أوكرانيا توقع صفقة تاريخية مع السويد لتوريد 150 طائرة مقاتلة

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، عن توقيع اتفاق تاريخي مع السويد لتوريد 150 مقاتلة من طراز «غريبن»، في ما وصفه بأنه أضخم صفقة طائرات عسكرية تحصل عليها بلاده منذ بداية الحرب مع روسيا.
وأوضح زيلينسكي، في منشور عبر منصة «إكس»، أن الدفعة الأولى من الطائرات ستصل العام المقبل، مشيراً إلى أن الصفقة تمثل «خطوة كبيرة نحو تعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا وبناء سلاح جو قادر على حماية سماء البلاد بالكامل».
وأكد الرئيس الأوكراني أن الاتفاق مع السويد يندرج ضمن الضمانات الأمنية طويلة الأمد التي تسعى كييف للحصول عليها من حلفائها الأوروبيين، مضيفاً أن بلاده «تحتاج إلى قوة جوية متطورة لمواجهة الهجمات الروسية المتكررة».
وجاء الإعلان بعد يومين من زيارة زيلينسكي إلى لندن، حيث أجرى محادثات مع عدد من القادة الأوروبيين لبحث سبل تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى وأنظمة دفاع جوي متقدمة.
وقال زيلينسكي في وقت سابق إن «شركاءنا يملكون الأنظمة القادرة على حماية الأجواء الأوكرانية، ويمكنهم المساعدة في التصدي للصواريخ الباليستية التي تستخدمها روسيا في جميع هجماتها تقريباً».
وأشار أيضاً إلى أنه يولي اهتماماً خاصاً بالحصول على أنظمة “باتريوت” الأميركية للدفاع الجوي، التي أثبتت فاعليتها العالية في اعتراض الصواريخ الباليستية، مؤكداً أن «دعم الحلفاء في هذا المجال قد يغيّر موازين الحرب».
ويأتي هذا الإعلان بينما تواصل القوات الروسية هجماتها الجوية على المدن الأوكرانية، إذ أدى قصف روسي جديد، فجر السبت، إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من عشرين آخرين، وفقاً لبيانات صادرة عن السلطات المحلية.
ويرى محللون عسكريون أن الصفقة مع السويد قد تمثل نقطة تحول مهمة في الحرب، إذ ستوفر لأوكرانيا قدرة أكبر على تنفيذ مهام هجومية ودفاعية متقدمة، خصوصاً أن مقاتلات «غريبن» معروفة بقدرتها على الإقلاع من مدارج قصيرة والتعامل مع ظروف الحرب الحديثة بكفاءة عالية.
وأكدت مصادر أوروبية أن الاتفاق بين كييف وستوكهولم يشمل تعاوناً في مجال التدريب والصيانة ونقل التكنولوجيا العسكرية، في خطوة تهدف إلى تمكين القوات الأوكرانية من تشغيل المقاتلات بشكل مستقل على المدى الطويل.
ويُعد هذا الاتفاق الأول من نوعه بهذا الحجم بين أوكرانيا ودولة أوروبية غير عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مما يعكس — بحسب مراقبين — اتجاهاً أوروبياً متزايداً لدعم كييف عسكرياً دون انتظار موافقة الحلف ككل.
واختتم زيلينسكي تصريحه قائلاً إن «كل طائرة جديدة في السماء الأوكرانية تعني حياة جديدة محفوظة على الأرض، وسماء أكثر أماناً لأطفالنا».




