عرب وعالم

إقامة اجتماع بالسفارة الفنزويلية بالقاهرة بمناسبة اليوم العالمي للحراك من أجل فنزويلا

دعاء زكريا

قال سفير فنزويلا بالقاهرة ويلمر أومار بارينتوس في كلمته خلال فعاليات الاجتماع بمناسبة اليوم العالمي للحراك من أجل فنزويلا

اسمحوا لي أن أعرب لكم عن خالص مشاعر الامتنان لدعمكم المتجدد لقضية الشعب الفنزويلي النبيل. وسيظل امتناننا لكم بلا حدود أمام ما أبديتموه من التزام تجاه وطني الحبيب.
كما هو واضح ومعلوم للجميع، فقد ندّدت فنزويلا بشدة بالتطورات الأخيرة والخطيرة في سياسة المضايقات التي تتبعها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ضد بلدنا. وقد أوضحت الحكومة الفنزويلية أن هذه الاعتداءات، التي تصاعدت خلال السنوات الأخيرة عبر عقوبات غير قانونية وحملات تشويه السمعة وعدم الاعتراف بالمؤسسات الشرعية في فنزويلا وتسييس القضاء، قد بلغت في الوقت الحالي مستوى غير مسبوق من التهديد مع الانتشار العسكري الأمريكي في منطقة البحرالكاريبي.
وأوضح ويلمر اومار ان فنزويلا  أعربت عن بالغ قلقها إزاء التصعيد المستمر للتوترات في منطقة البحر الكاريبي، نتيجة الزيادة غير المسبوقة في الانتشار العسكري للقوات البحرية والجوية الأمريكية. ويشمل هذا الحشد أصولاً ذات قدرات نووية، وأكثر من 15 ألف جندي، إضافة إلى وجود أكبر حاملة طائرات في العالم، يو إس إس جيرالد آر. فورد ومجموعة القتال التابعة لها، في إطار ما يسمى بـ “عملية رمح الجنوب”. ويمثل هذا الانتشار أكبر قوة مشتركة يتم نشرها في المنطقة منذ غزو بنما عام 1989.
كما أشار  ويلمر أومار انه بالنسبة لفنزويلا، فإن هذه الإجراءات العدائية، إلى جانب تنفيذ “مناورات عسكرية” على بعد بضعة كيلومترات من سواحلنا – والتي يشارك فيها سلاح مشاة البحرية الأمريكي، بما في ذلك وحدات استطلاعية مصممة لتنفيذ عمليات هجومية في دول أجنبية – تشكل تصعيدًا خطيرًا وجسيمًا فيما يتعلق بحشد القوة العسكرية الأمريكية المثير للقلق بالفعل في أمريكا اللاتينية والكاريبي، وهي منطقة تضم بالفعل أكثر من 76 قاعدة عسكرية أمريكية.
كذلك رفضت فنزويلا بشدة تصريح وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، ماركو روبيو، الصادر في 13 نوفمبر 2025، والذي يفيد بأن حكومته تحدد القانون الدولي بشكل أحادي وفقًا لمصالحها الخاصة. ونذكّر بأن التهديد باستخدام القوة محظور صراحة بموجب المادة 2 فقرة 4 من ميثاق الأمم المتحدة. إن الجمع بين الانتشار العسكري المكثف والتهديدات الصريحة وتلفيق الذرائع القانونية عبر التضليل، يخلق بيئة من الإكراه تشكل انتهاكًا واضحًا للميثاق وتهديدًا صارخًا للسلام والأمن الإقليمي والدولي.
ويقول السفير الفنزويلي ويلمر أومار من فنزويلا، أرض بوليفار، التي اتسمت بنضالات من أجل الاستقلال وبحلم إنسانية حرة، عبّرنا عن أصدق آمالنا بأن يتمكن الشعب الأمريكي، بتنوعه العميق وإبداعه وطاقته الاجتماعية، من أن يستعيد القيم الأصلية التي نشأت عليها الأمة الأمريكية، وأن يتمكن من المضي قدمًا نحو أفق من السلام والرفاهية المشتركة واحترام الحياة والمساهمة الإيجابية في تحقيق التوازن العالمي.
