

أيمن عامر
شهد متحف محمود مختار بالجزيرة التابع لقطاع الفنون التشكيلية أمسية فنية استثنائية، حيث افتُتح معرض عيد الكاريكاتير المصري في دورته الخامسة وسط حضور واسع لرموز الثقافة والصحافة والفن، إلى جانب عدد من الدبلوماسيين المعتمدين لدى مصر. وقد افتتح المعرض كل من الفنان التشكيلي محمد عبلة، والكاتب الصحفي وليد طوغان رئيس تحرير مجلة صباح الخير، والكاتب الصحفي أيمن عبد المجيد رئيس تحرير جريدة روز اليوسف، والفنان مصطفى الشيخ رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير، والفنان فوزي مرسي قوميسير المعرض وأمين عام الجمعية، في أجواء احتفالية عكست مكانة فن الكاريكاتير في المشهد الثقافي المصري.

ويأتي هذا النشاط أيضا ضمن الفعاليات التي تنظمها وزارة الثقافة في إطار برنامج: “فرحانين بالمتحف الكبير.. ولِسه متاحف مصر كتير”، بهدف تعزيز الانتماء وتشجيع الجمهور على اكتشاف ثراء المتاحف المصرية باعتبارها امتدادًا طبيعيًا لافتتاح المتحف المصري الكبير بما يمثله من نقلة حضارية وثقافية في الوقت الراهن، وفي إطار مبادرة “عزة الهوية المصرية” التي تُنفَّذ برعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو.
بدأت الفعاليات بعرض مميز لعرائس الماريونت، قدّمته الهيئة العامة لقصور الثقافة كإهداء للمناسبة، ليمنح الافتتاح روحًا استعراضية محببة أضفت دفئًا وإبداعًا على الأجواء، تلا ذلك جولة في قاعتي «نهضة مصر» و«إيزيس» حيث ضمّ المعرض أكثر من 150 عملًا فنيًا بمشاركة رسامين من 35 دولة، حيث توزّعت الأعمال بين محور يحتفي بالفنان الكبير أحمد طوغان عبر بورتريهات كاريكاتيرية خاصة، ومحور دولي يعكس احتفاء العالم بافتتاح المتحف المصري الكبير بوصفه حدثًا ثقافيًا عالميًا، وذلك في إطار مبادرة «فرحانين بالمتحف الكبير ولسه متاحف مصر كتير» التي أطلقتها وزارة الثقافة.

وأكد الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، أن هذا المعرض يأتي ضمن خطة القطاع الهادفة إلى إبراز أهمية المتاحف ودورها التنويري، وتسليط الضوء على ما تمتلكه مصر من رصيد ثري من المتاحف الثقافية والفنية والتاريخية والقومية والنوعية، إلى جانب غرس قيم احترام التراث والحفاظ على الهوية المصرية من خلال تعزيز الوعي بأهمية مقتنيات هذه المتاحف. كما شدّد قانوش على اهتمام القطاع بفن الكاريكاتير بوصفه أحد الفنون القادرة على تبسيط المفاهيم الثقافية وخلق تواصل حي مع الجمهور عبر لغة بصرية مؤثرة وسهلة الوصول.
وقال الفنان مصطفى الشيخ رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير إن المعرض في دورته الحالية يأتي استمرارًا لمسيرة عيد الكاريكاتير الهادفة إلى الاحتفاء بفن السخرية الراقية ودوره في تشكيل الوعي العام، مشيرًا إلى أن تخصيص محور خاص بالبورتريه الكاريكاتيري للفنان الكبير أحمد طوغان يحمل دلالة وفاء وتقدير لرمز أثْرى الثقافة العربية بروح ساخرة وفكرة عميقة وجماليات خط لا تُنسى.
واعتبر الشيخ أن قوة التجربة هذا العام تعود إلى الحضور الواسع للفنانين وإيمانهم بالمبادرة التي وسّعت دائرة الاحتفال لتشمل مشاركات عربية ودولية.
من جانبه، أكد الفنان فوزي مرسي، قوميسير المعرض وأمين عام الجمعية، أن «فرحة العالم بافتتاح المتحف المصري الكبير» لم يكن مجرد فعالية فنية، بل حدث يحمل قيمة حضارية وروحية كبيرة، حاول الفنانون ترجمته بأعمال صادقة وواعية، وأوضح أن المعرض قدّم حالة فنية استثنائية عبر لوحات تمزج بين السخرية الراقية والمشاعر الإنسانية، عكست انبهار العالم بهذا الحدث.
وأعرب مرسي عن فخره بالمستوى المتميز للأعمال المشاركة وبقدرة الكاريكاتير على التعبير والاحتفاء وصناعة البهجة، مؤكدًا أن ما قُدم هو رسالة حب للحضارة المصرية ورسالة سلام للعالم.
وفي ختام الافتتاح، جرى تكريم الفنان الأردني محمود الرفاعي تقديرًا لمساهماته في إثراء فن الكاريكاتير العربي.
يستمر المعرض حتى 14 ديسمبر 2025، مستقبلًا جمهور الفن ومحبي فن الكاريكاتير في واحدة من أهم الفعاليات الفنية التي تختتم العام بروح من البهجة والإبداع.




