الرئيسيةمقالات الرأي

 الدكتور أيوب صالحى : کیف نتعامل مع التکنلوجيا الحديثة

بقلم : الدكتور. أيوب صالحى
مدرس في كلية التربية جامعة صلاح الدين – أربيل

1-قال تعالى ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الاسراء

أي لا تتوقف على شيء ولا تستعمل شيئا قبل أن تعلم كيف توجهه إلى الخير والصلاح والسعادة لا الى الشر والفساد , وكيف تتعامل معه بالعلم قبل العمل, لا تتبع مالم تعلم عواقبه وثمرته. لا تشغل سمعك وبصرك وفؤادك إلاَ إلى الخير والصلاح , لأنها أمانة الله عندك وسيسألك عنها يوم القيامة وتشهد عليك جوارحك بالحق قال تعالى ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك عنه مسؤولا ) . وقال صلى الله عليه وسلم: ( نِعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس الصحةُ والفراغ ) رواه البخاري ومسلم . مَن لم يستعملها فيها خلق الله له وفيها ينفع فقد خسر خسراناً مبيناً .لماذا نعمتان ؟ قد يكون الإنسان صحيح ولا يكون فارغاً وقد يكون فارغاً ولا يكون صحيحاً , والطاعة فغلب عليه الكسل واتباع الهوى فهو مغبون , لأن الدنيا مزرعة الآخرة, فرصة للتجارة مع الله قال تعالى (يرجون تجارة لن تبور) فاطر: وقال تعالى ( هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب ألیم ) الصف : فمن ثقلت موازينه من الحسنات فهو في عيشة راضية ترى ربحها في الدنيا والآخرة لیس لك من الدنيا والآخرة إلا ما فعلته قال تعالى 🙁 كل نفس بما كسبت رهينة ) المدثر . قال تعالى ( وأن ليس للإنسان إلا ماسعى وأن سعيه سوف يُرى ثم يُجزاهُ الجزاء الأوفى وأن إلى ربك المنتهى ) النجم : ومن ايتعمل فراغة وصحته للحرفة وطاعة الله فهو رابح وافائز لأن غابة ديننا جاء لحفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض والنسل, فيجب حفظ هذه الضروريات .

2- التکنولوجيا الحديثة: نعمة من الله وكل ما في الكون ملك لله ونعمته وهو خالقه فيكشها الإنسان قال تعالى ( الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل) الزمر: . وقال تعالى ( وما بكم من نعمةٍ فمِن اللهِ ثُم إذا مسكم الضُر فإليهِ تجأرون ) النحل. ما من شيءٍ إلا خلقه الله وسخره لنا , ووضع بين أيدينا للخير والصلاح والإعمار لنشكره قال تعالى ( سخرناها لكم لعلكم تشكرون ) : سخرلنا مافي السماوات وما في الأرض. ومعنى التسخير أي استعمالها للخير والصلاح. كل ما ترى من الذرة إلى المجرة وجميع المواد الاولية خلقها الله ابتداءً والأنسان يصنع ويركب ويكشف وأصلها خلقها الله كأداة بيد الإنسان للخير والهداية والإعمار, لكن استعمال الإنسان يصرفه عن الخيرإلى الشر لذا كما يقال التكنولوجيا العصرية سلاح ذو حدين يمكن أن تكون وسائل للخير والتربية والتعليم فتكون سببا للشقاء والتدمير قال تعالى (وأنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديدٌ ومنافعُ للناس ) قيسوا كل للناس حسب استعمال الإنسان وتربيته وتعليمه وثقافته وإيمانه .

لا شك أن أفراد مجتمعنا رجالا ونساء صغارا وكبارا يستعملها بفوضى وقليل منهم يستعملونها للخير بل أكثرهم يستعملها للشر والفتنة وإضاعة الوقت وإشباع الغرائز وإدمان الإنترنت. القاعدة الشرعية كل شيء غلب شره خيره والميسر : ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم مبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ) .

