المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية–الإفريقية في القاهرة يعزز التنمية الاقتصادية المشتركة

أيمن عامر 

انطلقت في العاصمة المصرية القاهرة فعاليات المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية–الإفريقية بحضور واسع من وزراء خارجية أكثر من 50 دولة أفريقية، بالإضافة إلى كبار المسؤولين الروس وممثلين عن منظمات إقليمية بالقارة.

مصر تواجه ندرة المياه

قال د.بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، ندرك الأهمية البالغة لتسوية النزاعات سلميا ورفض التدخلات الخارجية

جاء ذلك خلال إلقاء كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بفعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوزارى الثانى لمنتدى الشراكة الروسية الإفريقية، اليوم السبت.          

وأضاف أن مصر تواجه ندرة في الموارد المائية للشرب والزراعة، ونولي أهمية خاصة لتعزيز التعاون في إدارة الأنهار العابرة للحدود.

القارة الأفريقية 

 وقال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إنَّ القارة الإفريقية تفرض نفسها اليوم كأحد أهم المراكز الحيوية في النظام العالمي متعدد الأقطاب، بما تمتلكه من قدرات اقتصادية وبشرية هائلة تمنحها دورا متزايد التأثير في صياغة السياسة الدولية، ناقلا في مستهل حديثه رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تؤكد التزام موسكو بتطوير شراكة استراتيجية تقوم على الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة.

وأعرب لافروف، خلال افتتاحه الجلسة العامة للمؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة “روسيا – إفريقيا” بالقاهرة، عن تقديره العميق للدولة المصرية على حسن الاستضافة والترتيبات الرائعة، مؤكداً أن انعقاد المؤتمر في مصر يحمل دلالة رمزية تعكس دورها الريادي في تعزيز العلاقات الروسية-الإفريقية منذ القمة الأولى.

وكشف الوزير الروسي عن طفرة ملموسة في حجم التبادل التجاري، حيث قفز بنسبة 13% خلال العام الماضي ليصل إلى نحو 28 مليار دولار.

رؤساء الوفود الأفريقية

كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، الوزراء ورؤساء الوفود الإفريقية، إلى جانب ممثلي مفوضية الاتحاد الإفريقي والتجمعات الإقليمية، المشاركين في أعمال المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة “روسيا – إفريقيا”، الذي تستضيفه مصر. وقد حضر اللقاء الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج.

بعد المؤتمر الذي يُعقد على مدار يومين (19 – 20 ديسمبر 2025)  محطة مهمة في العلاقات بين روسيا والدول الأفريقية، ويركز على تعزيز التعاون عبر عدة مجالات استراتيجية.

 تعزيز الشراكة الاقتصادية والاستثمارية

المؤتمر يناقش سبل تعميق التعاون في التجارة والاستثمار بين روسيا والدول الأفريقية، مع التركيز على مشروعات اقتصادية مشتركة تدعم تنمية البنى التحتية والقدرات الإنتاجية في القارة.

 تكثيف الحوار السياسي والأمني

تأتي المناقشات في ظل تحديات إقليمية ودولية متعددة، حيث يبحث المشاركون قضايا السلم والأمن والاستقرار في القارة، إلى جانب تنسيق المواقف حول القضايا الإقليمية الراهنة.

 تنفيذ اتفاقيات سابقة

أحد أبرز محاور المؤتمر هو متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في المؤتمرات والقمم السابقة في سياق منتدى الشراكة، خصوصًا تلك المعتمدة خلال الاجتماعات السابقة في روسيا.

 تمهيد للقمة المقبلة

يُعد هذا المؤتمر تمهيدًا هامًا للقمة الروسية–الإفريقية الثالثة المتوقع عقدها عام 2026، حيث تهدف المناقشات إلى وضع خارطة طريق عملية لتنفيذ الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.

تنسيق بين المشاركين

على هامش المؤتمر، عقد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي سلسلة لقاءات ثنائية مع نظرائه من روسيا وبعض الدول الأفريقية، شملت تونس، الجزائر، موريتانيا وزيمبابوي، بهدف تعزيز التعاون المشترك وتنسيق المواقف بشأن القضايا الإقليمية والدولية.

كما شارك وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مباحثات مع عدد من نظرائه الأفارقة، حيث أكّد على الرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف بين روسيا والقارة الأفريقية.

 الدور المصري في المؤتمر

تستضيف مصر المؤتمر الوزاري الثاني لتعكس دورها القيادي في الشراكات الدولية والإقليمية، في ظل علاقات استراتيجية متنامية مع روسيا على مستوى السياسات والمشروعات الاقتصادية المشتركة.

وقد أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تقديره لانعقاد المؤتمر، مؤكدًا أهمية تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية وروسيا في مختلف المجالات، بما يخدم دفع التنمية والاستقرار في القارة.

 الشراكة الروسية–الإفريقية

منتدى الشراكة الروسية–الإفريقية أُطلق عام 2019 في مدينة سوتشي بروسيا، في خطوة لتعزيز العلاقات بين موسكو والدول الأفريقية عبر الحوار السياسي والاقتصادي والثقافي.

 تلاه المنتدى الثاني في سانت بطرسبرغ عام 2023، حيث تم اعتماد خطة عمل للشراكة للسنوات 2023–2026 تُعد مرجعًا رئيسيًا لمتابعة تنفيذ الاتفاقات بين الجانبين.

يعد انعقاد المؤتمر في القاهرة هذا العام  أول مؤتمر وزاري كبيٌر يُستضاف على أرض أفريقية، ما يؤكد محورية الدور الأفريقي في هذه الشراكة ويعكس توسع اهتمام روسيا بالقارة عبر آليات متعددة ومستدامة للتعاون.

أهمية الحدث في السياق الدولي

يأتي المؤتمر في وقت تشهد فيه الساحة الدولية تحولات جيوسياسية واقتصادية معقدة، ويسعى المشاركون من خلاله إلى تحقيق تقدم ملموس في علاقات الشراكة بين روسيا وأفريقيا، ودعم مشروعات تعاونية تخدم التنمية المستدامة وتُعزز من فرص الاستثمار والتبادل التجاري بين الأطراف.