استمرار القصف الإسرائيلي على غزة يفاقم الكارثة الإنسانية

كتبت :إيمان خالد خفاجي
أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) أن القوات الإسرائيلية تواصل قصفها المكثف على قطاع غزة وتوسع عملياتها البرية. وقد أسفر ذلك عن مقتل وإصابة أعداد كبيرة من المدنيين، وتدمير البنية التحتية، وتشريد المزيد من السكان.
يعيش سكان غزة ظروفًا غير إنسانية، حيث يبحثون عن مأوى في أي مكان متاح، بما في ذلك المباني المتضررة، ومواقع الإيواء المكتظة، والمناطق المفتوحة. وتستمر التقارير في الإشارة إلى وقوع غارات على أشخاص يحتمون في المدارس والخيام، أو يحاولون الحصول على الغذاء والمساعدات، مما أدى إلى إصابات جماعية بين المدنيين، بمن فيهم الأطفال.
إحصائيات مقلقة
وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وصل عدد الضحايا في غزة حتى 6 أغسطس 2025 إلى 61,158 قتيلًا و151,442 مصابًا. وأفاد تقرير للمفوضية السامية لحقوق الإنسان بمقتل ما يقرب من 1,400 شخص وإصابة أكثر من أربعة آلاف آخرين أثناء بحثهم عن الطعام. كما أكدت الأونروا مقتل ما يقرب من 350 من موظفيها منذ بداية الحرب.
تحديات المساعدات الإنسانية
بينما تستمر عمليات الإنزال الجوي للمساعدات من عدة دول، حذرت هيئات دولية من أنها مكلفة وغير فعالة. أوضح المفوض العام للأونروا أن تكلفة الإنزال الجوي تصل إلى 100 ضعف تكلفة الشاحنات، بينما تحمل الشاحنات كميات أكبر بكثير من المساعدات.
في الوقت الحالي، هناك ستة آلاف شاحنة مساعدات تابعة للأونروا عالقة خارج غزة. وكان بالإمكان إدخال 500 إلى 600 شاحنة يوميًا خلال فترة وقف إطلاق النار السابقة، مما سمح بتوزيع المساعدات بأمان وكرامة.
نقص الغذاء وسوء التغذية
تمتلك الأمم المتحدة وشركاؤها مخزونًا كافيًا من الغذاء خارج غزة لإطعام جميع السكان (2.1 مليون نسمة) لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. ومع ذلك، بسبب القيود المفروضة على دخول الإمدادات البرية، لم يتمكن سوى 14 ألف طن متري من المساعدات الغذائية من دخول القطاع في شهر يوليو، بينما المطلوب شهريًا هو 62 ألف طن متري لتغطية الاحتياجات الأساسية.
نتيجة لذلك، تم تسجيل 193 حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية حتى 6 أغسطس، من بينهم 96 طفلًا. وفي شهر يوليو، تم تشخيص 11,877 طفلًا بسوء التغذية الحاد، وهو أعلى رقم شهري مسجل حتى الآن.
الوضع الصحي والأمني
لا يزال القطاع الصحي في غزة يواجه تحديات جسيمة، بما في ذلك تضرر المرافق الصحية، ومقتل العاملين الطبيين، وعرقلة الحركة الآمنة، والقيود على دخول الإمدادات الطبية والوقود.
وحتى 30 يوليو 2025، يقع أكثر من 87% من قطاع غزة ضمن مناطق تسيطر عليها القوات الإسرائيلية أو تخضع لأوامر الإخلاء.
أما في الضفة الغربية، فلا يزال عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين نازحين قسرًا. وتقدر الأونروا أن حوالي 30 ألف شخص من مخيمات نور شمس وطولكرم وجنين غير قادرين على العودة إلى منازلهم بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة