الرئيسية

الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة: لن يتحقق السلام ما لم تتحقق العدالة ولن تكون هناك عدالة ما لم تتحرر فلسطين

أيمن عامر

أكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس أن السلام لن يتحقق ما لم تتحقق العدالة، ولن تكون هناك عدالة ما لم تتحرر فلسطين، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني يريد أن يعيش كبقية شعوب الأرض بحرية وأمن وسلام في دولة مستقلة ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 

جاء ذلك في كلمة مسجلة ألقاها سيادته أمام ملوك ورؤساء وقادة العالم خلال أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث استعرض معاناة الشعب الفلسطيني جراء استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، معتبرًا أن ما تقوم به إسرائيل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ستسجلها كتب التاريخ كواحدة من أبشع المآسي الإنسانية في العصر الحديث.

 

وقال الرئيس: “لقد آن الأوان لأن ينصف المجتمع الدولي الشعب الفلسطيني، وألا يبقى رهينة لمزاج السياسة الإسرائيلية التي تنكر حقوقنا الأساسية وتواصل الظلم والقهر والعدوان”.

 

أبرز ما جاء في كلمة الرئيس:

 

وقف فوري ودائم للحرب في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية دون شروط عبر الأمم المتحدة ووكالة الأونروا، ووقف استخدام التجويع كسلاح.

 

الانسحاب الكامل للاحتلال من قطاع غزة، ورفض مخططات التهجير والضم، ووقف الاستيطان وإرهاب المستوطنين والاعتداءات على المقدسات.

 

تولي دولة فلسطين كامل مسؤولياتها في قطاع غزة ضمن إدارة حكومية مؤقتة مرتبطة بالضفة الغربية، بدعم عربي ودولي، وبإشراف القوات الفلسطينية تحت مظلة الأمم المتحدة.

 

التأكيد أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، ورفض أي دور لحركة “حماس” في الحكم، داعيًا الفصائل لتسليم سلاحها لتكون هناك دولة واحدة بقانون واحد وقوات أمن شرعية واحدة.

 

إعلان إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية خلال عام بعد انتهاء الحرب، والشروع في صياغة دستور مؤقت للانتقال من السلطة إلى الدولة، مع تطوير المناهج التعليمية وفق معايير اليونسكو خلال عامين.

 

الإشارة إلى أن فلسطين أنشأت نظامًا موحدًا للرعاية الاجتماعية وألغت نظام المدفوعات لعائلات الأسرى والشهداء، وهو جاهز للتدقيق.

 

رفض ما قامت به حركة حماس في 7 أكتوبر من أعمال استهدفت مدنيين إسرائيليين، مؤكّدًا أن هذه الأفعال لا تمثل الشعب الفلسطيني ولا نضاله العادل.

 

دعوة إسرائيل للإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية المحتجزة، ورفع الحصار الاقتصادي عن المدن والقرى والمخيمات.

 

دعوة جميع الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين إلى القيام بذلك، والمطالبة بدعم حصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

 

التأكيد على الاستعداد للعمل مع الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وفرنسا، والأمم المتحدة وجميع الشركاء لتنفيذ خطة السلام التي أقرها المؤتمر المنعقد في 22 سبتمبر.

 

رفض الخلط بين التضامن مع فلسطين وبين معاداة السامية، انطلاقًا من القيم الإنسانية والحقوقية للشعب الفلسطيني.

 

رسالة للشعب الفلسطيني

 

وفي ختام كلمته، توجه الرئيس محمود عباس برسالة مؤثرة إلى أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات قائلاً:

“إنّ الجراح مهما نزفت، والمعاناة مهما طالت، لن تكسر فينا إرادة الحياة والبقاء. سيبزغ فجر الحرية، وسيرفرف علم فلسطين عالياً في سمائنا، رمزاً للكرامة والصمود والتحرر من الاحتلال.”

 

وأضاف: “فلسطين لنا، والقدس درّة قلوبنا وعاصمتنا الأبدية. لن نغادر وطننا، ولن نرحل عن أرضنا، وسيبقى شعبنا متجذراً كالزيتون، ثابتاً كالصخر، ينهض من تحت الركام ليبني من جديد، ويرسل رسائل الأمل والحق وجسور السلام العادل لشعوب منطقتنا وللعالم أجمع.”

زر الذهاب إلى الأعلى