أستاذ تربية الخضر بمعهد البحوث يكشف تفاصيل زيادة إنتاجية الفدان والتنوع في الأصناف والهجن الجديدة

أجرى الحوار – الدكتور محمد البرماوي
اعترافا منها بدور علماء مصر والبحث العلمي خاصة فى مجال الزراعة المصرية، كان لموقع صوت الأمم الإخباري، هذا اللقاء مع أحد علماء الزراعة المصرية الدكتور سليمان أحمد عمران أستاذ تربية الخضر بمعهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية.
– فى البداية حدثنا عن أهمية البحث العلمي فى المجال الزراعي؟
يلعب البحث العلمي الزراعي دورًا مهمًا حيث يعمل على زيادة إنتاجية وحدة الفدان، التنوع فى الأصناف والهجن الجديدة ذات الصفات الممتازة سواء على مستوى الإنتاجية أو مقاومة الآفات ونحمل الجفاف والتغيرات المناخية وكذلك الملوحة، ويوفر البحث العلمي على المزارع والدولة إنتاج الأصناف الجديدة من التقاوي وتقليل فاتورة استيراد هذه التقاوي من الخارج.
– مدى نجاح زراعة البطيخ الأصفر خالي البذور فى مصر؟
أكد سليمان أن البحث الخاص بزراعة البطيخ الأصفر والأحمر خالي البذور هو فى الأصل البحث العلمي الذى نال به درجة الدكتوراه حيث يعد هذا البحث الأول من نوعه محليًا وعربيًا فى مجال إنتاج البطيخ بدون بذور، وبالعودة لزراعة البطيخ.
ونجح المعهد خلال الفترة الماضية فى إنتاج بذور بطيخ ذو لون أصفر وأحمر خالي البذور، حيث كنا نعانى فى مصر من مغالاة الشركات الزراعية الكبرى فى أمريكا واليابان والتي توصلت لهذا الإنجاز فى وقت سابق.
وكانت تغالى فى أسعار بيع هذه البذور مما كان حافزًا لدى باحثي المعهد لاستنباط بذور النوع الجديد لتقليل فاتورة الاستيراد من الخارج.
وأصبحت مصر الآن تمتلك أباء هذه البذور وهى بذور مصرية 100 بالمئة، وتنتج مصر تقاوى البطيخ خالي البذور بلونيه من خلال عميات الإكثار للهجن ومن ثم توزيعها على مزارعي البطيخ فى مصر مما أدى لانتشاره بشكل واسع.
– إذا ماذا عن مميزات البطيخ خالي البذور؟
بدايًة يجب التأكيد على أن البطيخ ذو اللون الأصفر هو طبيعي بنسبة 100% وليس هناك أي تدخل فى الجينات الوراثية أو أي تدخل هرموني لأنه ببساطة موجود فى الطبيعة وما نقوم به هو استنباطه بشكل طبيعي.
أما عن مميزات البطيخ الأصفر أو الأحمر خالي البذور فهو يمتاز بنسبة سكر أعلى من البطيخ العادي من 1:2% بالإضافة لخلوه من البذور والذى يعد أهم ميزة فيه خاصة عند الأطفال، كذلك لديه قدرة كبيرة على التخزين لمدة تتراوح من أسبوع: عشرة أيام أكثر من البطيخ العادي، كذلك يمتاز بالربحية المرتفعة للمزارع والتاجر ، خاصًة أنه محصول تصديري فى المقام الأول وأسعاره مرتفعة، وأصبح لدينا اكتفاء ذاتي من المحصول بنسبة 90 بالمئة.
– السؤال الذى يطرح نفسه كيف يتم استباط البذور فى ظل خلوة البطيخ المنتج من البذور؟
أوضح سليمان أن معهد بحوث البساتين ومن خلال البرنامج القومي لإنتاج التقاوي يقوم عملية إكثار بذور البطيخ خالي البذور من خلال عملية تزاوج بين أباء ذو صفات مميزة مع الأم لإنتاج بطيخ أصفر وأحمر خالي البذور أو بمعنى قريب إلى الدقة (بطيخ عقيم).
ولفت إلى أن هذه العملية تتم بشكل سنوي لإنتاج بذور للموسم الجديد، ويتم ذلك بمحطات معهد بحوث البساتين، محطة بحوث سخا، ومحطة بحوث البساتين بالنوبارية.
– مدى الإقبال على البطيخ خالي البذور بلونيه؟
لقد أدى توافر بذور البطيخ خالي البذور على زيادة الإقبال عليه من قبل المزارعين والمواطنين نظرًا لانخفاض سعره للمواطنين، وعلى العكس ارتفاع ربحيته للمزارعين وذلك بعد توفير البذور المحلية منه مما أدى إلى انخفاض تكاليف زراعته، بالإضافة إلى أن هناك العديد من الصناعات الغذائية التي تقوم على البطيخ خالي البذور وتصديره إلى أوروبا.
المصانع التي تعتمد على البطيخ خالي البذور تقوم بشراء البطيخ خالي البذور الأصفر والأحمر من المزارعين بنظام التعاقد بما يضمن السعر المتعاقد عليه فى حال انخفاض السعر أما فى حال ارتفاع سعره عن السعر المتعاقد عليه فيتم الشراء بالسعر المرتفع وهو ما يسمى سعر الضمان، وتصل مدة التعاقد بين المصانع والمزارعين إلى عشر سنوات مما أدى إلى زيادة المساحات سنويًا من 1:2 بالمئة.
– أهم المناطق التي تجود بها زراعته فى مصر؟
تجود زراعة البطيخ خالي البذور تحت البلاستيك فى مناطق النوبارية، بلطيم، الإسماعيلية، العلمين بمناطق زراعة البنجر، ويزرع عروة مبكرة فى أسوان، مما أدى لتوافر البطيخ معظم أيام العام من شهر فبراير وحتى سبتمبر.
– ماذا عن الجديد فى مجال البحث العلمي لمحصول البطيخ؟
هناك جديد باستمرار حيث نعمل حاليًا على إنتاج البطيخ الشخصي أو “المينى” فى حجم ثمرة الكنتلوب، وهو معروف بالخارج منذ فترة ويتراوح وزن الثمرة بين 1 كيلو ولا يتعدى 2 كيلو، ويتميز هذا النوع بإنتاجية مرتفعة جدًا وذو مواصفات جيدة فى نسبة السكر ويتجمل الأمراض والآفات وغيرها من الظروف المناخية الصعبة.