
القاهرة – أسماء الحسينى
أكد السفير محمد العرابي، رئيس منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية ووزير الخارجية الأسبق، أهمية الدور الحيوي للإعلام في تحقيق السلام والاستقرار ونصرة القضايا العادلة لشعوب العالم، مشدداً على أن «الإعلام ليس رفاهية، بل أداة أساسية لتحقيق التعايش والتضامن الذي تحتاجه دولنا اليوم».
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للدورة التدريبية حول «دور الإعلام في بناء السلام والتعايش»، التي أطلقها اتحاد الإعلاميين الأفريقي الآسيوي بمقر المنظمة في القاهرة.
وقال العرابي إن الإعلام لعب دوراً محورياً في نصرة القضية الفلسطينية وتحريك المواقف الدولية بشأنها، معرباً عن أمله في أن يكون مؤتمر تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية المقرر عقده في القاهرة الأسبوع المقبل، بداية جديدة لإحياء التعاون والتكاتف بين شعوب القارتين في ظل بيئة دولية معقدة تفرض تفعيل جميع أدوات التنمية والرفاه الإنساني.
من جانبه، أوضح الدكتور نزار الخالد، رئيس اتحاد الإعلاميين الأفريقي الآسيوي، أن هذه الدورة «ليست مجرد تدريب مهني، بل دعوة لإعادة التفكير في رسالتنا كإعلاميين: هل نكون شهوداً على الصراع أم شركاء في صناعة السلام؟»، مؤكداً أن الإجابة تبدأ من الوعي بالرسالة الإعلامية، وبما تحمله من مسؤولية أخلاقية ومجتمعية.
وأشار الخالد إلى أن الدورة تركز على مفاهيم الصحافة الإيجابية وصحافة السلام، ومواجهة خطاب الكراهية عبر تبني قصص واقعية عن الأمل والمصالحة، وإبراز مبادئ التغطية الحساسة للنزاعات، واستخدام الصحافة الاستقصائية لفهم جذور الأزمات ومعالجتها بعيداً عن الإثارة، إلى جانب تعزيز دور الإعلام الرقمي في مكافحة الشائعات والأخبار المضللة التي تهدد تماسك المجتمعات.
وفي السياق ذاته، شددت الأستاذة فاطمة مصطفى سمهن، رئيسة منظمة زينب لتنمية وتطوير المرأة، على أهمية دعم الإعلام الإيجابي لتعزيز الحوار وترسيخ ثقافة السلام والتعايش، داعية إلى رفع قدرات الإعلاميين والحد من الاستقطابات من أجل بناء مجتمع يسوده التسامح والتقدم.
وشهدت الدورة، التي يشارك فيها متدربون من عشر دول أفريقية وآسيوية، حضوراً متميزاً وتفاعلاً إيجابياً بين المشاركين والمحاضرين، ومن بينهم الخبيران الدكتور عمرو الشوبكي والدكتور بشير عبد الفتاح، وتستمر فعالياتها على مدى خمسة أيام، في أجواء اتسمت بالحيوية والتبادل الثقافي والفكري البنّاء.