
أيمن عامر
يحتفل الصينيون بعيد التنين الصينى أو عيد قوارب لونغ التنين ، لمدة ثلاثة أيام فى الفترة من ٣٠ مايو حتى اليوم ٢ يونيو الجارى ، وهو أحد الأعياد التقليدية الصينية. الذى يحتفل به الشعب الصينى لتعزيز قيم الولاء و الشجاعة والتضحية التى جسدتها قصة الشاعر كيو يوان الذي ضحّى بنفسه غرقا فى النهر من أجل وطنه
قصة العيد
تعود قصة العيد إلى أكثر من ألفي عام إلى زمن الشاعر الوطني والسياسي المحبوب تشيو يوان الذي عرف بولائه لوطنه وحارب الفساد خلال فترة الممالك المتحاربة والاباطرة الصينيين القدامى وعندما نُفي ظلمًا بسبب دسائس الفساد لم يجد سوى نهر مي لو ليحتضنه في لحظة يأس ، وخلال مطاردة جنود الأباطرة له ، غرق فى النهر ، لكن الشعب لم ينسه فانطلقوا في قواربهم بحثًا عنه فى محاولة لإنقاذه ، يرمون كرات الأرز في الماء لتمنع الأسماك من نهش جسده ويقرعون الطبول لتفريق الأرواح الشريرة ولكنة قتل غرقا خلال ملاحقة جنود الأباطرة فى فى النهر . وأصبح يوم مقتله عيدا فى الصين تخليدا لذكراه وتضحياته بحياته من أجل الإصلاح ومحاربة للفساد
مناسبة وطنية
وقد أصبح هذا الحدث مناسبة وطنية يتجاوز معناها الحداد لتكون مهرجانًا شعبيًا ينبض بالحياة في العاصمة بكين والمقاطعات والمدن الصينية الأخرى كشانغهاي المطلة على النهر ، حيث تُقام سباقات قوارب التنين وسط حضور كثيف من السكان المحليين والسياح .
أسطورة خالدة
و يبد العيد أ كل عام مع بداية شهر يونيو حيث تتحوّل الأنهار في الصين إلى مسرح ضخم يحتفي بأسطورة خالدة تصدح الطبول وترتجف المياه تحت إيقاع المجاديف وتتمايل قوارب ملونة على هيئة تنانين عملاقة بينما تشاهد الجماهير بحماسة إنه عيد قوارب لونغ التنين أحد أكثر الأعياد الصينية إثارة وجذبًا للسياح حول العالم
سباقات القوارب
ويعتبر عيد قوارب التنين هو احتفال صيني تقليدي يحيي ذكرى الشاعر الوطني تشيو يوان من خلال سباقات القوارب الملونة لتعكس روح الولاء والانتماء الشعبي
التراث الثقافي العالمي
تم تسجيل عيد قوارب التنين في قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو في عام 2009 مما يعكس أهميته التاريخية والثقافية
ولكن عيد قوارب لونغ التنين ليس مجرد ذكرى شاعر غارق بل هو ملحمة مستمرة من الولاء والاحتفاء بالحياة وروح الجماعة وفي عالم يلهث خلف الحداثة يبقى هذا العيد تذكيرًا أن الأساطير لا تموت بل تجد دومًا من يجدّف بها عبر الزمن
نكهة الأكلات الشعبية
ولايمكن الانتهاء من هذا العيد دون تذوق الـزونغزي أكلة تقليدية تتكوّن من أرز لزج محشو بلحوم أو حلوى ملفوف بأوراق الخيزران ترمز إلى كرات الأرز التي أُلقيت في النهر زمن تشيو يوان لمحاولة إنقاذ جسمانه من نهش الأسماك و تختلف نكهتها من شمال الصين إلى جنوبها لكن شعبيتها يجتمع عليها جميع الصينيين
قوارب مزينة
سباقات قوارب التنين وهو الحدث الرئيسي لهذا العيد و تُنظَّم سباقات لقوارب طويلة مزخرفة تُشبه التنين تتنافس الفرق في سباقات القوارب الطويلة المزينة برؤوس تنانين ويُظهر هذا السباق روح التعاون والعمل الجماعي ويشارك فيها فرق تجديف تتنافس على الماء في أجواء احتفالية وتعليق أكياس عطرية لدرء الأرواح الشريرة وشرب نبيذ الأعشاب التقليدي مع وضع أوراق الشيح والنخيل فوق الأبواب لطرد الشر
الوقاية من الأمراض
يعتبر العيد فرصة للحماية من الأوبئة والوقاية من الأمراض لأن هذا الوقت من السنة غالبًا ما يشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة والرطوبة مما كان يُعتقد أنه يجلب الأمراض لذلك تُستخدم أعشاب طبية وتُشعل العطور لطرد الأرواح الشريرة
ويرتدى الأطفال أساور الحظ الملونة المصنوعة من خيوط حريرية متعددة الألوان تُعرف باسم خيوط الحظ وتُربط في المعصم للحماية