الاقتصاد

باكستان وبيلاروسيا تتفقان على تعزيز العلاقات الصناعية والنسيجية

 سمير زعقوق

أعطت باكستان وبيلاروسيا اليوم الاثنين الأولوية لتعميق العلاقات الصناعية والنسيجية، وسلط وزير التجارة الفيدرالي جام كمال خان الضوء على إمكانات المشاريع المشتركة بين الجانبين.

أكد وزير التجارة الباكستاني جام كمال خان التزام باكستان بتوسيع التعاون التجاري والصناعي الثنائي مع بيلاروسيا خلال اجتماع مفصل مع السفير البيلاروسي في باكستان أ. ميتيليتسا في إسلام أباد.

وتناول الاجتماع جدول أعمال واسع النطاق يركز على إحياء المشاريع الصناعية الرئيسية، وتعزيز التعاون في مجال المنسوجات، واستكشاف بدائل الحصول على القطن، وتعزيز تبادل القوى العاملة بين البلدين.

كان محور النقاش إعادة تفعيل مصنع صناعي مدعوم من بيلاروسيا في بلوشستان، وهو مشروع ارتبط في البداية بشركة DMV ومجموعة Omnigroup. ورغم تأجيله سابقًا، استعاد المشروع زخمه. وأكد الوزير كمال أن حكومة باكستان تُفضل الاستفادة من البنية التحتية القائمة لتسريع وتيرة إنجاز المشروع.

«الكفاءة تأتي من استغلال ما هو موجود بالفعل. نهدف إلى السرعة والتأثير»، هذا ما صرّح به.

رحّب بمشاركة بيلاروسيا الراسخة في مشاريع مثل تصنيع الجرارات، وأشاد بالمقترحات الفعّالة من شركات باكستانية مثل HIT ومجموعة شهزاد.

وشجّع الوزير المبادرات التي تُحقق نتائج سريعة وتتماشى مع الأولويات الاستراتيجية لباكستان.

كان من أبرز ما ناقشه الاجتماع مشروع المنسوجات المشترك المقترح بين باكستان وبيلاروسيا. وأكد الوزير كمال على أهميته، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن تقود بيلاروسيا هذه المبادرة من خلال الاستثمار والمساهمة التكنولوجية.

وأشار إلى أن الاستثمار الباكستاني في هذا القطاع يشكل تحديًا، لكن المشروع المشترك مع المشاركة المالية والفنية البيلاروسية هو أمر واقعي وواعد.

زار وفد بيلاروسي ووكيل وزارة الخارجية الباكستانية الموقع المقترح. كما شملت المناقشات إمكانية التعاون مع مؤسسات مثل الجامعة الوطنية الباكستانية للنسيج لدعم التقييمات الفنية والاستشارات المتعلقة بآلات الغزل.

تناول الجانبان أيضًا عجز القطن المتزايد في باكستان، حيث يبلغ الإنتاج المحلي الحالي 5.5 مليون بالة فقط، وهو أقل بكثير من الطلب الذي يتراوح بين 13 و15 مليون بالة. وبينما لا تزال الولايات المتحدة موردًا رئيسيًا، فإن المخاطر المحتملة المرتبطة بالعقوبات دفعت باكستان إلى البحث عن مصادر بديلة مثل طاجيكستان وكازاخستان.

وأكد السفير ميتيليتسا التزام بيلاروسيا بتعميق التعاون الصناعي والتجاري، لا سيما في القطاعات التي تمتلك بيلاروسيا فيها الخبرة الفنية والقدرة التصنيعية.طائرات بدون طيار

وأعرب عن استعداد بيلاروسيا للمساهمة في المشاريع المشتركة من خلال نقل التكنولوجيا والدعم الهندسي وتدريب القوى العاملة.

وأكد السفير أيضًا على تعزيز العلاقات بين الشركات وبين الشعوب من خلال المعارض التجارية والمنتديات التعاونية والروابط المؤسسية.

وأيد الوزير كمال فكرة عقد اجتماع لمجموعة العمل المشتركة عبر الإنترنت لمراجعة التقدم الثنائي، مضيفًا أن قسم الشؤون الاقتصادية بوزارة الشؤون الاقتصادية يتابع بالفعل التطورات ذات الصلة.

كان التعاون في مجال العمل محور نقاش رئيسي آخر. وفي ظلّ مواجهة بيلاروسيا لنقص في الأيدي العاملة، سلّط الوزير الضوء على فرصة باكستان لتوفير عمالة ماهرة. ويعمل حاليًا حوالي 200 عامل باكستاني في بيلاروسيا، مع إمكانية توسيع نطاق عملهم ليشمل قطاعي التصنيع والخدمات.

كما استكشف الجانبان إمكانيات الشراء المتعلقة بالمعدات الصناعية البيلاروسية مثل الشاحنات والشاحنات القلابة والحفارات والحافلات الكهربائية، والتي حققت أداءً فعالاً في قطاعي الفحم والأسمنت في باكستان.

وفي الختام، أكد الوزير كمال اهتمام باكستان القوي بتعميق التعاون القطاعي، داعيًا إلى متابعة فورية، ومشاركة فعّالة في المعارض التجارية، وتوثيق الشراكات المؤسسية. وقال: “نعتبر بيلاروسيا ليس فقط شريكًا استراتيجيًا، بل أيضًا متعاونًا موثوقًا به في بناء القدرات الصناعية وخلق فرص اقتصادية مشتركة”.

وانتهى الاجتماع بملاحظة ودية، مع التقدير المتبادل والالتزام المشترك بتحويل حسن النية إلى شراكات ملموسة وقابلة للتنفيذ.

زر الذهاب إلى الأعلى