وأشار السفير الفنزويلي إلى أنه يجب علينا تذكّر ، أنه أثناء مداخلته في المناقشة العامة للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، جدّد وزير السلطة الشعبية للعلاقات الخارجية، إيبان خيل، إدانته لإعتداءات العديدة التي تعرضت لها فنزويلا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً أنه “لا تُعدُّ ولا تُحصى تلك الاعتداءات ضد فنزويلا خلال السنوات الأخيرة: أعمال زعزعة الاستقرار والمؤامرات، بما في ذلك محاولة اغتيال باستخدام طائرات مسيّرة؛ والحرب الاقتصادية، التي تتمثل أقسى صورها في 1.042 عقوبة تُفرض بشكل إجرامي على صناعتنا النفطية والقطاعات الإنتاجية للأمة، إلى جانب عدة محاولات تسلل لمرتزقة.”
وفي هذا السياق، أشار ويلمر أومار إلى أن  فنزويلا رفضت في 15 أكتوبر 2025 التصريحات العدائية والغريبة الصادرة عن رئيس الولايات المتحدة، والتي أقر فيها علناً بتفويضه القيام بتنفيذ عمليات تستهدف السلام والاستقرار في فنزويلا. ويُعد هذا التصريح غير المسبوق انتهاكاً بالغ الخطورة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ما يوجب على المجتمع الدولي إدانة مثل هذه التصريحات غير المبررة وغير المقبولة. كما نتابع بقلق بالغ الاستعانة بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، إلى جانب عمليات الانتشار العسكري المُعلن عنها في منطقة الكاريبي، الذي يشكل سياسة عدوان وتهديد ومضايقة ضد فنزويلا. ومن الواضح أن هذه المناورات تهدف إلى إضفاء الشرعية على عملية “تغيير نظام” بغية الاستيلاء على الموارد النفطية الفنزويلية.
ومع تصاعد حجم التهديدات، فإن الشعب الفنزويلي، في اندماج كامل بين القوى الشعبية والعسكرية والشرطية، يعيش مرحلة من الاستعداد لمواجهة وتجاوز أي سيناريو محتمل. إن لفنزويلا كرامة أصيلة تعود إلى 200 عام ورثناها من محررينا الذين منحونا الاستقلال المقدّس.
وفي الوقت الراهن، يُراد فرض القوة والإكراه والتهديد والابتزازعلينا باستخدام القوة والتهديد العسكري، ولذلك كنا نعمل على تأهيل الشعب والدولة والمؤسسات والقوات المسلحة الوطنية البوليفارية (FANB)، ولهذا دعا القائد الأعلى، نيكولاس مادورو موروس، إلى التجنيد في الميليشيات، حيث سجّل أكثر من 8 ملايين أنفسهم في الميليشيا البوليفارية. وهذه القوة مُكلّفة بأن تكون قوة مكمّلة وقادرة على تنفيذ مهام محددة، وهي تمتلك وحدات عمليات خاصة مجهّزة ومُدرّبة على أعلى مستوى للدفاع عن الأراضي الوطنية. وفي مواجهة التهديدات الإمبريالية، ستنتصر فنزويلا المتحدة دائماً!
وقال السفير الفنزويلي انه في هذا السياق ومن خلال هذه التوترات المتصاعدة والتحديات الدولية، تحتل فنزويلا صدارة النقاش العالمي بسبب دفاعها الثابت عن السيادة وحق تقرير المصير والسلام بين الشعوب.
وقال ويلمر أومار أيها الرفاق، إن الحركة الدولية المناهضة للفاشية والتضامن العالمي بشكل عام يمثلان آليات مهمة لتبادل ونشر المعلومات الحقيقية حول مختلف الأحداث، وتعزيز الحوار بين القوى المتضامنة، وتقوية التنسيق الدولي دفاعاً عن الحقيقة والسلام والكرامة والتعاون بين الشعوب.
وأوضح السفير الفنزويلي انه في الوقت الحالي، تركز النقاشات على مواجهة “التهديد المؤكد والحقيقي والمنهجي” ضد فنزويلا، والذي يُنظر إليه كأحدث تعبيرعن عقيدة مونرو. وقد أُعلنت هذه العقيدة في عام 1823 تحت شعار “أمريكا للأمريكيين”، وكانت تاريخيًا الإطار الذي مهد لهيمنة وتدخل الولايات المتحدة في المنطقة، ما تسبب في “أضرار جسيمة للأمن السياسي، والتنمية الاقتصادية، والاستقرار الاجتماعي” لكافة شعوب أميركا اللاتينية.
