منوعات
إشكالية السلطة والدولة وأثر العصبيات في اليمن في محاضرة للدكتور مغلس
بالمركز الثقافي اليمني بالقاهرة

دعاء زكريا
نظم المركز الثقافي اليمني في القاهرة، مساء الأربعاء، محاضرة للدكتور عبده سعيد المغلس، بعنوان “إشكالية السلطة والدولة في اليمن وأثر العصبيات”، أدارها وقدمها الإعلامي محمد سبأ، واستهلها بنبذة تعريفية عن د. مغلس، مؤكدا حرصه الدؤوب على تشخيص المشكلات وتحديد مكامن الخلل في بنية الدولة والنظام وشروط تجاوزها.
واكد الدكتور المغلس في بداية المحاضرة أن جذور الأزمة اليمنية مرتبطة بعلاقة السلطة بالدولة، وتأثير ما أسماه “العصبيات السبع” التي حالت دون قيام دولة وطنية حديثة، وأبرزها خطورة العصيبة المناطقية، تقديم الانتماء الجغرافي الضيق على الوطني، خطاب التمييز، والتهميش ومواجهة العنصرية بالعنصرية. وقسّم محاور محاضرته إلى ثلاثة محاور رئيسية:
إشكالية السلطة والدولة في اليمن، وغياب الحدود الفاصلة بينهما. أثر العصبيات السبع في عرقلة بناء الدولة، وهشاشة النظام.
سبل معالجة هذه التأثيرات الكارثية للعصبيات استناداً إلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور الاتحادي.
وأشار، إلى أن خطايا السلطة في اليمن تمثلت في تكريس نفوذها عبر العصبيات، مع غياب التمييز بين مفهوم الدولة والسلطة، موضحاً أن الدولة كيان ثابت بينما السلطة متغيرة، وهي إحدى مكونات الدولة وليست بديلاً عنها.
وتوقف الدكتور المغلس عند خطورة العصبيات المختلفة – القبلية، الطائفية، المناطقية، والمليشياوية – في إضعاف مؤسسات الدولة، مؤكداً أن بناء دولة حديثة يستند إلى المؤسسات لا إلى الأشخاص أو الولاءات الضيقة.
كما شدد على ضرورة مواجهة ثقافة “الفيد والغنيمة” التي شكلت أحد المحركات التاريخية للصراعات اليمنية.
وفي محاضرته، لفت إلى أن تقديم الانتماء الجغرافي أو المناطقي على الهوية الوطنية يولّد خطابات تمييزية خطيرة، مؤكداً أن مواجهة العنصرية بالعنصرية لن تفضي إلا إلى مزيد من الانقسام والهشاشة.
وأجمعت المداخلات في ختام المحاضرة، على طرح الدكتور المغلس، على أن الخروج من الأزمة اليمنية الراهنة يتطلب، إنهاء الانقلاب الحوثي، وتوافق نخبوي ضاغط للعودة إلى روح مخرجات الحوار الوطني، وإرساء مفهوم الدولة الجامعة القائمة على المواطنة المتساوية، في إطار مشروع اليمن الاتحادي ودستورها.