انتصارًا للموهبة لا للضجيج”.. المتحدة تقود ثورة لتطهير الصحافة من “هوس الترند”

كتبت :إيمان خالد خفاجي
في خطوة وُصفت بأنها “تصحيحية” لمسار الإعلام الرقمي في مصر، أعلنت المؤسسات الصحفية والمواقع الإلكترونية التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن قرار تاريخي بوقف متابعة وتغطية أي أنشطة أو فاعليات تخص من يُطلق عليهم “مشاهير السوشيال ميديا” و”التيك توكرز”.يأتي هذا القرار ليعيد تعريف أولويات العمل الصحفي، ويضع حداً لظاهرة “صناعة التفاهة” التي هيمنت على مساحات واسعة من التغطيات الإخبارية في السنوات الأخيرة.
عودة لجوهر المهنة: الصحافة أسمى من “اللايفات”
جاء في نص القرار أن هذه الخطوة تنبع من إيمان عميق بأن دور الصحافة أسمى وأهم من ملاحقة فئة تعيش على صناعة الضجيج لجذب الانتباه. وبدلاً من تسليط الأضواء على محتوى يفتقر للقيمة، قررت المؤسسات توجيه طاقتها لدعم القضايا التي تهم المواطن والاحتفاء بالنماذج الحقيقية.
رسالة إنصاف للمجتهدين والموهوبين
الدافع الأبرز وراء هذه المبادرة هو حماية السلم النفسي للمجتمع، وتحديداً الفئات المكافحة؛ حيث أكدت المبادرة على النقاط التالية:
دعم الموهبة الحقيقية: الانتصار لكل شخص يجتهد ويتعب ليحقق أحلامه بالعلم والعمل.
مواجهة الإحباط: الحد من شعور الشباب بالظلم حين يجدون “صناع الترند” يتصدرون المشهد دون استحقاق حقيقي.
رفض “الاسترزاق الرقمي”: التوقف عن الترويج لثقافة “اللايفات” وسيلةً وحيدة للنجاح السريع.
دعوة لميثاق شرف إعلامي جديد
ولم يقتصر الأمر على مؤسسات “المتحدة” فحسب، بل وجهت المبادرة نداءً حاراً إلى:
رؤساء التحرير ومجالس الإدارات: في كافة الصحف والمواقع المصرية للانضمام لهذا الحراك.
إعلاء القيم المهنية: تغليب الرسالة التنويرية للصحافة على منطق “عدد المشاهدات” (Views).
الحفاظ على الهوية: حماية قيم المجتمع وتقاليده من السلوكيات الدخيلة التي تروجها بعض منصات التواصل.
“إنها معركة استعادة الوعي، حيث تصبح قيمة الخبر في محتواه وليس في عدد الهاشتاجات المرتبطة به.”
صدى القرار في الأوساط الثقافية والإعلامية
استقبل خبراء الإعلام هذا القرار بترحاب واسع، معتبرين أنه يمثل “فلترة” ضرورية للمشهد الإعلامي، ويساهم في إعادة الاعتبار للصحفي المهني الذي يبحث عن الحقيقة، بدلاً من الصحفي الذي يطارد “فيديوهات الرقص والمشاجرات المصطنعة”.
ختاماً، تضع هذه الخطوة الكرة في ملعب باقي المؤسسات الإعلامية؛ فهل نشهد قريباً مشهداً صحفياً يخلو من “هوس الترند” ويعود للاحتفاء بالعلماء، والمبدعين، والعمال الكادحين؟