 

3- التكنولوجيا الحديثة وسوء استخدامها وأضرارها وبعض آثارها السلبية على الفرد والمجتمع مما يلي :

أ- إضاعة الوقت: كم من الناس يوميا يقتلون أوقاتهم في التصفح والألعاب والأخبار ؟ وكم من الساعات تهدر دون أي فائدة ؟ مع أن الوقت أهم شيء في حياة المؤمن وهو مسؤول عن كل لحظاته سارق وقتك أسوء من سارق مالك مع أن الله أقسم بالوقت في كثير من الأيات لأهميته:(والعصر – والليل – والشمس – والضحى ) , مع أن النبي يقول على المؤمن أن يحرص على ما ينفعه ويترك اللغو واللهو وما لا ينفعه , قال صلى الله عليه وسلم ( المؤمن القويٌ خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ) رواه مسلم .

ب- من الآثار والسلبيات في سوء استخدامها: ضعف العلاقات الاجتماعية وصلة الارحام , هناك بعض من الناس يجعل السلام والكلام والزيادة والتواصل والتهنئة كلها على الفيسبوك, وبعضهم حتى في حالة الزيارة مشغول بالموبايل وأولاده بالأيبات فلا يستفد من الزيادة, مع أن صلة الرحم وحق الأقارب اهتم بهما الإسلام كثيراً, مقاصد الدين يجمعنا والتكنولوجيا يفرقنا مرات نشتكي من الزمان والظروف لكن السبب نحن تغيرت نياتنا وخبثت نفوسنا واسودت رؤيتنا وضعف إيماننا وجهلنا بديننا, ولاعيب في الزمان كما قال الشافعي:

 ( نعيب زماننا والعيب فينا , وما لِزماننا يأكُلُ لحم ذئب , ونهجو دا الزمان بغير ذنب , ولونطق الزمان لنا هجانا , وليس الذئب يأكُلُ لحم ذئب , ويأُكُلُ بعضُنا بعضًا عيانا ) غلبت علينا حضارة المادة ومحبتها حباً جماَ. ومشاغل حياتنا أكثرها بالترفيهات والكماليات لا نكتفي بالضروريات غارقون في كماليات الحياة والترف واللهو لم نترك وقتاً لقراءة القرآن وتربية النفس والعلاقات الاجتماعية والطاعات والقربات .

ج- علينا ان نحمي أطفالنا من الانترنيت لا داعي أن نضع لهم مواقع وموبايل وكل الأوقات بيده موبايل أو أيبات. فعليه أضرار جسمية ومعنوية ونفسية ينقل إليه من الألعاب والبرامج الكرتونية فكرة الشهوانية والمادية والإرهاب والمخاوف ويقلدونها التقليد الأعمى لإرتكاب الجرائم والإباحية عن الأسرة والأقارب والمجتمع, سمعنا ورأينا كثيرا يصابون بآلام في الجسد والأعصاب وسوفان الفقرات والصداع والعيون والرقبة والظهر وآثار نفسية تؤدي إلى القلق والخوف والاكتئاب .

أيها الأولياء انظروا الى أجهزة أطفالكم كم من الوقت يستعمل ؟ وكيف؟ ولماذا ؟ يكفي يوماً في الأسبوع ؟ أو ساعة كل يوم مثلاً, راقب عائلتك وبيتك أنت مسؤول عنهم لا تقبل منهم سهراتهم إلى آخرالليل أمام الشاشات قال صلى الله عليه وسلم: ( كلكم راعِ ومسئولٌ عن رعيتِهِ فالإمامُ راعٍ , وهو مسئولل عن رعيتهِ, والرجل في أهلِهِ راعٍ , وهو مسئول عن رعيتهِ والمرأةُ في بيت زوجها راعيةٌ, وهي مسئولةُ عن رعيتها) رواه البخاري . وقال تعالى ( ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ) .

زر الذهاب إلى الأعلى