منوعات

مقاربة للناقدة هبة السهيت لقصة خائن الذكريات من مجموعة عاشقة الظل

في مقاربة للناقدة المهندسة هبة السهيت عن قصة (خائن الذكريات) من مجموعة: عاشقة الظل  للقاصة دعاء زكريا قالت السهيت في كتابها مكاشفات نقدية والذي تضمن مقاربة للقصة

إن الكاتبة استخدمت في السردية: السرد الذاتي: حيث يكون الراوي حاضرا كشخصية في السردية، ويُستعمل هنا ضمير المتكلم، فتروى الأحداث من خلال عين الراوي والذي يقدم وجهة نظره الشخصية في تفسير الأحداث وتأويلها، وهو ما يسمح للشخصية أن تواجه القارئ مباشرة، فتتحدث إليه، وتتحاور دون وصاية، وتكشف عن نفسها بحرية مطلقة

فتبدأ السردية ب (قلت) حيث ضمير الفاعل الظاهر واستخدمت ضمير الفاعل الظاهر كما في (عرفتُ، أجبتهُ)
والمستتر كما في (أكتب، أبك) والذي يشي بأن الراوي (الشخصية الرئيسية الحاكية) هو الذي يحكي لنا ما حدث، وضمير المتكلم المتصل (أنا)والمنفصل (بكياني).
فالشخصية تتكلم عن نفسها وتنقل لنا حديث الآخر.

وقد برعت الكاتبة في استخدام عدة تقنيات كوسائل للسرد

كتقنية الوصف وتقنية الحوار

أولا: تقنية الوصف
الوصف عنصر بنيوي، يعطي للنص أبعاده الدلالية، ويجنبه الرتابة، ومن أهم شروط الوصف: الإيجاز، وخاصة في القصة القصيرة فضلا عن الخاطرة التي من أهم سماتها: الإيجاز.
فمثلا عندما تصف لهفة المحب: ” لهفة طفل لقطعة من الحلوى”
فقد جاء الوصف في لوحة حركية ولم يؤدِ إلى وقفة إيقاعية، بل أدى إلى تمهيد وكشف لعمق المفارقة بين بداية إقبال المحب، وجحوده في النهاية، ليتعمق معنى الخيانة، وعمق الألم.

كذلك قولُها: ” احتضن قلبي بقوة حتى تنمو شَتْلات عشقك بكياني”
فهنا أيضا صورة استعارية، ذات دلالات حركية من وصف الحب بالزرع النامي المنتج الخصب، ونقل الشتلات من عشقه لتحتضنه الأرض وهذا تعبير عن كيان الساردة) فتمنحه الدفيء ونسغ الحياة لينمو ويزدهر.
وهي صورة تكشف عن عمق مشاعرها، وصدق نواياها، واتساع آمالها، وفيها من المشاعر الأنثوية فيض من المعاني والدلالات، برمزية معجم أنثوي له ظلال فكلمات (احتضن، بقلبي، عشقك، كياني)، تفيض رقة وعذوبة وإحساسا، يستشعرها القارئ، ويسترجع مذاقها وأحاسيسها التي تستدعيها النفس من ذكرياتها وتجاربها، لتعايش هذه المعاني وتشارك الراوية مشاعر العشق، فتشاركها في النهاية مشاعر الخذلان..
كما أتاحت تقنية الوصف سبر الأغوار الداخلية للشخصية وكشفت أعمق انفعالاتها تحت تأثير الحدث المصاحب وهو (الحب).

ثانيا: تقنية الحوار:
والحوار يكشف لنا عن الشخصيات المتحاورة التي تتكلم بألسنتها مباشرة، كما يدفع الحدث إلى الأمام، وقد التزمت الساردة بالتركيز والسرعة في التعبير عما يجول في ذهن الشخصيات المتحاورة. مما كسر رتابة السرد، وأوهم بواقعية الأحداث.
استخدمت الكاتبة في سرديتها  اللغة العربية الفصحى،.
2- كذلك استخدمت السردية صور بلاغية بكثافة، فيها ابتكار وجمال، وإن غلبت الرومانسية على الحوار بحيث أخرجته أحيانا من واقعيته.
وهنا نقول:
إن كثرة التراكيب (التشبيهات والاستعارات. الخ) وتوالي الصور البلاغية قد ترهق القارئ من جهة، وتسبب وقفات ذهنية له في الوصول الى التشابه في مواضيع الاستعارات، وهذا ما نبه إليه علماء البلاغة العرب.
ولكنها أيضا تدل على: تمكن الكاتب من أدواته البلاغية، واتساع معجمه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى