السيسي: لا استقرار بالمنطقة دون دولة فلسطينية مستقلة

عبدالرحمن ابودوح
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، في أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة واسعة من قادة الدول العربية والإسلامية. وتأتي القمة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مقار قيادات فلسطينية داخل الأراضي القطرية، ما اعتُبر انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة عربية عضو في الأمم المتحدة.
وخلال كلمته في القمة، شدد الرئيس المصري على أن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية يبدأ من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، داعيًا الدول التي لم تعترف بعد بفلسطين إلى اتخاذ هذه الخطوة “لحماية حل الدولتين وضمان الاستقرار الإقليمي”.
قمة طارئة في ظل تصعيد خطير
تنعقد القمة وسط تصاعد خطير في التوترات الإقليمية، على خلفية الهجوم الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل جهاد لبد، مدير مكتب خليل الحية، إلى جانب نجله وعدد من مرافقيه، بالإضافة إلى محاولة اغتيال فاشلة لرئيس حركة حماس في غزة. وقد أدانت عدة دول عربية وإسلامية هذا التصعيد، معتبرة أنه يشكل سابقة خطيرة في استهداف وسطاء سياسيين داخل أراضي دول عربية ذات سيادة.
حضور واسع وغيابات لافتة
بدأت الوفود بالتوافد على الدوحة منذ مساء الأحد، حيث شارك عدد من الرؤساء والزعماء في أعمال القمة، من بينهم:
- الرئيس الفلسطيني محمود عباس
- الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني
- رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله
- الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود
- رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي
في المقابل، لوحظ غياب عدد من الرؤساء، حيث اكتفت دول مثل تونس، الكويت، البحرين، وسلطنة عمان بإرسال وفود من وزراء الخارجية أو ممثلين عنهم، وهو ما أثار تساؤلات حول خلفيات تلك الغيابات في ظل حساسية التوقيت.
مصر ولبنان تحضران على أعلى مستوى
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي من أوائل القادة الذين أكدوا مشاركتهم شخصيًا، في خطوة تعكس ثقل مصر في دعم وحدة الصف العربي. كما حضر الرئيس اللبناني جوزيف عون على رأس وفد رسمي من وزارة الخارجية وسفارة لبنان في الدوحة.
جدول أعمال القمة
افتتحت القمة بكلمات من:
- الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء القطري
- حسين إبراهيم طه، أمين عام منظمة التعاون الإسلامي
- أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية
وتضمنت الجلسة مناقشة مشروع البيان الختامي، والذي يتضمن إدانة واضحة للهجوم الإسرائيلي على قطر، والتشديد على ضرورة احترام سيادة الدول العربية، ووقف التصعيد الإسرائيلي المتكرر في المنطقة. ومن المتوقع اعتماد البيان خلال الجلسة الرسمية.
هل تنجح القمة في بلورة موقف موحد؟
تترقب الشعوب العربية والإسلامية نتائج القمة الطارئة، في وقت تعلو فيه الأصوات المطالِبة بموقف موحد وحازم تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، وبدور جماعي فعّال يُعيد التوازن إلى المنطقة، ويضع حدًا لأي محاولات لزعزعة استقرارها أو المساس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.