وأضاف انه من المثير للقلق أن “الاستراتيجية الأمن القومي” الجديدة التي نشرتها الولايات المتحدة في 5 ديسمبر الماضي تمنح الأولوية لاستعادة “الهيمنة الأمريكية في أمريكا اللاتينية”، بهدف تعزيز نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة من خلال تطبيق “مبرر ترامب” لعقيدة مونرو، والذي مثّل حقبة من التدخل الإقليمي وفرض أنظمة استبدادية في القارة.
اليوم، يتجه العدوان نحو فنزويلا، وهي دولة سلمية ومتضامنة، وبما أنه لا يمكن اتهامها بامتلاك أسلحة دمار شامل أو نووية، يختلقون اليوم أكاذيب مبتذلة وشريرة لتبرير وجود تهديد عسكري هائل، فظيع، وغريب، وغيرأخلاقي.
وأوضح السفير الفنزويلي انه قد ارتفعت الأسبوع الماضي أصوات في الكونجرس الأمريكي لإدانة عمليات الإعدام خارج نطاق القانون الناجمة عن الإجراءات الأمريكية غير العقلانية في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ. وكدليل على خطورة هذا الموضوع، وبعد مشاهدة مقاطع الفيديو المقدمة، وصف جيم هايمس، العضو الديمقراطي الأعلى في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، الأمر بأنه “من أكثر الأمور المقلقة التي شاهدتها خلال فترة خدمتي العامة”.
وأشار ويلمر أومار إلى تصرّيح الرئيس نيكولاس مادورو، في مواجهة التهديد العسكري في البحر الكاريبي وعمليات الإعدام خارج نطاق القانون التي أبلغت عنها الأمم المتحدة، نحن ملزمون بالحفاظ على سلامة المنطقة، وتوحيد جهودنا كدول، وبصوت واحد مطالبة بوقف الهجمات والتهديدات العسكرية ضد شعوبنا فورًا.
تماشياً مع هذا الموقف،

وقد عبّرت فنزويلا في 24 نوفمبر 2025 عن رفضها القاطع، الراسخ، والمطلق للإجراء الجديد لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي يهدف لتبرير تدخل غير شرعي وغير قانوني ضد فنزويلا ضمن الصيغة الأمريكية الكلاسيكية لتغيير الأنظمة، وهي مناورة محكوم عليها بالفشل كما هو الحال مع الاعتداءات السابقة والمتكررة. وحثت فنزويلا الحكومة الأمريكية على تصحيح هذه السياسة الخاطئة من الاعتداءات والتهديدات، التي يرفضها شعب الولايات المتحدة نفسه، والتي تؤثر على تنمية شعوب الكاريبي ولا تسهم بأي شكل في مكافحة حقيقية وواقعية لتجارة المخدرات غير المشروعة.
وفي هذا السياق، أدانت فنزويلا بشدة تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي في 29 نوفمبر، والذي ينتهك كل قواعد القانون الدولي، ويحاول فرض سلطته خارج الحدود الوطنية “محاولة غريبة لإصدار أوامر وتهديد سيادة المجال الجوي الوطني، والسلامة الإقليمية، والأمن الجوي، والسيادة الكاملة للدولة الفنزويلية”.
من الواضح أن هذا النوع من التصريحات يُشكل عملاً عدائياً، أحادياً، وتعسفياً، ويتنافى مع أبسط مبادئ القانون الدولي، ويندرج ضمن سياسة العدوان الدائمة ضد بلدنا، مع مطامع استعمارية في منطقتنا بأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.
تمثل تصريحات الرئيس الأمريكي تهديدًا صريحًا باستخدام القوة، وهو ما تحظره المادة 2، الفقرة 4 من ميثاق الأمم المتحدة، كما تنتهك المادة 1 من الميثاق نفسه، التي تنص على أن يكون الهدف الأساسي هو الحفاظ على السلام والأمن الدوليين.
في مواجهة هذا العدوان، تطالب فنزويلا بالاحترام غير المشروط لمجالها الجوي، المحمي بموجب معايير منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، والتي تم التأكيد عليها في اتفاقية شيكاغو لعام 1944، التي تنص في المادة 1 على أن “لكل دولة سيادة حصرية ومطلقة على المجال الجوي الذي يشمل أراضيها”.
بالنسبة لفنزويلا، يجب أن تُبنى العلاقات مع الولايات المتحدة على أساس موقفنا التاريخي في إقامة روابط ثنائية قائمة على الاحترام المتبادل والالتزام بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي، والتي تشمل المساواة السيادية بين الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها بحرية. وترفض فنزويلا أي شكل من أشكال الاستعمار الجديد، أو السيادة، أو الهيمنة، أو السيطرة.
