منوعات

إتحاد الخبراء والاستشاريين تكشف الأبعاد الخفية لعملية “الدرع الأخضر”

دعاء زكريا

في حدث بيئي هزّ العالم، أطلقت الإمارات العربية المتحدة عملية “الدرع الأخضر” في قلب غابات الأمازون. العملية استهدفت أكبر شبكات التهريب وقطع الأشجار غير المشروع، وأسفرت عن مصادرات تاريخية وضبط معدات تدميرية كانت تهدد ما يُعرف بـ”رئة الأرض”.

لكن ما ميّز العملية بشكل لافت هو التعاون الاستراتيجي مع شركة Esri العالمية، الرائدة في نظم المعلومات الجغرافية (GIS)، والتي وفرت أدوات متقدمة لتتبع التحركات، مراقبة الانبعاثات، ورسم خرائط دقيقة لحجم الكارثة البيئية.

أرقام من صميم العملية

مصادرة 1.8 مليون متر مكعب من الأخشاب النادرة خلال أشهر قليلة.

ضبط أكثر من 500 آلة تجريف وقطع تعادل قدرتها تدمير مساحة بحجم لبنان.

تفكيك 220 شبكة تهريب دولية مرتبطة مباشرة بالأسواق في آسيا وأوروبا.

خفض فعلي لانبعاثات الكربون بما يقارب 2.1 مليون طن مكافئ CO₂، وهو ما يعادل البصمة الكربونية لمدينة كبرى لمدة عام كامل.

تقدير القيمة السوقية للمضبوطات بما يتجاوز 1.4 مليار دولار، أي ما يكشف حجم “الاقتصاد الأسود” المرتبط بالغابات.

وفي تصريحات الخبراء في ESGRI

يقول الدكتور هاني مباشر – الخبير البيئي الدولي المعتمد، ورئيس مكتب اتفاقية بازل سابقاً، وعضو مؤسس في ESGRI:

“الأمازون ليست ملكاً لدولة، بل كنز كوكبي. عملية الدرع الأخضر بالتعاون مع Esri أثبتت أن التكنولوجيا والحوكمة البيئية عندما تلتقيان، يصبح التأثير مضاعفاً. هذه العملية أنقذت ملايين الأطنان من الكربون من التسرب إلى الغلاف الجوي.”

كما يقول الدكتور وليد فايز – خبير الإيكولوجي وعضو ESGRI:

“العملية كشفت أن تجارة الأخشاب غير الشرعية ليست مجرد نشاط جانبي، بل صناعة سرية بحجم النفط. التعاون مع Esri منح الإمارات القدرة على تتبع هذه الشبكات ورصدها بدقة. الرسالة واضحة: لا بيئة بلا تكنولوجيا، ولا استدامة بلا مراقبة ذكية.”

كذلك يؤكد المستشار أحمد حافظ – دكتور في البصمة الكربونية والحوكمة البيئية المجتمعية والاستدامة وعضو ESGRI:
“ما حدث يثبت أن الحوكمة البيئية يجب أن تُدار بمنطق الشراكات العابرة للحدود. Esri زوّدت العملية بأدوات جعلت الأرقام شفافة، وهذا بالضبط ما ندعو إليه في ESGRI: استدامة مبنية على بيانات دقيقة، لا على وعود عامة..

كلا المؤسستين تلتقيان في رؤية واحدة: استخدام المعرفة والبيانات لبناء عالم أكثر عدلاً واستدامة.

كما تنوعت فرق Esri بين خبراء GIS وعلوم البيانات، يتشابه ذلك مع تنوع لجان ESGRI التي تجمع خبراء الكربون، البيئة، الاستدامة، الحوكمة، والتنوع البيولوجي.

وقد كشفت العمليه حقائق هامه ومنها

أن التحالفات الذكية بين الحكومات والشركات التقنية كما حدث بين الحكومات المتحالفة و( Esri) في هذه العمليه هي خط الدفاع الأول ضد الكوارث البيئية.

و أن الأرقام الدقيقة هي السلاح الأقوى لإقناع العالم بجدوى الحوكمة البيئية.

والأهم أن الاستدامة لم تعد خياراً، بل ضرورة استراتيجية تعادل الأمن الغذائي والمائي.

و ما تحقق في الأمازون نموذج يمكن تكراره في أفريقيا، آسيا، والشرق الأوسط لمواجهة الجرائم البيئية.

ان عملية “الدرع الأخضر” لم تغيّر فقط مشهد الأمازون، بل قدّمت درساً للعالم بأسره: عندما تلتقي التكنولوجيا (Esri) مع الرؤية المؤسسية المتكاملة مثل (ESGRI)، تصبح الاستدامة حقيقة ملموسة، وليست مجرد شعار.

زر الذهاب إلى الأعلى