السفير محمد حجازى : الرئيس السيسي طرح رؤية جديدة لأمن الشرق الأوسط بالقمة العربية الإسلامية

عبدالرحمن ابودوح
دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تأسيس “منظومة للأمن والتعاون الإقليمي” في الشرق الأوسط، وذلك خلال كلمته في القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة. وأكد الرئيس السيسي على أن هذه المنظومة تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة، بعيدًا عن مخططات خدمة مصالح إسرائيل وحدها.
وحسب تحليل السفير الأسبق محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فإن كلمة الرئيس عكست رؤية مصرية عميقة لمواجهة التحديات الراهنة، وعلى رأسها محاولات إسرائيل لجر المنطقة إلى مواجهات لا تنتهي، وتطبيق سياسات التهجير القسري ضد الشعب الفلسطيني.
دعوة للسلام ومواجهة التطرف
وأشار حجازي إلى أن الرئيس السيسي وجّه جزءًا من خطابه إلى الشعب الإسرائيلي، محذرًا إياه من مخاطر سياسات اليمين المتطرف، ومؤكدًا أن السلام الحقيقي هو الضمان الوحيد لأمن إسرائيل وشعبها.
جاءت هذه الدعوة بعد مقترح مماثل قدمته مصر والسعودية في اجتماع الجامعة العربية على المستوى الوزاري، والذي دعا إلى التكامل والتعاون الإقليمي. وأوضح حجازي أن هذه المنظومة المقترحة تهدف إلى تعزيز المصالح الاقتصادية، التجارية، والاستثمارية المشتركة، بالإضافة إلى التنسيق السياسي والأمني والعسكري، لتكون بمثابة حماية للمنطقة بأكملها.
دعوة مصرية للدول الإقليمية
أوضح السفير حجازي أن مصر ستتولى زمام المبادرة لدعوة الدول العربية الراغبة، وكذلك القوى الإقليمية مثل تركيا وإيران، للنظر في إنشاء هذه المنظومة. وأشار إلى أن هذه المنظومة يجب أن تكون قائمة على مبادئ التعايش، والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وأضاف حجازي أن المنطقة العربية هي الوحيدة التي لم تؤسس بعد منظومة أمن إقليمي على غرار النموذج الأوروبي الذي انبثق من إعلان هلسنكي لعام 1975. واقترح أن يتم إطلاق “إعلان مبادئ” مماثل في مؤتمر دولي لإنشاء هذه المنظومة، مع إمكانية انضمام إسرائيل مستقبلًا بشرط اعترافها بالدولة الفلسطينية.
تثبيت الشعب الفلسطيني وإعادة الإعمار
وختامًا، أكد حجازي أن هذا التحرك المصري يهدف إلى تثبيت السكان الفلسطينيين على أراضيهم ومواجهة مخططات التهجير. وشدد على ضرورة إغاثتهم إنسانيًا، وتحفيز المحكمة الجنائية الدولية لمتابعة مجرمي الحرب، مما يشكل ضغطًا دوليًا من شأنه أن يفتح الباب لمستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا للمنطقة.




