آلاف الفلسطينيين يعودون شمال قطاع غزة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ

شهدت مناطق شمال قطاع غزة ومدينة غزة، اليوم الجمعة، موجة واسعة من عودة النازحين إلى منازلهم ومناطقهم الأصلية، عقب بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى عامين من العدوان المتواصل على القطاع.

ومع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ وبدء انسحاب قوات الاحتلال من بعض المناطق، استعادت شوارع غزة حركتها تدريجياً، إذ عادت حركة السير إلى طريقَي الرشيد وصلاح الدين بعد شهور من الإغلاق، مما سهّل تنقّل السكان وعمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى مختلف المناطق.

وترافقت مشاهد عودة النازحين مع لقطات لافتة لقوافل تقلّ العائدين مزدانة بالأعلام المصرية، في إشارة رمزية إلى دعم القاهرة المتواصل للجهود الإنسانية والسياسية الرامية إلى إنهاء الحرب وإعادة الاستقرار إلى القطاع.

وفي سياق متصل، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان فجر الجمعة موافقة الحكومة على اتفاق يشمل وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، مشيراً إلى بدء سريان الاتفاق فوراً.

من جهتها، كشفت مصادر أمريكية أن الولايات المتحدة ستُرسل نحو 200 عنصر دعم إلى إسرائيل للمشاركة في مراقبة تنفيذ الاتفاق، ضمن فريق دولي يضم شركاء من دول ومنظمات غير حكومية وفاعلين من القطاع الخاص. وأوضحت أن القيادة المركزية الأمريكية ستُنشئ مركزاً للتنسيق المدني-العسكري في إسرائيل لتسهيل تدفّق المساعدات الإنسانية واللوجستية والأمنية إلى غزة، والإشراف على تطبيق الهدنة والانتقال إلى مرحلة إدارة مدنية في القطاع.

وأكدت المصادر أن العناصر الأمريكية لن تدخل إلى غزة، بل ستعمل من داخل الأراضي الإسرائيلية، مشيرة إلى أن تعزيزات لوجستية بدأت بالوصول إلى المنطقة استعداداً لبدء التنسيق الميداني خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وتعكس هذه التطورات بداية مرحلة جديدة في غزة بعد سنوات من المعاناة والدمار، وسط آمال بأن يصمد وقف إطلاق النار ويُمهّد الطريق لإعادة الإعمار وعودة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها.