الرئيسيةعرب وعالم

حين غيّرت السماء قوانينها… موسم الفيضانات يضرب قلب الصين فجأة

"ينفجر الطقس في الصين وسط دهشة العلماء وذهول السكان

بقلم: خالد جادالله

عندما تنفجر السماء موسم الرياح الموسمية يضرب قلب الصين بفيضانات مفاجئة والكارثة تقترب بصمت

وفي لحظة واحدة، تحولت السماء من حاضنةٍ للغيوم إلى سلاحٍ مفتوح على الأرض ولم يكن أحدٌ يتوقع أن يسبق موسم الرياح الموسمية موعده المعتادة لكن الطبيعة  كعادتها  لا تسأل أحدًا حين تقرر أن تثور.

عند قراءة هذا الخبر قد تعتقد أنك أمام تقرير طقس عادي أو تحديث روتيني عن الفيضانات الموسمية التي تعودنا عليها سنويًا في آسيا ولكن ما يحدث الآن في جنوب ووسط الصين ليس مجرد طقس عابر، بل هو سيناريو كارثي بدأت فصوله المبكرة تُكتب بقلمٍ غاضب في سماء غوانغشي، قوانغيوان، وسيتشوان.

ففي غضون 72 ساعة فقط تحولت مدن كاملة إلى بقعٍ من الطين واندفعت المياه من الجبال والوديان لتبتلع الشوارع والبيوت وحتى أصوات الأطفال أكثر من 100,000 إنسان تم إجلاؤهم قسرًا من منازلهم في سيتشوان وتشونغتشينغ، بينما يعيش آخرون في ظلام دامس مع انقطاع التيار الكهربائي وإغلاق الطرق الرئيسية ولا تزال حالة الطوارئ من المستوى الرابع وهي الأعلى في سلم الإنذار الصيني

 

ماذا يحدث بالفعل

أظهرت صور الأقمار الصناعية ارتفاعًا غير مسبوق في مستويات الرطوبة في طبقات الجو العليا الأمر الذي يشير إلى نشاط مكثف ومبكر للرياح الموسمية الجنوبية الغربية والعلماء في مركز الأرصاد الجوي في تشنغدو أكدوا أن التغير السريع في درجات الحرارة بين سطح الأرض والغلاف الجوي قد يكون السبب وراء تشكل خلايا عاصفية عنيفة، تولّدت عنها عواصف رعدية شديدة وفيرة الأمطار

بساطة الجو انفجر

مدن على الحافة والأنهار تخرج عن صمتها

في مدينة غويلين بمقاطعة غوانغشي قُطعت خطوط الاتصال مع عدة قرى نائية بعد أن خرج نهر ليتشي عن مجراه وابتلع الجسور المحلية وفي منطقة قوانغيوان انهارت أجزاء من سدّ فرعي بعد ضغط مائي هائل مما دفع السلطات لإرسال فرق إنقاذ بطائرات هليكوبتر في سباق مع الوقت وحتا الساعة لا توجد أرقام رسمية عن الخسائر البشرية لكن شهود عيان تحدثوا عن سيارات تجرفها المياه وعن عائلات حوصرت فوق أسطح منازلها تنتظر المساعدة

موسم بدأ قبل أوانه فهل نحن أمام “النسخة الصينية” من فيضانات باكستان 2022

ما يثير القلق أكثر من الحدث نفسه هو توقيته لم يكن من المفترض أن تبدأ موجة الأمطار الموسمية حتى منتصف يوليو لكن يبدو أن تغيّر المناخ قرر أن يقلب جدول الطقس رأسًا على عقب ويعيد تعريف مفاهيم مثل الموسم الأمان  وحتى المألوف

و في تقرير غير منشور اطلعت عليه مصادر خاصة يحذّر خبراء الأرصاد من أن هذه الموجة قد تكون مجرد بداية لسلسلة من الظواهر الجوية المتطرفة خلال شهري يوليو وأغسطس، تشمل أعاصير موسمية عنيفة وتساقط برد بحجم كرات الجولف وحرائق غابات ناتجة عن اضطرابات مناخية في مناطق الجنوب الشرقي

فى سرعة الانهيار يبقا السؤال من يساعد الصين الآن

يوشك جزءٌ من ثاني أقوى اقتصاد عالمي على الغرق  فهل تتحرك الدول المجاورة لإرسال مساعدات إنسانية وهل تكفي البنية التحتية الصينية لمواجهة هذا التحدي الجديد أسئلة ما زالت مفتوحة على كل الاحتمالات ولكن الحقيقة الصادمة الوحيدة حتى الآن هي أن الطبيعة قررت الرد وبقسوة .

زر الذهاب إلى الأعلى