أمن وحوادث

غرق المنوفية والشرقية.. أمطار غزيرة تكشف الإهمال وتغرق الشوارع والمنازل

 

كتبت :إيمان خالد خفاجي

شهدت محافظتا المنوفية والشرقية خلال الساعات الماضية موجة طقس سيئ غير مسبوقة، تحولت معها الشوارع إلى بحيرات من المياه، والمنازل إلى جزر معزولة بعد سقوط كميات هائلة من الأمطار الغزيرة التي تسببت في غرق قرى كاملة وتعطّل حركة المرور والمرافق العامة. مشاهد المياه التي تغمر الطرقات وأصوات الاستغاثة من الأهالي أعادت للأذهان أزمات البنية التحتية ومشكلات الصرف التي تتكرر كل عام دون حلول جذرية.

تعرّضت مدن ومراكز المنوفية والشرقية فجر اليوم لموجة من الأمطار الغزيرة والرعدية استمرت لساعات طويلة، مما أدى إلى تراكم كميات كبيرة من المياه في الشوارع وتعطّل حركة السير بشكل كامل في بعض المناطق، خاصة في مراكز أشمون، منوف، الزقازيق، وأبو كبير.

تحرّك السلطات:
بادرت فرق الحماية المدنية والوحدات المحلية بالنزول إلى الشوارع لسحب المياه باستخدام سيارات الشفط، بينما دفعت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بعدد من الطلمبات المتنقلة لتخفيف حدة الأزمة. كما أصدرت محافظتا المنوفية والشرقية بيانات عاجلة تناشد فيها المواطنين بتوخي الحذر وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.

تأثر الأهالي:
رصدت عدسات المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورًا وفيديوهات توضح غرق المنازل والمحال التجارية في بعض القرى، خاصة في المناطق المنخفضة. وأكد الأهالي أن مياه الأمطار تسربت إلى منازلهم، مما تسبب في تلف الأثاث والأجهزة الكهربائية، وسط مطالبات عاجلة بتعويض المتضررين وتحسين شبكات الصرف.

ردود الفعل:
عبّر عدد من سكان المحافظتين عن غضبهم من تكرار الأزمة كل عام، مشيرين إلى أن البنية التحتية المتهالكة وعدم تجهيز شبكات الصرف لاستقبال كميات كبيرة من الأمطار كانا السبب الرئيسي في الكارثة. فيما وعدت الأجهزة التنفيذية بـ”تحقيق عاجل” لتحديد أسباب التقصير ومحاسبة المسؤولين.

الآثار العامة:
تسببت موجة الطقس السيئ أيضًا في انقطاع التيار الكهربائي عن بعض القرى وإغلاق عدد من المدارس مؤقتًا حفاظًا على سلامة الطلاب، بينما تم تحويل بعض الطرق إلى مسارات بديلة لتجنب الغرق.

تُعد أزمة غرق المنوفية والشرقية ناقوس خطر جديد يدق باب المسؤولين، لتذكيرهم بضرورة تطوير شبكات الصرف وتحسين جاهزية البنية التحتية قبل دخول موسم الشتاء رسميًا. فالأمطار ليست أزمة طبيعية بقدر ما هي اختبار حقيقي لكفاءة الإدارة المحلية وقدرتها على حماية المواطنين من تكرار مشاهد الغرق والمعاناة.

زر الذهاب إلى الأعلى