الرئيسيةعرب وعالممنوعات

حين يتكسّر الزمن …اكتشاف بريطاني يعيد رسم خريطة الفيزياء

يكشف العلماء مسارًا مزدوجًا للزمن ويُذهلون العالم بنتائج تخلخل مفاهيم الواقع

كتب : خالد جادالله 

حين ينكسر الزمن اكتشاف علمي من المملكة المتحدة يهز مفاهيم الفيزياء ويقلب هندسة الكون

تخيّل أنك تستيقظ ذات يوم، لتكتشف أن الأمس يحدث غدًا وأن المستقبل ليس سوى نسخة مرتدة من الماضي، تتكرر بوجه مقلوب. هذا ليس سيناريو من رواية خيال علمي، بل فرضية حقيقية نشأت من قلب مختبر في المملكة المتحدة، بعد اكتشاف علمي قد يغيّر إلى الأبد فهم البشرية لماهية الزمن.

 

نقطة اللاعودة حين قرر الزمن أن يعكس نفسه

في واحدة من أكثر الدراسات العلمية إثارة للدهشة في القرن الحالي توصّل باحثون من جامعة مرموقة في بريطانيا إلى نتيجة علمية غير مسبوقة تُعيد صياغة العلاقة بين الزمن والطبيعة بشكل مقلق ومثير في آنٍ واحد

ووفقًا لما أظهرته تجارب معقّدة استمرت أكثر من عامين فإن هناك أنظمة فيزيائية لا تتبع ما كنّا نظنه اتجاهًا وحيدًا للزمن بل تُظهر تلك الأنظمة ما يمكن تسميته بازدواج الزمن أي وجود اتجاهين متعاكسين له يتحركان بشكل متزامن

ما وراء الفيزياء الكلاسيكية الزمن الذي لا يُطيع

منذ قرون اعتمد الفيزيائيون على صورة ذهنية ثابتة للزمن سهم مستقيم لا يلتفت، يتقدم دومًا من الماضي نحو المستقبل لكن هذا المفهوم يتهاوى أمام ظاهرة فريدة في الأنظمة الكمومية المفتوحة وهي حالات فيزيائية دقيقة تتبادل المعلومات والطاقة مع محيطها
في هذه الحالات، لم يعد الزمن مجرد اتجاه، بل صار

وفي احتمالًا مزدوجًا ووفقًا للنماذج الرياضية المعقدة التي طوّرها فريق البحث يمكن أن تسير الأحداث في الاتجاه المعتاد أو في الاتجاه العكسي دون أن تنتهك قوانين الفيزياء الحرارية التي تحكم الكون

 ليس خيالًا علمياً  إلى أن الزمن قد يكون طريقًا ذا اتجاهين

إذا صحّت هذه النماذج فنحن أمام عالم لا يُشبه أي شيء تخيّلناه فإن الزمن كما تصفه الدراسة أقرب إلى شبكة طرق بلا إشارات مرور

وكل كل طريق يؤدي إلى نتيجة ولكن لا أحد يمكنه الجزم في أي اتجاه تسير السيارة الكونية وهذا ما يجعل الاكتشاف خطيرًا وجذابًا في نفس الوقت فهو لا يغيّر فقط المفاهيم بل يهدم الأساسات التي بُنيت عليها الفيزياء الحديثة.

ماذا يعني ذلك هل نعيش في زمنَين وهل هناك من يسير عكسنا

لو أن هذا السلوك المزدوج للزمن ينطبق على الأنظمة الكمومية فقد يكون للكون نفسه تاريخان ومساران  وربما مصيران أحدهما يسير نحو المستقبل كما نعرفه، والآخر يعيد الأحداث لكن بترتيب معكوس في عالم قد لا ندركه أو قد يكون مرآة لعالمنا

ولكن البعض داخل الفريق البحثي يقترح أن هذا التوأم الزمني قد يساعد في تفسير نشأة الكون وربما وجود أكوان أخرى تنمو عكسنا تمامًا وهذا  ليس فقط مكانيًا بل زمنيًا ، ومع كل هذا لا تزال الفوضى أو الإنتروبيا تزداد مما يُبقي الكون على مساره الطبيعي من التعقيد بغضّ النظر عن اتجاه الزمن

البروفيسور المشرف على الدراسة وصف التجربة بكونها “زلزالاً علميًا هادئاً”.

الكون لا يزال يهمس بأسراره 

ما اكتُشف في مختبر بريطاني ليس مجرد ورقة بحثية، بل هو ضوء جديد يسقط على منطقة معتمة في وعينا ، فهل نحن نعيش في كون واحد أم في طبقات زمنية متداخلة لا نملك مفاتيحها بعد ولكن
كل ما نعرفه الآن هو أن الإجابات تتغيّر والزمن ربما يفعل ذلك أيضًا.

زر الذهاب إلى الأعلى