
بقلم : خالد جادالله
هيغسيث يتكلم لأول مرة جاهزون للحرب أو السلام خلال دقائق إذا أمر ترامب ، في توقيت لا يمكن اعتباره عاديا، وبينما العالم يترنح بين دقات طبول الحرب وتوسلات السلام، خرج بيت هيغسيث المسؤول البارز في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون قبل دقائق قليلة بتصريح مفاجئ و”مشفر”، ترك المحللين في ذهولا، والدوائر السياسية في واشنطن في حالة استنفار ، قالها هيغسيث بكلمات لا تقبل التأويل ، نحن في وضعية التنفيذ الفوري لأي قرار يتخذه الرئيس ترامب سواء كان للحرب أو للسلام
وهذا ليس مجرد تصريح بل إعلان صريح بأن ما يدور خلف الأبواب المغلقة أكبر مما يقال على شاشات التلفاز .
ما وراء التصريح و لماذا الآن
جاء توقيت التصريح بعد أربع دقائق فقط من لقاء داخلي مغلق جمع ترامب بعدد من مساعديه العسكريين السابقين، يعطي دلالة واحدة فقط شيء ما يطبخ على نار ساخنة، ولعل اللافت في كلام هيغسيث هو نبرته التي بدت وكأنها تقول بين السطور نحن لسنا هنا للتفكير نحن هنا للتنفيذ، فهل يستعد البنتاغون لردع خصم دولي أم أن ترامب يُعيد ترتيب أوراقه مبكرًا للعودة السياسية الكبرى من بوابة القرار العسكري
السيناريوهات المحتملة
تحرك عسكري محدود
قد يكون التصريح تمهيدًا لعملية جراحية عسكرية خاطفة، تستهدف منشآت محددة مثل مواقع عسكرية أو نووية إيرانية ضمن “ردع استباقي، أو ضغط من أجل التفاوض عالي اللهجة، أو ربما يريد ترامب إرسال رسالة مباشرة لطهران أو حتى بكين وموسكو بأنه ما زال يمسك بخيوط القوة، وأن عودة ترامب ستكون مصحوبة بعقيدة جديدة اضرب أولاً والتفاوض لاحقًا
حالة اختبار للجيش
بعض التحليلات داخل واشنطن ترى أن ترامب يحاول معرفة ولاء المؤسسة العسكرية بعد سنوات من الشك والاضطراب وخاصة مع اقتراب الانتخابات المقبلة
ماذا يعني هذا لك كمواطن عربي
إن تصريح هيغسيث لا يخص الداخل الأمريكي فقط بل يُترجم فورًا إلى معادلات في الشرق الأوسط ، ولكن هل سيتم قصف مواقع في سوريا أو العراق أو هل يندلع صراع جديد على أرض لبنان أو ساحة اليمن
هل ستكون إسرائيل طرفا مباشر أم مجرد مستفيد من الزلزال القادمة
لماذا هيغسيث بالذات
من هو هذا الرجل الذي اختاره ترامب ليكون لسانه العسكري الآن ، بيت هيغسيث ليس مجرد موظف في البنتاغون بل ضابط سابق خدم في العراق وأفغانستان وهو من أشرس المدافعين عن سياسات ترامب الخارجيةو يمتلك علاقات وثيقة مع قيادات عسكرية نافذة لا تظهر كثيرًا في الإعلام
واختياره للكلام الآن هو رسالة بحد ذاته القرار اتخذ والتنفيذ مسألة وقت فقط ، وفي زمن تسوده الرمادية والغموض جاء تصريح هيغسيث بمثابة جرس إنذار أو ربما أجراس بدء معركة
هل نحن على أعتاب صيف ملتهب دوليا
وهل يتحول التصعيد الكلامي إلى فعل حقيقي يهز خرائط الشرق الأوسط ، ولكن الأكيد أن الساعات القادمة لن تكون كسابقاتها وأن العالم بدأ للتو يسمع الصوت الأول للماكينة العسكرية التى بدأت تدور.