسلحة التقليدية , في أقل من عقد تمكنت الصين من مضاعفة قدراتها الصاروخية وأدخلت منظومات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والاتصال عبر الأقمار الصناعية المحلية مما يجعل صواريخها الباليستية أسرع وأكثر دقة وأصعب على أنظمة الاعتراض الأمريكية
كما كشفت صور الأقمار الصناعية أن الصين قامت بتوسيع قواعدها البحرية في بحر الصين الجنوبي وزودت أسطولها البحري بحاملات طائرات جديدة مزودة بطائرات مسيّرة مقاتلة وهو تطور يُعد الأول من نوعه في آسيا
الحرب السيبرانية الجبهة غير المرئية
التقرير الاستخباراتي يشير بوضوح إلى أن الصين تعمل بشكل منهجي ومكثف على تطوير قدرات هجومية إلكترونية تستهدف البنية التحتية الحيوية للدول بما في ذلك شبكات الكهرباء وأنظمة الاتصالات والمصارف وحتى أقمار التجسس الاصطناعية , وأكد التقرير أن الولايات المتحدة تتعرض يوميًا لهجمات سيبرانية مصدرها الصين وبعضها يهدف إلى جمع بيانات استخبارية وبعضها الآخر يحاكي هجمات شاملة مستقبلية يمكن أن تُشل بها الدولة لحظة اندلاع نزاع.
تايوان تحت الضغط
تايوان التي تعتبرها الصين إقليماً متمردًا تواجه الآن تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق فقد زادت الصين من وتيرة طلعاتها الجوية حول الجزيرة وأجرت مناورات بحرية تحاكي سيناريوهات حصار أو غزو وهناك تقرير تشير إلى أن بكين تعتمد على استراتيجية الضغط الطويل المدى دون الدخول في مواجهة مباشرة لكن هذا النهج يحمل مخاطرة كبيرة إذ أن أي خطأ تكتيكي أو رد فعل غير محسوب قد يُشعل فتيل مواجهة مفتوحة في مضيق تايوان
وبينما يُبقي الجيش الصيني أوراقه الحقيقية قريبة من صدره، تُظهر تحركاته العلنية حجم التحوّل الذي تشهده المنطقة فمن المناورات البحرية المشتركة مع روسيا إلى تطوير طائرات شبحية قادرة على التزود بالوقود جواً لتنفيذ ضربات بعيدة المدى كما و تؤكد بكين أنها لا تسعى فقط إلى حماية حدودها بل إلى فرض معادلة ردع إقليمي ودولي جديدة , في المقابل تحاول الولايات المتحدة تعزيز حضورها العسكري في منطقة المحيطين الهندي والهادئ من خلال توسيع تحالفاتها مع اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والفلبين وهي خطوات لا تُقرأ في بكين إلا باعتبارها استفزازًا مباشرًا ومقدمة لحرب باردة جديدة
وليس واضحًا حتى الآن ما إذا كان التنين الصيني ينفث نارًا حقيقية أم يمارس استعراض قوة محسوب لكن ما هو مؤكد أن العالم لم يعد كما كان وأن الشرق بدأ يزاحم الغرب على عرش التفوق العسكري وفي سباق تسلّح لا يُسمع فيه صوت الطلقات بل تُقرأ فيه بيانات الأقمار الصناعية وبلاغات الدفاع السيبراني يبقى السؤال الحائر من سيرمش أولًا