مقالات الرأي

قصة قصيرة للكاتب دكتور العشماوي عبدالكريم الهواري

كنا نسمع به ولا نراه ولم تترجم تلك الكلمة القاسية الي مدلولها بعد كان السن صغيرا لا يتعدي الخمس سنوات ولكن كانت ايام وتجارب مرت بنا تراها اليوم لما للبيئة الجافة من قدرة علي اعمال الخيال وتفعيل كل مكامن الانسان كانت بيئة كافية للقيام بثورة علي كل خامل لتصنع منه انسان مدرك متلاعب الالفاظ، كانت بيئة غير لينة لا تهدهد بل عطيك صورة حية لكل معني تغمسك في الحياة دون اختيار تغير من وتيرة حياتك من النقيض للنقيض تشربك الحياة بكل الوانها وفي احدي فصولها المسائية التي نتعلم فيها صورا مختلفة ما بين قسوة ولين قسوة لا تقسي القلب بل تقتلعه من اصله ولين بأن تضع مكان قلبك جدول ماء صافي رقراق ي لها من ايام خوالي شكلت الشخصية تشكيل مكاني كما ترسمة الجبال المحيطة بنا ،جبال قاسية في تشكيلها اصبحت جدباء من كثرة ما تحمله بين ضلوعها من هموم الماضي لهذا المكان وما زال الناس بجوارها تقاوم قسوة المكان والجبال بجواره تتعجب من صلابة هذا الانسان ، كنت في هذا الفصل المسائي اري واختزن كما يختزن الجمل من تجارب، في وقت فاصل بين نهار وليل أت اسمع صرخات وجلجلة ورجال يعلو صوتها لمنع النساء من البكاء والعويل واتشحت النساء بالسواد الذي يعلو سواد الليل الأتي من بعيد بسرعة شديدة تقبض علي القلوب لتنهي احلام النهار بها فلا تستطيع فما يكون منها الا التجاوب مع هذه الاناس التي تمسك باليل فتريه انها اشد قسوة منه نعم كانت هذه هي الصورة التي احاول جاهدا رسمها بفرشاة خيالي علي لوحة من نسيج الافكار والخيالات المتداخلة نعم وسط ذلك بدأت اشم رائحة تبدو غريبة في احساسها كانت غير مألوفة سمعت عنها ولم يتذوقها احساسي بعد انها رائحة الموت الأول

زر الذهاب إلى الأعلى