عرب وعالم

  أبو الغيط : الإبادة التي يشنها الاحتلال في غزة هدفها تقويض القضية الفلسطينية برمتها

 

أيمن عامر

 

قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية ، إن إنعقاد أعمال الدورة الـ164 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية يأتى فى ظل ظرف دقيق وخطير لا يخفى على أحد مؤشراته ومحدداته.. كما لا تغيب عنا جميعاً مآلاته وتبعاته.

حرب الابادة

وتابع أبو الغيط خلال كلمته بالدورة ١٦٤ برئاسة الإمارات العربية المتحدة ، أن، حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال في غزة، ترمي إلى ما هو أبعد من القتل والانتقام من شعبٍ أعزل . الهدف هو تقويض القضية الفلسطينية برمتها وتصفيتها بالقضاء على مشروع الدولة. ليس فقط في القطاع وإنما أيضاً في الضفة الغربية والقدس. وذلك عبر تشريد الشعب وتهجيره قسراً. ونزع الأرض والاستيلاء عليها بالضم غير القانوني وغير الشرعي.

المأساة الإنسانية 

واستطرد أبو الغيط ، وعلى فداحة المأساة الإنسانية في غزة، فإننا نرى ما وراءها من مخطط صار مكشوفاً وسافراً لتقويض قضية فلسطين . ومحو الكيان الفلسطيني – الأرض والشعب والهوية – من الوجود. وهو ما لن يكون أبداً بإذن الله. لذلك فإن العنوان العريض لتحركنا هو العمل بكل سبيل على وقف المذبحة التي يسعى الاحتلال لتوسيع نطاقها تحقيقاً لأهداف عصبة متطرفة تعتنق أيدولوجية إقصائية وعنصرية لا مكان لها في هذا الزمان.

وقف المذبحة

وآكد أبو الغيط ، مع العمل على وقف المذبحة. فإننا أيضاً نتحرك بكل قوة وفي كل سبيل ممكن من أجل الحفاظ على مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة . فالهدف الحقيقي ، هو إلغاء هذا المشروع من الوجود وفرض واقع جديد على الفلسطينيين وعلى المنطقة كلها لا مكان فيه سوى للاستيطان والتطرف الديني والقومي . الذي يعزز حتماً تطرفاً مضاداً. إن التصور الذي يقدمه قادة الاحتلال لمستقبل هذه المنطقة يضعها في أتون حروب دينية مدمرة، وعنف لا يعرف نهاية، وكراهية تقضي على كل آمال السلام والاستقرار والعيش المشترك.

حل الدولتين 

وشدد أبو الغيط ، إن دفاعنا عن حل الدولتين وعن مشروع الدولة الفلسطينية هو دفاعٌ عن استقرار هذه المنطقة ومستقبل الأجيال القادمة. مشددا ،

ونحن لا نقف بمفردنا في هذا النضال. معنا ما يقرب من 150 دولة تعترف بفلسطين. وهناك دول صديقة – ولها منا كل التحية والتقدير – أدركت مؤخراً خطورة المخطط الإسرائيلي فقررت الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الدورة (80) للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تُعقد بعد أيام.

الرفض العربى

وأكد أبو الغيط ، على الرفض العربى للقرار الأمريكي الأخير برفض منح التأشيرات للوفد الفلسطيني لحضور هذه الدورة ونعتبر ذلك مخالفاً على نحو صريح لمقتضيات القانون الدولي ولالتزامات واشنطن بموجب اتفاقية المقر.

ونؤكد أن المسار الذي أطلقه مؤتمر “تنفيذ حل الدولتين”، الذي عُقد في يوليو الماضي في نيويورك، برئاسة سعودية/ فرنسية مشتركة. نؤكد أن هذا المسار سوف يتواصل.. وسيمثل بديلاً سياسياً حقيقياً وواقعياً لمخطط الحروب المستديمة والتهجير الذي تباشره إسرائيل.

وأضاف أبو الغيط ، لا تزال مأساة الحرب السودانية متواصلة كنزيف لا يتوقف لمقدرات هذا البلد ومستقبل شعبه . ولا زلنا نطالب بوقف لإطلاق النار كسبيل لا بديل عنه لإنهاء الأزمة الإنسانية الأشد وطأة في عالمنا العربي . وفي هذا السياق، فإنني أرحب بتشكيل حكومة مدنية برئاسة السيد كامل إدريس . وآمل أن يمثل تعيين هذه الحكومة خطوة في الاتجاه نحو تعزيز مؤسسات الدولة السودانية والحفاظ على مقدراتها والعمل على التخفيف من الآثار المدمرة للحرب . واتخاذ كل السبل الممكنة من أجل مباشرة حوار وطني يشمل الجميع . ويفضي إلى إسكات البنادق، وإعطاء الفرصة للحلول السياسية في إطار الحفاظ على وحدة السودان ومؤسساته.

مفترق طرق

وتابع أبو الغيط ، يقف لبنان على مفترق طرق مهم في تاريخه المعاصر. وقد اتخذت حكومته قراراً شجاعاً بتطبيق حصرية السلاح بيد الدولة . وهو من أول وأهم مقتضيات الدولة الحديثة. وهو أيضاً خطوة لا غنى عنها لحفظ الاستقرار والسلم الأهلي في هذا البلد الذي عانى شعبه كثيراً طوال السنوات الماضية . وإذ نقف إلى جوار الحكومة اللبنانية في هذا المسعى المشروع والضروري . فإننا نؤكد مجدداً على رفضنا الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية ولاتفاق وقف الأعمال العدائية الموقع في نوفمبر الماضي . وندعو الوسيط الأمريكي لوضع حد لهذه الانتهاكات ولتحقيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية.

وزراء الخارجية

ودعا أبو الغيط ، وزراء الخارجية العرب إلى افتتاح معرض “سيرة ومسيرة” بمقر الأمانة العامة بمناسبة مرور ثمانين عاماً على تأسيس الجامعة العربية. مؤكدا أنه شهادة حية على ثمانية عقود من العمل العربي المشترك . ومقتنياته تمثل سجلاً لرحلة الأمة، بحلوها ومرها. بانتصاراتها وكبواتها . وهو أيضاً رسالة للاستمرارية في المستقبل. وعنوان على طريق اخترنا أن نمشيه معاً. ولابد أن نستمر فيه معاً بإذن الله. متضامنين موحدي الكلمة والإرادة والهدف.

زر الذهاب إلى الأعلى