أبو الغيط أمام مجلس الأمن: فلسطين القضية الأخطر.. ودعوة لتعزيز التعاون العربي – الأممي

أيمن عامر
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن القضية الفلسطينية تظل “الأخطر والأشد تأثيرًا على استقرار المنطقة”، محذرًا من تداعيات حرب الإبادة التي تواصل إسرائيل شنها ضد المدنيين في غزة، بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في جلسة الحوار التفاعلي غير الرسمي بين أعضاء مجلس الأمن وترويكا القمة العربية، التي انعقدت على المستوى الوزاري برئاسة وزير خارجية كوريا الجنوبية، تشو هيون، على هامش أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وشدد أبو الغيط على أن “إسرائيل، بسياساتها العدوانية والتوسعية، تُخاطر باستمرار الصراع لعقود قادمة، وتمثل تهديدًا مباشرًا لما تحقق من جهود سلام عبر نصف قرن”، مؤكدًا أن الفرصة ما زالت قائمة لفتح مسار جاد ولا رجعة عنه نحو تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس حل الدولتين، محذرًا في الوقت ذاته من أن البديل سيكون “المزيد من الدماء والألم والمعاناة للجميع”.
وتوقف الأمين العام عند عدد من الأزمات العربية، حيث أشار إلى أن:
السودان يواجه مخاطر الانقسام جراء استمرار الصراع، مشددًا على ضرورة استئناف مباحثات جدة ووقف إطلاق النار، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
ليبيا ما زالت تعاني تبعات الانقسام، مشددًا على أن الحل يجب أن يكون سياسيًا جامعًا بملكية وقيادة ليبية، وداعيًا إلى تعزيز التنسيق بين الجامعة والبعثة الأممية.
اليمن يعيش عقدًا كاملًا من الأزمة والمعاناة الإنسانية، معتبرًا أن الحوار السياسي الشامل بعيدًا عن التدخلات الخارجية هو السبيل الوحيد لإنهاء النزاع وضمان أمن البحر الأحمر.
سوريا تمر بمرحلة انتقالية فارقة، داعيًا إلى احترام سيادتها ووحدة أراضيها، وإلى دعم مسار وطني جامع يضمن مشاركة جميع السوريين، مع إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضيها.
لبنان يسعى إلى تعزيز سلطة الدولة وحصر السلاح بيدها، حيث شدد أبو الغيط على دعم هذا التوجه، مع إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة وخرقها لقرار مجلس الأمن رقم 1701.
وفي ختام كلمته، دعا أبو الغيط مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته السياسية والقانونية وفق ميثاق الأمم المتحدة، وتعزيز التعاون المؤسسي مع جامعة الدول العربية، مشيرًا إلى انعقاد الاجتماع القطاعي السادس عشر بين المنظمتين في نوفمبر المقبل، والمخصص لموضوع حقوق المرأة وحماية الطفل في النزاعات المسلحة.
كما أكد على أهمية إصلاح مجلس الأمن ليكون أكثر عدالة وفاعلية في تلبية تطلعات الشعوب، قائلاً: “الأمة العربية أمة سلام، وسنواصل دعم الجهود الرامية لتسوية الملفات الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والعمل مع الأمم المتحدة لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ العالم”.