عروض مبهرة في الاحتفال بالعيد الوطني لروسيا على مسرح دار الأوبرا بالقاهرة
السفير الروسي سعداء بتطور التعاون الثنائي مع مصر

سفير روسيا في مصر جيورجي بوريسينكو
دعاء زكريا
استضافت دار الأوبرا المصرية حفل استقبال بمناسبة عيد روسيا الوطني تضمن عرضا مشتركا لفرقة “كوستروما” للباليه الوطنية الروسية وفرقة “رضا” للفنون الشعبية المصرية مخصصا لتقاليد الرقص الشعبي لبلدينا، بالإضافة إلى بوفيه احتفالي. وحضر الحفل المستشار محمود فوزي وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، والسيد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، والدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، الطيار سامح الحفنى، وزير الطيران المدني، المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، وموظفو وزارة الخارجية المصرية وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ ودبلوماسيون أجانب وممثلون عن الأوساط العامة والسياسية والعلمية والصحفيون.
وأشار سفير روسيا في مصر جيورجي بوريسينكو في كلمته إلى التعزيز مواصلة التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما في ذلك التنفيذ المشترك لمشاريع ضخمة مثل بناء أول المحطة النووية المصرية في مدينة الضبعة من قِبل شركة “روساتوم” الحكومية الروسية. وكما سلط الضوء على الموقف الروسي من تسوية الأزمة الأوكرانية وحل القضية الفلسطينية.
وقال السفير الروسي في نص كلمته خالص الشكر للأصدقاء المصريون والزملاء بالسلك الدبلوماسي للمشاركة في الاحتفال بالعيد الوطني الروسي كذلك ممتنون جدا لدار الاوبرا المصرية لتوفير منصته العظيمة للحفل
وأوضح قائلا إننا نحتفل اليوم العيد الوطني للبلد الذي يمتد ل١١ منطقة زمنية عبر أوراسيا كلها – من بحر البلطيق في الغرب الى مضيق بيرنغ في الشرق. إن تأريخ دولة روسيا، بطبيعة حال، أقل شأنا من تأريخ دولة مصر، ولكن على الرغم من ذلك يمتد على مدى حولي ١٢ قرنا ويحتوي على عدد كبير من الأسماء والانتصارات المجيدة.
مرارا وتكرارا وجدت روسيا نفسها في وسط الاحداث العالمية وأثرت عليها بشكل حاسم بما في ذلك في القرن العشرين أنقذت روسيا البشرية من المانيا النازية وحلفائها ولعبت دورا هاما في القضاء على النظام الاستعماري غير العادل. خلال أربع السنوات يجب علينا مجددا أن نتعارض مطالبا أخرا للهيمنة العالمية وهو كتلة الناتو العدوانية.
إن هذه الكتلة جاءت الى حدودنا وتحولت جزء أرض أجدادنا الى الترسخ العسكري ضدنا أملا في إضعاف روسيا وتدميرها من خلال الحرب بالوكالة التي تم دفع أوكرانيا اليها. لهذا السبب ليس فقط ندافع عن مصالح أمننا الخاص بل نحمي حق الشعوب كلها في الحياة وفقا للتقاليد الخاصة بهم وليس بأمر أجنبي.
إن القوات العسكرية الروسية من جديد تصلبت في المعركة ولديها أسلحة أفضل من الأسلحة المتعددة لكتلة الناتو التي تستهدف ضدنا. رغم ٢٩ ألف عقوبة التي تم فرضها على روسيا من قبل الدول الغربية التي تحلم بعودة عصور الاستعمار، ارتفع اقتصادنا الى المكان الأول ويحتل المكان الأربع في كل العالم فيما يخص بتعادل القوى الشرائية. وقد حققنا ذلك بمساعدة القاعدة الصناعية التي أصبحت أقوى بعد انسحاب الشركات الغربية بالإضافة الى القطاع الزراعي الذي قام بقفزة فعالية والعلم القوي، وبطبيعة الحال، القدرة الروحية للشعب.
