أيمن عامر
بعد أكثر من ستة قرون من الغموض، عاد أحد ألغاز آسيا الوسطى إلى الواجهة، بعدما أعلن علماء الأكاديمية الروسية للعلوم عن اكتشاف آثار مدينة إسلامية غارقة تحت مياه بحيرة إيسيك كول في قيرغيزستان، وهي ثامن أعمق بحيرة في العالم.
الاكتشاف، الذي وصفه الباحثون بالمذهل، أعاد إحياء قصة حضارة كانت مزدهرة ثم اختفت فجأة تحت سطح الماء.
معالم مدينة غارقة تحت الماء
التحقيقات العلمية كشفت عن دلائل واضحة لمدينة تعود إلى العصور الوسطى، حيث عُثر على:
- مقبرة إسلامية تضم هياكل عظمية تتجه جميعها نحو القبلة.
- أوانٍ خزفية كبيرة وأساسات مبانٍ مشيدة بالطوب المحروق.
- أعمدة خشبية وطواحين حبوب ضخمة تشير إلى نشاط صناعي وتجاري مهم.
- آثار منشآت دينية وخدمية تشمل مساجد ومدارس وحمامات عامة.
كارثة مشابهة لبومبي
ويرجّح الباحثون أن المدينة دُمّرت في القرن الخامس عشر بفعل زلزال هائل غيّر شكل المنطقة بالكامل، في حدث يشبه ما تعرضت له مدينة بومبي الإيطالية، إلا أن الأدلة تشير إلى أن سكان المدينة ربما تمكنوا من مغادرتها قبل وقوع الكارثة. الزلزال أدى إلى غمر المنطقة بالمياه ودفن حضارة كاملة تحت البحيرة لقرون طويلة.
مركز تجاري على طريق الحرير
ويصف العلماء المدينة بأنها كانت مركزًا تجاريًا نشطًا على طريق الحرير، حيث تلاقت طرق التجارة التي ربطت بين آسيا وأوروبا. وذكرت الجمعية الجغرافية الروسية أن “جميع الدلائل تشير إلى وجود مدينة قديمة متكاملة المعالم تحت مياه البحيرة”، مما يجعل الكشف من أهم الاكتشافات الأثرية في المنطقة خلال السنوات الأخيرة.
هذا الاكتشاف يعيد فتح ملف تاريخي ظل مغلقًا لقرون، ويمنح الباحثين نافذة جديدة لفهم حضارة كانت مزدهرة ثم اختفت بصمت تحت أعماق البحيرة.
