استعدادات مكثفة لبعثة الحج المصرية.. خدمات نوعية ومخيمات متميزة لضيوف الرحمن..
مخيمات ومظلات للتغلب على ارتفاع درجات الحرارة.. أماكن قريبة من مسجد نمرة.. وغرفة عمليات تتابع الحجاج المصريين بشكل لحظي

كتبت :إيمان خالد خفاجي
تتسارع الخطى نحو موسم الحج للعام الهجري 1446، حيث يبدأ ضيوف الرحمن من حجاج القرعة المصريين في تحزيم أمتعتهم استعدادًا للسفر إلى الأراضي المقدسة خلال أيام لأداء فريضة الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام، ويأتي ذلك وسط استعدادات استثنائية تبذلها بعثة الحج المصرية، التي وضعت منذ وقت مبكر خطة متكاملة هدفها ضمان راحة الحجاج وسلامتهم، تنفيذًا لتوجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، وضمن نهج الوزارة الدائم في تقديم خدمات متطورة لحجاج بيت الله الحرام.
خطة مبكرة واستعدادات شاملة
وضعت وزارة الداخلية هذا العام على رأس أولوياتها تحسين جودة الخدمات المقدمة للحجاج، عبر خطة مُحكمة تضمنت تجهيزات لوجستية وخدمية شاملة، تُعنى بكل تفاصيل الرحلة الإيمانية منذ انطلاقها وحتى العودة.
وشملت الاستعدادات العمل على تذليل العقبات كافة أمام الحجاج، وتوفير سبل الراحة طوال مدة إقامتهم في الأراضي المقدسة، خاصة في أيام المشاعر بمشعري عرفات ومنى.
وتأتي هذه الجهود في إطار حرص الدولة على الحفاظ على كرامة المواطن المصري أينما وُجد، لاسيما خلال تأديته لركن عظيم من أركان دينه، حيث تم التركيز على البعد الإنساني إلى جانب التنظيمي، من خلال توفير بيئة آمنة ومريحة للحجاج، تأخذ في الاعتبار الجوانب الصحية والمناخية والنفسية.
تنسيق سعودي متكامل لراحة الحجاج
في خطوة تعكس عمق التعاون المصري – السعودي في خدمة ضيوف الرحمن، نجحت بعثة الحج المصرية، من خلال تنسيقها المتواصل مع السلطات السعودية، في تأمين مواقع متميزة لمخيمات حجاج القرعة، وتحديدًا، تم الحصول على مواقع قريبة من مسجد نمرة بمشعر عرفات، وأماكن متقدمة في منطقة منى، ما يُعدّ ميزة كبيرة للحجاج المصريين، ويُخفف عنهم مشقة التنقل والسير الطويل.
وإدراكًا من البعثة للتحديات المناخية المحتملة، لاسيما في ظل توقعات بارتفاع درجات الحرارة هذا العام، تم تزويد المخيمات المخصصة للحجاج بتجهيزات متطورة، فقد تم تركيب مكيفات فريون عالية الكفاءة، وإنشاء حمامات حديثة داخل المخيمات، إلى جانب نصب مظلات أمام كل مخيم لتوفير الحماية من أشعة الشمس الحارقة.
غرفة عمليات على مدار الساعة
لم تقتصر جهود بعثة الحج المصرية على الخدمات الميدانية فقط، بل تم إنشاء غرفة عمليات مركزية تعمل على مدار 24 ساعة لمتابعة أحوال الحجاج بشكل لحظي، والتدخل الفوري حال وجود أية حالات طارئة.
وتضم الغرفة فريقًا متخصصًا من ضباط الداخلية والأطباء والمنسقين، لمتابعة سير الأداء الميداني، والتجاوب مع استفسارات وبلاغات الحجاج أو ذويهم داخل مصر.
وتم تفعيل آليات الربط بين الغرفة المركزية والفِرق الميدانية المنتشرة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، ما يضمن سرعة التدخل والاستجابة الفورية لأي موقف قد يطرأ خلال فترة تأدية المناسك.
خدمات نوعية تعكس التزام الدولة
في ظل هذه الجهود المتكاملة، يشعر الحجاج المصريون بالطمأنينة تجاه ما ينتظرهم في الأراضي المقدسة، في ظل رعاية متواصلة وخدمات نوعية، أبرزها توفير الرعاية الصحية والنقل المريح والسكن المجهز، فضلًا عن الإرشاد الديني والتثقيفي قبل وأثناء وبعد أداء المناسك.
وتؤكد وزارة الداخلية أن هذه الجهود تأتي ضمن رؤية أشمل تعكس التزام الدولة بحماية مواطنيها وتوفير أفضل السبل الممكنة لراحتهم، خاصة في مثل هذه الرحلات الإيمانية الكبرى، التي تمثل ذروة الروحانية لدى المسلم.
ومع اقتراب موعد السفر، لا يزال العمل على قدم وساق داخل بعثة الحج، لمراجعة أدق التفاصيل وضمان تنفيذ كافة المحاور التنظيمية والخدمية، بما يليق بقدسية الرحلة ومكانة مصر بين دول العالم الإسلامي.