وقال السفير ويلمر أومار لقد أكدت فنزويلا من جديد على توجهها البوليفاري نحو السلام وتقرير المصير، وتتبنى بالكامل – استناداً إلى ميثاق الأمم المتحدة – حقها في الدفاع عن سيادتها والدفاع عن السلام في منطقة الكاريبي وأمريكا الجنوبية بأسرها. إن فنزويلا جزء من العالم الجديد متعدد الأقطاب الذي نشأ، ولها الحق في بناء مصيرها الخاص.
وكما صرح الرئيس نيكولاس مادورو موروس، فإن فنزويلا لن تخضع أبداً لأي إمبراطورية، مهما كانت قوتها، وأياً كان اسمها. فنزويلا تمتلك الحق والحقيقة في الدفاع الشرعي عن نفسها.
وقد حذرت فنزويلا من أنها لن تقبل أي أوامر أو تهديدات أو تدخلات من أي قوة أجنبية. لا تملك أي سلطة خارجية على المؤسسات الفنزويلية الحق في التدخل أو عرقلة أو تقييد ممارسة سيادتنا الوطنية في أراضينا أو مياهنا أو مجالنا الجوي. فالتهديدات ضد فنزويلا موجهه ضد السلام القاري وجميع الشعوب الحرة في العالم. ونأمل أن تسود الحكمة، وأن يُعطى الأولوية للحوار والمفاوضات المباشرة لتجاوز أي خلاف في إطار الاحترام المتبادل والمساواة السيادية.
وبهدف نزع فتيل التوتر، وجهت فنزويلا نداءً لجميع الدول الأعضاء في المجتمع الدولي للدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة ورفض أي محاولة لتبرير استخدام القوة أو التهديد بها من خلال ذرائع ملفقة، أو عقائد قديمة، أو ادعاءات بامتيازات قانونية وهمية. ونحث على العمل الجماعي للحفاظ على أمريكا اللاتينية والكاريبي كـ “منطقة سلام” ومنع أي صراع قائم على الأكاذيب.
يجب أن نسلط الضوء على أن الشعب الفنزويلي أكثر اتحادا وتماسكًا من أي وقت مضى، ويولي اهتمامًا بالحياة الوطنية في جميع أبعادها ويستعد للاحتفالات بأعياد الميلاد. ومرة أخرى، سيعرف شعبنا، في وحدة شعبية، شرطية وعسكرية كاملة، كيف يحافظ على السلام والمصالح العليا لجمهوريتنا.
أود أن أجدد شكري على دعمكم المطلق لفنزويلا في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة من أجل الشرعية الدولية والدفاع عن حق جميع شعوب البشرية في تقرير مصيرها بحرية. إنها معركة بلا حدود من أجل السلام والتعايش السليم بين الأمم.
وقال السفير الفنزويلي كما قلت سابقًا، فإن الحركة الدولية المناهضة للفاشية والتضامن العالمي هما جهات فاعلة أساسية في الظرف الذي نمر به، ومساهماتهم أصبحت أكثر أهمية الآن أكثر من أي وقت مضى. إن التزامكم وأفكاركم ضرورية في هذه المرحلة المصيرية التي تواجهها القوى التقدمية في العالم بأسره.

كما قال ويلمر أومار إدراكاً لهذا الدور الرئيسي، فإننا نعمل في هذه اللحظات بخطى ثابتة وحاسمة، في فنزويلا، على عقد الجمعية الدولية للشعوب من أجل السيادة والسلام في أميركا اللاتينية، وهي مساحة للتفكير من أجل العمل العالمي، تم الدعوة إليها انطلاقاً من الأمل والعزيمة في ظل التهديدات والاعتداءات الإمبريالية، ونحظى فيها بحضور شجاع من الأشقاء المصريين.
وكما أكد المنظمون، فإن هذه الجمعية ليست مجرد حدثًا عاديًا، بل هي عمل مقاومة وإبداع، شأنها من شأن هذا اليوم العالمي للحراك من أجل فنزويلا. يجب علينا جميعًا أن نساهم جماعيًا في بناء نموذج بديل لأميركا اللاتينية والعالم، أي مشروع سلام حقيقي قائم على السيادة، والعدالة الاجتماعية، والتضامن بين الشعوب، لأن سلام فنزويلا والشعوب الحرة في العالم يُدافع عنه بوحدتنا، وتضامننا فهو أقوى سلاح لدينا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى