مصر

شراكة استراتيجية تعزّز الأمن العربي: زيارة الرئيس السيسي للمملكة العربية السعودية

 

كتبت :إيمان خالد خفاجي

تكتسب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى المملكة العربية السعودية، تلبيةً لدعوة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أهميةً كبيرةً في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة. فالزيارة لا تقتصر على تعميق العلاقات التاريخية بين البلدين، بل تعكس أيضًا وحدة الموقف والرؤية المشتركة لمواجهة الأزمات الإقليمية والدولية. وقد أجمع سياسيون ومحللون على أن هذه الزيارة تؤكد الدور المحوري للقاهرة والرياض في استقرار المنطقة، وتفتح آفاقًا واسعة للتعاون الاستراتيجي في مختلف المجالات.

أبعاد الزيارة: سياسية واقتصادية

تجمع الزيارة بين أبعاد سياسية واقتصادية بالغة الأهمية:

التنسيق السياسي: يرى سياسيون مثل النائب أيمن محسب والنائبة هند رشاد أن العلاقات المصرية السعودية هي ركيزة أساسية للأمن القومي العربي. وتأتي الزيارة لتعزيز التنسيق المشترك بشأن قضايا ملحة مثل الحرب في قطاع غزة، والأزمات في السودان، وليبيا، وسوريا، واليمن. يؤكد اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، أن التنسيق بين البلدين هو حجر الزاوية في أي تحرك عربي أو دولي يهدف إلى حل هذه الأزمات.

التعاون الاقتصادي: تعدّ المملكة العربية السعودية أحد أكبر الشركاء التجاريين والمستثمرين في مصر. وتؤكد النائبة سوزي سمير على أن هذه الزيارة ستدفع نحو مزيد من الاستثمارات المشتركة، خصوصًا في قطاعات الطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والسياحة، والتكنولوجيا. ومن المتوقع أن تفتح مباحثات الرئيس السيسي وولي العهد في مدينة نيوم آفاقًا جديدة لتعزيز النمو الاقتصادي في البلدين.

وحدة الموقف والرؤية المشتركة

أكد المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، أن قمة السيسي وبن سلمان تعكس وحدة الموقف المصري السعودي، وتؤكد سعي البلدين إلى صياغة موقف عربي موحد بعيدًا عن أي تدخلات خارجية. هذه الوحدة ليست مجرد خيار دبلوماسي، بل هي ضرورة مصيرية للحفاظ على مصالح الأمة العربية. ويرى المهندس ياسر الحفناوي، رئيس الجالية المصرية في جدة، أن هذه الزيارة تحمل رسالة واضحة للعالم بأن مصر والسعودية تعملان معًا من أجل السلام والتنمية، وتتحملان مسؤولية كبيرة في قيادة المنطقة نحو الاستقرار.

 

رسالة أمل للمستقبل

شدد السياسيون على أن زيارة الرئيس السيسي للسعودية تمثل رسالة أمل وقوة، تؤكد أن العلاقات المصرية السعودية تسير بخطى ثابتة نحو مزيد من التكامل والشراكة. فالعلاقات بين البلدين لا تقتصر على كونها علاقات ثنائية، بل هي مظلة أمان للعالم العربي بأسره، وضمانة استقراره السياسي والاقتصادي. ويؤمن السياسيون أن التنسيق المستمر بين القاهرة والرياض سيظل الضمانة الأقوى لمستقبل عربي أكثر استقرارًا وازدهارًا.

زر الذهاب إلى الأعلى