لا تقل شهرة روسيا عن مآثرها العسكرية وإنجازاتها الاقتصادية والعلمية، بل بثقافتها العظيمة. وهذا بالضبط ما نود أن نستعرضه بكل سرور مرة أخرى الآن، وهذا المسرح مناسب جدا له.
ستشاهدون فرقة الباليه الوطنية الروسية “كوستروما”، وهي فرقة رقص شهيرة عالميا تجمع بشكل مذهل بين مهارات الباليه الكلاسيكي والتقاليد الشعبية من مختلف أنحاء روسيا. تقدم لكم عرضا رقصيا فريدا يروي تأريخ بلدنا ويُظهر تنوعها الثقافي.
إن هذا العرض جزء من المشروع الثقافي والتعليمي الدولي “افتتاحية رقص العالمي”، الذي تم إطلاقه في أكتوبر ٢٠٢٤ خلال إجراء قمة مجموعة البريكس في مدينة قازان الروسية، بمشاركة الرئيسين الروسي والمصري فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي. وستشاهدون هذا المساء تجسيدا لهذا المشروع من خلال الجهود المشتركة لوزارة الثقافة المصرية وفرقة الباليه “كوستروما”.
ولكن قبل إفساح المسرح للفن الراقي، أود أن أؤكد بشكل خاص أن روسيا سعيدة للغاية بالتطور الناجح للعلاقات مع مصر في مختلف المجالات. إن معاهدة الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي، التي وقعها الرئيسان فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي، والعضوية المشتركة المذكورة في مجموعة البريكس، التي ستحدد شكل نظام العالمي متعددة الأقطاب في المستقبل، تدل على التفاهم والثقة المتبادلة بيننا.
نعتز بعناية بصداقتنا الراسخة طويلة الأمد ونعمل معا لتعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وعلى وجه الخصوص، نتفق في وجهة النظر تجاه الأحداث المأساوية في فلسطين، ونبذل جهودنا لضمان حصول شعبها، الذي تحاول قوات الاحتلال تهجيره من وطنه، على دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
بالإضافة الى ذلك، يتم توسيع التعاون الروسي المصري في مجال الاقتصاد. وتجاوز التبادل التجاري الثنائي في العام الماضي على ٩ مليار دولار. وتزود روسيا مصر بالقمح وتقوم ببناء المحطة النووية. وفي نفس الوقت يستمتع ملايين من السياح الروس بضيافة مصرية خلال زيارة منتجعات البحرين الأحمر والمتوسط وكذلك الاثار التاريخية في وادي النيل.
تعكس عمق العلاقات الثنائية بشكل واضح زيارة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي – رئيس جمهورية مصر العربية الى روسيا في ٩ مايو بالدعوة من فخامة الرئيس / فلاديمير بوتين – رئيس روسيا الاتحادية للمشاركة في الاحتفال بالذكرى ال٨٠ للنصر على النازية الألمانية. وعلاوة على ذلك، مشى الجنود المصرية في صف واحد مع الجنود الروسية خلال العرض العسكري في الساحة الحمراء في موسكو.
بمناسبة العيد الوطني لروسيا الاتحادية أتمنى للأصدقاء في مصر والدول الأخرى بالنجاح في جميع الاتجاهات والسلام والمزاج الجيد. وانا مقتنع باننا مشتركا سنكون قادرين على التغلب على جميع الصعوبات وتحسين الحياة على الأرض.
وقد أثار البرنامج الثقافي الغني للحفل اهتماما كبيرا من الجمهور، الذي شكر الفنانين بتصفيق حار. وفي إطار جولتها الفنية نظمت فرقة الباليه الروسية أيضا ورشات دراسية لطلاب أكاديمية الفنون المصرية، مما فتح اتجاها جديدا للتبادل الثقافي بين بلدينا.