عرب وعالم
الرئيس الصيني يشهد عرضا عسكريا ضخم بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار في الحرب العالمية وحرب المقاومة الشعبية

دعاء زكريا
شهدت العاصمة الصينية بكين، اليوم الأربعاء 3 سبتمبر، عرضاً عسكرياً كبيرا في ميدان تيان آن من، بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار في الحرب العالمية الثانية ضد الفاشية وحرب المقاومة الشعبية الصينية، وخلال الفعاليات ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطاباً مهماً أكد فيه التزام بلاده الراسخ بطريق التنمية السلمية والتعاون الدولي، بينما استعرضت القوات المسلحة الصينية أحدث إنجازاتها التكنولوجية والعسكرية.
حضر العرض العسكري عدد من القادة البارزين على المستوى الدولي، حيث شارك زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، بصفته مبعوثاً عن الرئيس عبد الفتاح السيسي.
كما حضر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان والرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو، بالإضافة إلى رئيس أذربيجان إلهام علييف، ورئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، ورئيس وزراء باكستان شهباز شريف، وعدد آخر من القادة الدوليين.
أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ ، أن بلاده ستواصل التزامها بطريق التنمية السلمية، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء شينخوا الصينية.
وقال شي في خطابه أمام التجمع إن “البشرية تواجه مرة أخرى خيار السلام أو الحرب، والحوار أو المواجهة، والفوز المشترك أو ألعاب المحصلة الصفرية”.
وأضاف الزعيم الصيني أن “الشعب الصيني سيقف بثبات على الجانب الصحيح من التاريخ وعلى جانب التقدم البشري ويتكاتف مع بقية العالم لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية”.
كما دعا الدول في جميع أنحاء العالم إلى “القضاء على السبب الجذري للحرب ومنع تكرار المآسي التاريخية”، مؤكداً أن “الأمن المشترك لا يمكن أن يحفظ إلا عندما تتعامل الدول مع بعضها البعض على قدم المساواة، وتعيش في تناغم، وتدعم بعضها البعض بصورة متبادلة”
وقد وصف الرئيس شي حرب المقاومة ضد الفاشية بأنها “حرب شاقة وعظيمة، تمثل أول انتصار كامل للصين ضد العدوان الأجنبي في العصر الحديث”، مشيراً إلى أن النصر تحقق تحت جبهة وطنية موحدة دعا إليها الحزب الشيوعي الصيني.
وأكد شي أن الشعب الصيني قدم “مساهمات كبيرة في إنقاذ الحضارة الإنسانية والدفاع عن السلام العالمي من خلال التضحيات الهائلة” في هذه الحرب التي شكلت جزءاً مهماً من الحرب العالمية ضد الفاشية.
كما شهد العرض العسكري مشاركة جميع فروع القوات المسلحة الصينية، إذ استعرض شي القوات وهو يقف في سيارة ليموزين من طراز هونجتشي، مقدماً التحية للأعلام الخفاقة للحزب الشيوعي الصيني وجمهورية الصين الشعبية والجيش الصيني.
وتفقد الرئيس الصيني التشكيلات الراجلة وتشكيل الأعلام العسكرية وتشكيلات الأسلحة على طول شارع تشانجآن وسط الموسيقى العسكرية.
شارك في العرض تشكيلات من حرس الشرف والقوات البرية والبحرية والجوية وقوات الصواريخ وقوات الشرطة المسلحة الشعبية، وللمرة الأولى ظهرت قوات الفضاء الجوي وقوات الفضاء السيبراني وقوات الدعم المعلوماتي.
كما عرض تشكيل الأعلام العسكرية 80 علماً شرفياً للوحدات البطولية من حرب المقاومة، مما أضفى طابعاً تاريخياً مميزاً على الحدث.
أستعرضت الصين خلال العرض مجموعة واسعة من الأسلحة والمعدات المتقدمة، شملت دبابات ومركبات مدرعة من الجيل الجديد مثل الدبابات من طراز 100 والمركبات القتالية من طراز 100.
كما ظهرت مدافع صاروخية بعيدة المدى من طراز 191 التي تجمع بين قدرات توجيه الضربات وتقديم الدعم التكتيكي.
وفي مجال الدفاع الجوي، عرضت الصين أربعة أنواع من معدات الدفاع الجوي القائمة على حاملات الطائرات، إلى جانب أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة بما فيها هونجتشي-20 وهونجتشي-19 وهونجتشي-29.
كما تم الكشف عن أنظمة مضادة للطائرات المسيرة تحتوي على نظام صاروخي-مدفعي متكامل وأسلحة ليزرية عالية الطاقة وأسلحة موجات دقيقة عالية القدرة.
مرت عبر الميدان الصواريخ الفرط صوتية المضادة للسفن، بما فيها يينجي-19 ويينجي-17 ويينجي-20، إضافة إلى صواريخ من طراز يينجي-15.
وشهد العرض أول ظهور مشترك لصواريخ كروز من طرز “تشانجيان-20 أيه” و”يينجي-18 سي” وتشانجيان-1000 للقوات البحرية والجوية وقوات الصواريخ.
وفي إنجاز تاريخي، كشفت الصين لأول مرة عن “الثالوث” النووي المكون من قواتها الاستراتيجية البرية والبحرية والجوية، والذي يشمل الصاروخ جينجلي-1 بعيد المدى المُطلق من الجو، والصاروخ العابر للقارات جيويلانج-3 المُطلق من الغواصات، والصواريخ العابرة للقارات دونجفنج-61 ودونجفنج-31 المُطلقة من منصات أرضية، إضافة إلى صواريخ “دونجفنج-5 سي” النووية الاستراتيجية ذات المدى العالمي.
وقد حلقت فوق الميدان أساطيل من الطائرات المتطورة، بدءاً من سرب حماية الأعلام الذي حمل أعلام الحزب والدولة والجيش، مروراً بـ26 مروحية شكلت رقمي 8 و0 رمزاً للذكرى الثمانين.
كذلك حلقت طائرات الإنذار المبكر والتحكم من طراز “كونجينج-500 أيه” و”كونغجينغ-600″، مرافقة لمقاتلات متطورة من طرز جيه-16 وجيه-20 وجيه-35 و”جيه-15″ المخصصة لحاملات الطائرات. وكل ذلك في عرض واحد لأول مرة.