قمة وادي النيل”: مصر والسودان يفتحان صفحة جديدة.. دعم مصري لإعادة الإعمار وتنسيق مشترك لمواجهة التحديات

كتبت :إيمان خالد خفاجي 

زيارة رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس للقاهرة تفتح صفحة جديدة في العلاقات بين مصر والسودان، وتُعيد تأكيد الروابط التاريخية والمصير المشترك بين البلدين. تهدف الزيارة إلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات، بدءًا من الأمن القومي والمائي وصولًا إلى إعادة إعمار السودان.

دعم مصري متجدد ووحدة في الرؤى
جددت مصر خلال القمة تأكيدها على دعمها الكامل لوحدة السودان وسيادته واستقلاله، ورفضها لأي تدخلات خارجية تهدد استقراره. وتأتي هذه القمة في وقت تواجه فيه السودان تحديات كبيرة، مما يجعل الدعم المصري محوريًا.

أبرز النقاط التي ناقشها الجانبان:

الأمن القومي والمائي: توافقت رؤى البلدين على رفض التحركات الأحادية في ملف مياه النيل، خاصةً فيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي، مما يعكس موقفًا موحدًا تجاه هذا الملف الحيوي.

إعادة الإعمار: أعرب السودان عن رغبته في الاستفادة من الخبرة المصرية المتميزة في إعادة الإعمار وتأهيل البنية التحتية، خاصة في العاصمة الخرطوم.

ملف البحر الأحمر: تم الاتفاق على تعزيز التنسيق المشترك في هذا الملف الاستراتيجي، الذي يمثل أهمية كبيرة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

تعزيز التعاون: عقدت اجتماعات ثنائية بين الوزراء من الجانبين لوضع خطط وبرامج مفصلة لتطوير التعاون في كافة القطاعات.

تطور العلاقات وتطلعات مستقبلية
تُعد زيارة الدكتور كامل إدريس أول زيارة خارجية له بصفته رئيسًا للوزراء، مما يؤكد الأهمية الاستراتيجية للعلاقة مع مصر. وأشاد السفير السوداني في القاهرة، عماد عدوي، بالتقدير السوداني الكبير لمصر، مؤكدًا أن مصر شريك استراتيجي موثوق في جميع المجالات.

منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، شهدت العلاقات بين البلدين تطورًا ملحوظًا، حيث تم رفع مستوى اللجنة العليا المشتركة إلى المستوى الرئاسي، مما يعكس الروابط العميقة والمصير المشترك. كما كثفت مصر جهودها الدبلوماسية منذ عام 2023 لدعم الحوار السوداني-السوداني ووقف الحرب، بعيدًا عن أي تدخلات خارجية قد تُعمق الأزمة.

أكد الأمين السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني، معتز الفحل، على الدور المحوري لمصر، وأشار إلى أن الاستقبال الحافل لرئيس الوزراء السوداني يعكس دعم مصر المستمر للسودان في مسيرته نحو الاستقرار والتنمية.