غزة.. صرخة فى وجه الإنسانية

بقلم / أمل صبحى
على مدار عقود متتالية يظل شعب فلسطين يتصدى لهجمات الاحتلال الغاشم من اجل الدفاع عن حقه في أرضه التي اغتصبها منه العدو، ورغم ما يعانيه هذا الشعب الصامد المناضل بين الحين والآخر جراء اعتداءات قوات الاحتلال الوحشية التي يتجرد فيها من كل معانى الرحمة والإنسانية ضاربا بكل الأعراف والقوانين الدولية والشرائع الدينية عرض الحائط يظل الشعب يناضل ويناضل حتى يحقق النصر.
ولكن ما استيقظنا عليه قرابة من شهر وأكثر من أحداث مروعة ومرعبة شهدها ويشهدها قطاع غزة حاليا فاقت كل التصورات والتوقعات من هول المجازر التي ترتكب وإزهاق آلاف الأرواح لنساء وأطفال وشيوخ وصبايا بدماء باردة ومباني يتم قصفها وتدميرها ومقدسات دينية تنتهك وتدنس بكل عنجهية حتى الحيوانات لم تسلم من جراء هذا العدوان أما بالموت أو التشوه وهذا جعلنا بل جعل العالم أجمع يشعر وكانه يعيش كابوس مخيف تهتز له المشاعر والاحاسيس ليعلنوا تضامنهم وتأييدهم لأهالي غزة ومعاناتهم التي زلزلت كيان الإنسانية حتى أصبح لا صوت يعلو فوق صوت القضية الفلسطينية.
كما يقول المثل “رب ضارة نافعة” فما يجري الآن في قطاع غزة لعمليات تدمير شامل لكل مقومات الحياة الإنسانية والإبادة الجماعية والتهجير الكامل لشعب في العراء وهو ما نجح في نقله مراسلي وإعلاميين بنقل حقائق الأحداث هناك غير أن كيان الاحتلال أصر على استهدافهم بالقتل خشية في أن ينفضح أمرهم أمام العالم ولكن كل هذا تم كشفه أمام الغرب أجمع وأوضح إلى أي مدى قسوة وكذب كيان الاحتلال الذى بات يحاول يرسم صورة فاضله عنه من خلال إعلامه المراوغ بتزييف الحقائق وادعائهم بوصم الفلسطينيين انهم شعب إرهاب ولابد أن يباد وأن أطفالهم “أطفال ظلام” وقتلهم مش حرام.
وخرجت مسيرات وتظاهرات من كل البلدان تندد بوحشية الأفعال الإجرامية التي يرتكبها كيان الاحتلال ويهتفوا “أوقفوا اطلاق النار على غزة”، “تحيا فلسطين حرة” وطالبوا أيضا بالمحاكمة وفرض عقوبات دولية نظير هذا الإجرام الذى يرتكب في حقهم، تضامن الجميع معهم بكل الطرق فهناك عدد من مشاهير العالم من رياضيين وفنانين وإعلامين ظهروا في لقاءات ومباريات وحفلات يرفعون علم فلسطين ينددوا بالعنف والاجرام الذى يرتكب في حقهم وحق أطفالهم من قبل هذا الكيان.
وساهمت أيضا منصات السوشيال ميديا بتغير مسارها بعدما كان يستخدمها البلوجر واليوتيوبر والافلونسر للترويج عن محتواهم المتنوع من فيديوهات ترفيهية وتثقيفية، حتى أصبح منفذا يبثوا من خلاله فيديوهات تتعلق بدعم القضية ولأهالي غزه ونقل حقيقة الاحداث التي ترتكب في حقهم بمنتهى اللا إنسانية.
من قلب المعاناة تخرج رسائل عظيمة صور لن تراها إلا في أهل غزة ليضروا لنا أمثال رائعة لأسمى معاني الرحمة والنبل والشهامة ليصبحوا قدوة للبشرية لك أن تتخيل هذا الشعب الذى في امس الحاجة الآن للمساعدة لا يتردد في مساعدة أي روح محتاجة المساعدة ولا تقوي على حماية نفسها وهنا اتحدث عن رحمتهم بحيواناتهم واصرارهم في الاحتفاظ بها اصطحابها معهم حتى في نزوحهم من تحت القصف ولهيب النيران لانهم يعتبرونها كفرد من افراد أسرتهم التي لا يجب أن يفرطوا فيها هذه الصورة تجعل أي انسان يخجل من نفسه لكون بعض البشر وفى الظروف العادية يتعلل بالتخلص من اليفه بحجة انه ليس لديه وقت لرعايته او يلقى به في الشارع بسبب مرضه او لأي سبب اخر هنا أقول له “فعلا ما فيش احن ولا ارحم من اهل غزه على حيواناتهم”.
وفى صورة آخري لا تقل إنسانية عن الشهامة والشرف لهذا الشعب الباسل فلو نظرنا لكل بلدان العالم التي توجد فيها حروب وفى ظل غياب الشرطة تكثر فيها الجرائم والسرقات بسبب الجوع، ولكن هذا لن نراه في قطاع غزة الأموال والذهب التي يجدوها تحت ركام وحطام المنازل والمحلات التي تم قصفها وتدمرها لا يقترب منها أحد وكانه داخل نفس كل شخص منهم رقيب، أيضا أهالي غزة يتقاسمون قطع الخبز الناشف سويا ورشفات المياه ويتناوبون النوم على الفراش المتسخة بمنتهى الرحمة والإنسانية .
أطفال غزه ولدوا رجالا.. الأطفال الغزاوية سرقت منهم مرحلة طفولتهم البريئة التي يجب أن يعيشوها أسوة بأطفال في نفس أعمارهم من لعب ولهو وضحك وسعادة ولكن القدر حكم عليهم أن يكتب لهم سيناريو آخر خلال واقع مؤلم من خوف وفزغ وتشرد مع أسرهم جراء العدوان والقصف عليهم وقتل ابائهم وأمهاتهم واشقائهم بل وكل ذويهم أمام اعينهم والذى يثير دهشتك أن كل ذلك يجعل الأطفال تستمر في النضال والتصدي لجنود الاحتلال ليعبروا من خلال ابتسامتهم التي لا يستطيع الكيان محوها وكأنهم يبعثوا لهم برسالة تقول “لن تهزمونا نحن أصحاب الأرض وستظل نناضل حتى النصر.
فمن عرف الرحمة يستحق الرحمة، أوجه صرختي بل صرخات مدوية للعالم اجمع وفى وجهة الإنسانية انقذوا غزة.. انقذوا غزة.. أين حقوق الإنسان مما يحدث فيها الآن ؟!.