رئيس وزراء باكستان يزور المناطق المتضررة من الفيضانات لتسريع جهود التعافي وتقديم الدعم للمتضررين

أيمن عامر
زار رئيس الوزراء محمد شهباز شريف يوم الأربعاء المناطق المتضررة من الفيضانات في سوات وبونر وشانجلا وسوابي، حيث أكد على حشد جميع الموارد الوطنية
المتاحة لتسريع جهود التعافي واستعادة الحياة الطبيعية في المناطق المتضررة.
وذكر بيان صحفي صادر عن مكتب رئيس الوزراء أن رئيس الوزراء رافقه الوزراء الفيدراليون والمشير سيد عاصم منير. وتلقى رئيس الوزراء وقائد الجيش الباكستاني إحاطة شاملة حول عمليات الإنقاذ والإغاثة الجارية في خيبر بختونخوا.
وأكد رئيس الوزراء خلال لقائه بضحايا الفيضانات التزام الحكومة الفيدرالية والجيش الباكستاني الراسخ بتقديم أقصى دعم ممكن في هذه اللحظة الحرجة. أعرب رئيس الوزراء عن تقديره لتفاني القوات المسلحة والإدارة المدنية الدؤوب، مؤكدًا تضامنه مع السكان المتضررين من الفيضانات، ومؤكدًا لهم تقديم كل مساعدة ممكنة. كما لفت رئيس الوزراء شهباز شريف الانتباه إلى التعديات غير القانونية، وعصابات تجارة الأخشاب، وأنشطة التعدين والتكسير، لا سيما في المجاري المائية، التي تُسبب بشكل كبير في خسائر الأرواح والأضرار. ووجّه بضرورة أن تتصرف باكستان كدولة صارمة لا أحد فوق القانون، وأن تتخذ الإجراءات اللازمة ضد المخالفين دون تمييز.
كما تواصل رئيس أركان الجيش مع القوات والشرطة وأفراد الإدارة المدنية المشاركين في جهود الإنقاذ، مشيدًا بالتزامهم المتفاني في مساعدة ضحايا الفيضانات والأمطار الغزيرة. ووجّه رئيس أركان الجيش التشكيلات الميدانية إلى تحمل هذه المسؤولية بأقصى درجات التفاني وبذل قصارى جهدها لتخفيف معاناة الأسر المتضررة من الفيضانات. وأكد أن سلامة المواطنين وإغاثتهم تبقى الأولوية القصوى، مشيدًا بالقوات والإدارة المدنية على خدمتهم الدؤوبة. وفي وقت سابق، قرأ رئيس الوزراء والمشاركون الفاتحة على من فقدوا أرواحهم في هذه الكارثة.
وفي وقت لاحق، وزع رئيس الوزراء شيكات إغاثة على ضحايا الأمطار الغزيرة والفيضانات الأخيرة. وفي كلمته أمام المشاركين، أعرب رئيس الوزراء عن حزنه العميق إزاء الدمار الذي سببته الأمطار الغزيرة الأخيرة في مختلف أنحاء البلاد، وقال إن هذه الكوارث الطبيعية قد أسفرت عن خسائر في الأرواح والممتلكات. ذكر رئيس الوزراء أن حوادث هطول أمطار غزيرة وقعت في سوات وبونر وشانغلا وسوابي. وفي خيبر بختونخوا وحدها، استشهد نحو 350 شخصًا وأصيب المئات، مضيفًا أن أكثر من 700 شخص لقوا حتفهم جراء الأمطار والفيضانات في جميع أنحاء البلاد.
أشار رئيس الوزراء إلى فيضانات عام ٢٠٢٢ التى تسببت فى تدمير مئات الآلاف من الأفدنة المزروعة بالمحاصيل، وجرف عدد لا يُحصى من المنازل في السند. في ذلك الوقت، أعلنت الحكومة الفيدرالية عن تقديم مساعدات بقيمة ١٠٠ مليار روبية لدعم الضحايا وإعادة إعمار المناطق المتضررة. وأكد أن الحكومة اليوم، بدعم من جميع الجهات المعنية، ملتزمة التزامًا كاملًا بمواجهة هذا التحدي الجديد. وقال إنه أصدر تعليمات واضحة بضرورة إصلاح الطرق والبنية التحتية، بغض النظر عما إذا كانت تقع ضمن نطاق الولاية القضائية الإقليمية أو الفيدرالية.
وأوضح رئيس الوزراء أن الوزراء الفيدراليين يشاركون حاليًا في أنشطة الإغاثة في خيبر بختونخوا. بالإضافة إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء عن توفير الكهرباء مجانًا لمدة سبعة أيام للمتضررين، ووجّه بإجراء إصلاحات فورية للبنية التحتية المتضررة للطرق.
وأشار رئيس الوزراء، مسلطًا الضوء على الأسباب الجذرية لهذا الدمار، إلى أن الفنادق والمنازل غالبًا ما تُبنى على مجاري المياه الطبيعية، مما يزيد من تفاقم آثار الفيضانات. وشدد على الحاجة الملحة إلى الحد من هذا النوع من البناء، ودعا إلى وضع سياسات وقوانين لمنع البناء على الأراضي غير القانونية، وخاصة على طول قنوات المياه، لتجنب الكوارث في المستقبل.
وذكر أنه في حين أن الحكومة منخرطة بالفعل في مكافحة الإرهابيين والخوارج في إقليم خيبر بختونخوا، إلا أن هذه الكارثة الطبيعية أضافت تحديًا آخر. ومع ذلك، أكد على ضرورة مساهمة جميع الجهات المعنية، بما في ذلك الحكومة والقوات المسلحة والمجتمع المدني.
كان المجتمع المدني يعمل معًا للمساعدة في جهود الإغاثة والإعاشة. وأكد رئيس الوزراء أن باكستان وطن واحد بأربع وحدات، وأنه لا ينبغي أن يكون هناك أي تدخل سياسي في أوقات الأزمات الوطنية.
وأعرب عن تقديره لجهود رئيس وزراء خيبر بختونخوا علي أمين، والقوات المسلحة التي تعمل بجد للمساعدة في عمليات الإغاثة. كما أشاد بدعم المشير عاصم منير، الذي تسعى الحكومة بتعاونه إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي في البلاد. وأوضح رئيس الوزراء أن باكستان من بين الدول العشر الأكثر تضررًا من آثار تغير المناخ.
وأشار إلى أن إزالة الغابات تساهم أيضًا في هطول الأمطار الغزيرة، وشدد على أهمية الحفاظ على الغابات للتخفيف من آثار الكوارث الطبيعية في المستقبل.