الشيخة هند القاسمي.. أيقونة الإنسانية والدعم المجتمعي في المحافل الدولية
أسهمت من خلاله في فتح آفاق جديدة أمام سيدات الأعمال في العالم العربي، لتعزيز حضورهن في مجالات الاستثمار والقيادة الاقتصادية، وفق رؤية متكاملة تربط بين تمكين المرأة والنهوض بالمجتمع.

تُجسد الشيخة الدكتورة هند بنت عبد العزيز القاسمي، نموذجاً استثنائياً للمرأة الإماراتية، التي جمعت بين الأصالة والمعاصرة، وبين روح المبادرة والالتزام الاجتماعي، لتصبح إحدى أبرز الشخصيات النسائية المؤثرة في مجالات العمل الخيري وتمكين المرأة وريادة الأعمال. فمنذ نشأتها في بيتٍ يقدّس العلم ويعتبره أساس التقدم والرقي، حملت في داخلها شغفاً لا ينطفئ للمعرفة والعطاء، وانطلقت بثبات لتكون صوتاً داعماً للنساء، ومثالاً عملياً للقيادة المسؤولة ذات البعد الإنساني.
– تمكين المرأة والعمل الإنساني
لم تكن مسيرة الشيخة هند القاسمي مجرد رحلة أكاديمية أو مهنية، بل كانت انعكاساً لرؤية واضحة تؤمن بأن المرأة قادرة على أن تكون شريكاً فاعلاً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، متى ما أُتيح لها الدعم والفرصة. فقد ترأست «نادي الإمارات الدولي للأعمال»، وأسهمت من خلاله في فتح آفاق جديدة أمام سيدات الأعمال في العالم العربي، لتعزيز حضورهن في مجالات الاستثمار والقيادة الاقتصادية، وفق رؤية متكاملة تربط بين تمكين المرأة والنهوض بالمجتمع.
ورغم انشغالاتها في العمل المؤسسي والاقتصادي، ظل الجانب الإنساني في شخصيتها حاضراً بقوة. فهي تنظر إلى العمل الخيري لا بوصفه تبرعاً مؤقتاً أو نشاطاً موسمياً، بل باعتباره أسلوب حياة ومسؤولية اجتماعية متجذّرة في القيم الإماراتية الأصيلة التي تربّت عليها. وقد انعكس هذا الالتزام في انخراطها المستمر في المبادرات التطوعية والمشروعات التنموية، التي تستهدف تمكين الفئات الأقل حظاً، ودعم برامج التعليم والصحة والرعاية المجتمعية.
تؤمن الشيخة هند القاسمي بأن تمكين المرأة لا يتحقق بالشعارات، بل بالفعل الميداني والعمل الدؤوب، ولهذا كانت مسيرتها مثالاً يحتذى في الجمع بين الفكر والممارسة. فهي تدرك أن المرأة العربية تمتلك من القدرات ما يجعلها منافساً قوياً في ميادين الاقتصاد والإدارة، شرط أن تُمنح الثقة والبيئة الداعمة. ولعل حصولها على جائزة «سيدة العالم» لدعم سيدات الأعمال والتنمية الاقتصادية في العالم العربي لم يكن محض تكريم رمزي، بل تتويجاً لمسيرة طويلة من الإنجاز والإلهام.
– سمات شخصية مرموقة
في حديثها عن طفولتها، تكشف الشيخة هند عن جذور إنسانية عميقة تشكل خلفية شخصيتها المتزنة والمتصالحة مع ذاتها. فذكرياتها عن العيد في الشارقة القديمة تحت شجرة «الرولة» تعكس عمق الانتماء للمجتمع والبيئة، وتُبرز القيم التي تربّت عليها: الكرم، والتكافل، وحب الناس. تلك القيم التي ما زالت ترافقها في كل مبادرة إنسانية تقوم بها اليوم.
لقد استطاعت الشيخة هند القاسمي أن تجعل من العمل الخيري أداة للتغيير الاجتماعي، ومن دعم المرأة وسيلة لبناء مجتمع أكثر توازناً وعدلاً. إن حضورها الفاعل في المنتديات الدولية والإقليمية لا يعبّر فقط عن نجاح شخصي، بل عن صورة مشرقة للمرأة الإماراتية التي تسير بثقة نحو المستقبل، مستندة إلى إرث حضاري راسخ، وإلى رؤية قيادة جعلت من تمكين المرأة أحد أعمدة التنمية الوطنية.
– صوت إنساني بارز
إن الحديث عن الشيخة هند القاسمي هو في جوهره حديث عن الإيمان بدور الإنسان في صناعة الأمل. فهي تمثل جيلاً جديداً من القيادات النسائية العربية التي تعيد تعريف مفهوم النجاح ليصبح مزيجاً من الإبداع والعطاء والمسؤولية. وبقدر ما حققته من إنجازات ملموسة في مجالات الاقتصاد والعمل الاجتماعي، فإن إرثها الحقيقي يكمن في إلهامها للأجيال القادمة من النساء بأن الحلم ممكن، وأن خدمة المجتمع هي أسمى درجات القيادة.
بهذه الروح المتصالحة مع الخير والعلم، تواصل الشيخة هند القاسمي مسيرتها كصوت إنساني بارز في المشهد الإماراتي والعربي، يجمع بين الفكر والرقي، بين الأصالة والطموح، لتظل رمزاً للمرأة التي لم تكتفِ بأن تحلم بمستقبل أفضل، بل أسهمت بجهدها وفكرها في صناعته.