عرب وعالم

بعد وفاة البابا فرنسيس.. كيف سيتم انتخاب بابا الفاتيكان الجديد؟

 

كتبت :إيمان خالد خفاجي

أعلن الفاتيكان، اليوم الاثنين، وفاة البابا فرنسيس، وستبدأ الكنيسة الكاثوليكية الرومانية طقوسًا معقدة وسط تقاليد عريقة ستؤدي في النهاية إلى انتخاب الكرادلة لبابا جديد.الكرسي الشاغر
تشهد عملية اختيار البابا الجديد، العديد من الخطوات، قبلها تدخل الكنيسة الكاثوليكية في مرحلة تعرف بـ«الكرسي الشاغر»، حيث يتولى خلالها كاردينال كبير شؤونها اليومية حتى انتخاب بابا جديد، حسبما ذكر «فرانس 24».

حكم الكاردينال المؤقت
يتولى الكاردينال، المعروف باسم «كامرلينغو»(الحاجب)، في هذه الحالة الأمريكي الأيرلندي كيفن فاريل، الذي عيّنه البابا فرنسيس في فبراير 2019، وهو المسؤول الأعلى الوحيد في التسلسل الهرمي للكنيسة الذي يبقى في منصبه، بينما يُطلب من جميع المسؤولين الآخرين الاستقالة بعد وفاة البابا، جاءت العادة أن يكون دوره الرئيسي هو التصديق على الوفاة، وذلك بالنقر على جبين البابا ثلاث مرات بمطرقة فضية خاصة، ثم نداء اسمه عند الولادة.

انعقاد المجالس العامة في كنائس العالمسيعقد الكرادلة من جميع أنحاء العالم سلسلة اجتماعات تُعرف باسم «المجالس العامة»، وسيقررون موعد الدفن، الذي يجب أن يتم بين اليومين الرابع والسادس من الوفاة، وتنظيم أيام الحداد التسعة (نوفيمدياليس).دُفن أسلاف فرانسيس المباشرون في كاتدرائية القديس بطرس بالفاتيكان، لكن البابا فرنسيس طلب أن يُدفن في كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري بروما.

الجنازة الأبسط
سيُوضع جثمان البابا فرنسيس كما تجري العادة، داخل نعش واحد من الخشب والزنك، مخالفًا بذلك التقاليد، حيث كان يُدفن الباباوات السابقون في ثلاثة توابيت مصنوعة من خشب السرو والرصاص والدردار، موضوعة داخل بعضها البعض، وصرح مسؤول كبير بأن التغيير في طقوس الجنازة يعكس بشكل أفضل ما يراه فرانسيس دور البابا «كراعٍ وتلميذ للمسيح، وليس كرجل ذي نفوذ في هذا العالم».

سيتم عرض نعش البابا فرانسيس المفتوح لتكريمه من قبل المؤمنين في كنيسة القديس بطرس، مما يضع حدًا لعرض جثث الباباوات على منصة مرتفعة، مدعومة بالوسائد حسب التقليدتُعدّ التجمعات العامة وسيلةً فعّالة لاختيار «البابابيلي»- أي خلفاء البابا فرنسيس المُحتملين، وستُحدّد التجمعات موعد بدء المجمع المغلق في موعد لا يقل عن 15 يومًا ولا يزيد عن 20 يومًا من وفاة البابا،

وفقًا لنظام يعود إلى القرن الثالث عشر، يشهد المجمع المغلق اجتماعًا سريًا للكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا لاختيار البابا القادم من بين أقرانهم، كما يوجد حاليًا 135 ممن يُسمّون «الكرادلة الناخبون»، 108 منهم عيّنهم البابا فرنسيس، من بين هؤلاء، 53 من أوروبا، و20 من أمريكا الشمالية، و18 من أفريقيا، و23 من آسيا، و4 من أوقيانوسيا، و17 من أمريكا الجنوبية.

ماذا يعني المجمع المغلق؟
يعني مصطلح «المجمع المغلق» حرفيًا «مفتاح»، مما يعكس ضرورة بقاء الكرادلة في مناصبهم حتى يتمّ اختيار بابا جديد، منذ أواخر القرن التاسع عشر، كانت جميع الاجتماعات تقام في كنيسة سيستين، وهي جوهرة عصر النهضة المزينة بلوحات مايكل أنجلو الشهيرة.يُقسم الكرادلة على السرية المطلقة، تحت طائلة الحرمان الكنسي، أثناء التصويت، تُجرى جولتان من الاقتراع صباحًا وجولتان بعد الظهر يوميًا، حتى يفوز أحد المرشحين بثلثي الأصوات، في نهاية كل جلسة، تُحرق أوراق الاقتراع في موقد بجوار الكنيسة، مُطلقةً دخانًا فوق القصر الرسولي، ويكون الدخان أسودًا بعد كل جولة اقتراع فاشلة، وأبيضًا بعد نجاح التصويت، تُقرع أجراس كنيسة القديس بطرس مُصاحبةً للدخان الأبيض.

هابيموس بابام
بمجرد انتخاب هابيموس بابام سيُؤخذ البابا الجديد إلى غرفة صغيرة في كنيسة سيستين تُعرف باسم «sala delle lacrime (غرفة الدموع)، حيث يُمكنه التفكير في مستقبله، سيسأل عميد مجمع الكرادلة، الكاردينال جيوفاني باتيستا ري، البابا المُنتخب حديثًا عن قبول انتخابه والاسم الذي يُريد استخدامه، فيُصبح البابا الجديد على الفور أسقف روما وبابا.

يُساعد البابا الجديد على ارتداء ثيابه (تُجهّز ثلاث مجموعات بأحجام مُختلفة)، ويُقدّم الكرادلة له التكريم واحدًا تلو الآخر.

بعد ذلك بوقت قصير، سيظهر على شرفة كاتدرائية القديس بطرس. سيُلقي كبير الكاردينالات، ريناتو رافاييل مارتينو، العبارة الشهيرة باللاتينية: «Habemus Papam!» (لدينا بابا!).

زر الذهاب إلى الأعلى