
كتب : خالد جادالله
في خبرٍ عاجل، أكّدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس خلال المؤتمر الصحفي على أمل واشنطن في أن تكون المرحلة الراهنة بداية حقيقية لدعم إعادة بناء دمشق وتحقيق الاستقرار في سوريا
واشنطن تتحدث بلغة الأمل نأمل أن تساعد دمشق في طريقها للبناء والاستقرار
في قاعة مؤتمر صحفي تضج بالكاميرات والصحفيين خرجت تامي بروس متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية لتعلن بتفاؤل غير معتاد
نأمل أن تساعد دمشق في تحقيق البناء والاستقرار
وقد وتابعت الأحداث الأخيرة في سوريا كانت مؤسفة للغاية لكننا نرى مؤشرات إيجابية وعلينا اغتنامها
لغة دبلوماسية متحوّلة من ضغط إلى أمل
لفترة طويلة ارتبطت اللغة الرسمية الأمريكية تجاه سوريا بالعقوبات والضغط على دمشق لكن اليوم، استخدمت بروس كلمة نأمل وهي تعبير يحمل طابع الثقة المشروطة بعيدًا عن الالتزامات الراسخة وهذا التحوّل اللغوي يدعم فرضية أن واشنطن بصدد فتح باب المفاوضات الدبلوماسية حول تدخل سياسي أوسع لدعم إعادة الإعمار، شريطة بعض المعايير.
ضوء أخضر مشروط
التصريح لا يرقى لأن يكون وعدًا رسميًا بوضع أميركي في صف إعادة الإدمار لكنه يشير إلى استعداد للتعاون ما دامت دمشق تظهر جدّية
إنما البند الخفي يبدو نأمل أن تتحقق خطوات ملموسة أي ليست نوايا بلا شروط بل أمل يتبعه مِن الأفعال وهو ما بدا واضحًا في التصريحات السابقة التي اشترطت شروطًا مثل إنهاء الإرهاب وضمان حقوق الأقليات والتعاون بشأن الأسلحة الكيماوية
لماذا الآن
التوقيت مثير للانتباه هذا التصريح يأتي بعد اشتباكات دامية جديدة في السويداء بين الدولة والدروز وسقوط عشرات الضحايا ، واستخدام لفظ مؤسفة يشير إلى توجّه استراتيجي من أمريكا لضبط الانزلاق نحو حرب داخلية جديدة
ثانيًا تزامنها مع مؤشرات على استعدادات متبادلة لإعادة فتح علاقات دبلوماسية مثل ما ظهر في اجتماعات سابقة وتنسيق أمريكي سوري لمكافحة الإرهاب وجهود مشتركة للعودة لمواجهة السلاح الكيماوي
ما وراء الأمل قراءة في الخرائط المستقبلية
المتغير التوقع سياسي إمكانية استعادة السفارة الأمريكية بدمشق تدريجيًا
مالي واقتصادي التفاؤل قد يسبق خطوات نحو رفع جزئي للعقوبات أو تراخيص لدخول مشاريع إعمار
عسكري تعزيز التنسيق الأمني حول الجماعات المتطرفة والإرهابية خاصة في الشمال
فرصٌ مشروطة
تصريح بروس باعترافها بأن الأحداث الأخيرة في سوريا كانت مؤسفة يعكس إدراكًا أمريكيًا بأن سوريا دخلت منعطفًا دقيقًا أما أن تعلن عن أمل فهي نهاية مرحلة وترقّب لمرحلة جديدة على عدة شروط تضعها واشنطن في الفترة المقبلة وهذه ليست مجرد تغريدة عابرة
بل رسالة إلى دمشق والعالم أمامكم فرصة لكنها مشروطة بالتغيير الفعلي وهنا يكمن ما لم يُكتب بعد في وسائل الإعلام أن الأمل الأمريكي اليوم ليس كلمة عابرة بل ورقة تفاوضية تنتظر ماذا سيفعل النظام السوري في الأسابيع المقبلة.