الجزائر تؤكد التزامها بدعم التكامل الإفريقي وتمكين القارة من استعادة سيادتها الكاملة

جوهانسبرغ – صوت الأمم
جدّد رئيس مجلس الأمة الجزائري، السيد عزوز ناصري، التأكيد على التزام الجزائر الثابت بدعم التكامل الإفريقي وتعزيز التعاون البرلماني، وتمكين القارة من استعادة سيادتها الكاملة على ثرواتها وقرارها السيادي، وذلك خلال كلمته في المؤتمر السنوي لرؤساء البرلمانات الإفريقية المنعقد بجنوب إفريقيا يومي 29 و30 سبتمبر الجاري، والتي تلاها نيابة عنه عضو مجلس الأمة وعضو البرلمان الإفريقي السيد محمد عمرون.
وقال ناصري إن اختيار موضوع المؤتمر لهذا العام، المتعلق بـ**”تحفيز التكامل القاري بمشاركة المواطنين والتنمية المستدامة والازدهار والسلام وتعزيز الدور الديناميكي لإفريقيا على الساحة العالمية”**، يعكس التوجه الجماعي للدول الإفريقية من أجل تسريع وتيرة التكامل الاقتصادي وتفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية كإطار مؤسسي لتعزيز التجارة البينية وبناء قوة اقتصادية جديدة قادرة على إعادة التوازن للنظام التجاري العالمي.
وأشار إلى أن الجزائر، التي وضعت إفريقيا في صميم سياساتها الوطنية منذ ثورة نوفمبر 1954، أدرجت في دستورها الجديد (2020) التزامًا راسخًا بعمقها الإفريقي وفق مقاربة تقوم على السلم والأمن والتنمية، مؤكداً أن “كل ازدهار لبلادي هو لبنة لازدهار إفريقيا”.
وأوضح ناصري أن الجزائر أطلقت إصلاحات اقتصادية عميقة للانتقال إلى اقتصاد المعرفة والابتكار، وتنويع مصادر الدخل الوطني، وتحقيق انتقال طاقوي شامل بحلول عام 2035، مع إطلاق مشاريع قارية كبرى في قطاعات حيوية لتعزيز البنية التحتية المشتركة. وفي هذا السياق، أبرز نجاح الجزائر في تنظيم الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية بمشاركة 140 دولة، الذي شكل نموذجًا مصغرًا للاندماج القاري المنشود.
وفي كلمته، شدد رئيس مجلس الأمة على مواقف الجزائر الثابتة تجاه القضايا العادلة، مؤكدًا ضرورة تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير وفق قرارات الشرعية الدولية، ودعم القضية الفلسطينية في مواجهة العدوان والجرائم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، معتبراً أن “السلام لا يجتمع مع الاستعمار، والتنمية المستدامة لا تستقيم في بيئة احتلال”.
كما دعا ناصري إلى تعزيز العمل البرلماني الإفريقي كقوة داعمة للدبلوماسية الرسمية في حل النزاعات، وترسيخ ثقافة الحوار والديمقراطية، مؤكداً أن “الجزائر الجديدة في إفريقيا جديدة، ووفاؤها لمبادئها التاريخية يجعلها ترافق القارة في معركتها نحو التحرر من التبعية وبناء نظام دولي أكثر عدلاً وإنصافًا”.