القمة العربية الإسلامية تواجه الإعتداءات الإسرائيلية بالمنطقة

أيمن عامر
تنطلق القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة اليوم الاثنين فى لحظة فاصلة بكل المقاييس ، فالهجوم الإسرائيلي على قطر ، بما حمله من استهداف لمبانٍ سكنية وسقوط شهداء فلسطينيين وقطريين في محاولة اغتيال قادة من حماس ، دفع الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي للتحرك المشترك بشكل عاجل، وهو ما يعكس خطورة التصعيد واتساع رقعة الصراع
وناقش وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم اليوم الأحد فى الدوحة ، مشروع قرار بشأن الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر، والذى سيُعرض على القادة في الجلسة الرئيسية المزمع عقدها غداً الاثنين والذى سيركز على إدانة الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت مباني سكنية في الدوحة وتسببت فى استشهاد عدد الفلسطنيين والقطريين فى محاولة لاغتيال قادة حركة حماس الفلسطينية .
وحول أجندة القمة العربية الإسلامية الطارئة والمطالب العربية قال السفير محمد حجازى مساعد وزير الخارجية الأسبق ، إن القمة العربية الإسلامية الطارئة المنعقدة فى الدوحة غداً تعقد فى توقيت شديد الخطورة والحساسية بعد الاعتداء الإسرائيلى على الأراضى القطرية ومحاولة إغتيال قادة حركة حماس فى مشهد دموى أدانه المجتمع الدولى . مؤكداً أن الممارسات الإسرائيلية المتغطرسة وصلت لحد تهدد المصالح الأمريكية فى الخليج والاستقرار الإقليمى برمته والسلم والأمن الدوليين فضلا عن فداحة المشهد الإنسانى فى قطاع غزة بعد عامين من القتل والتجويع والذى أصبح يمثل كارثة على القيم الإنسانية وعلى الشعب الفلسطينى
وقال السفير محمد حجازى ، لابد أن توضع على أجندة القمة العربية الإسلامية الطارئة عدة أمور ، أهمها توجيه رسالة للأسرة الدولية وللدول كافة ، بعدم الرضوخ أو الامتثال أو القبول لعملية تهجير ممنهجة تمارسها إسرائيل أو الرئيس الأمريكى ترامب لإجبار واكراه الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم ، لأن ذلك يعد مشاركة فى جريمة ضد الإنسانية تعرضهم للإدانة أمام المحكمة الجنائية الدولية
وشدد السفير حجازى ، على رفض كل محاولات التهجير القصرى ودفع الفلسطنيين نحو بلدان أخرى ، لأنه أمر مرفوض ويزيد المعاناة الإنسانية مشدداً مصر تصدت ولازالت ترفض تهجير الشعب الفلسطينى خارج وطنه ، والرئيس عبد الفتاح السيسى رفض بإصرار كل المحاولات الإسرائيلية المتجددة بالتهجير عبر بلدان أخرى .
وأضاف السفير محمد حجازى ، على القمة أيضا أن تصدر قرار بمواصلة العمل من أجل تنفيذ خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة والأهم أن ينبثق عن هذه القمة اجتماع محدود العضوية يضم مصر وتركيا والسعودية وإيران ومن يرغب من الانضمام من دول الخليج مثل دولة الإمارات العربية والجزائر والمغرب على أن تكون هذه الاجتماعات مقدمة لوضع البيان الصادر عن مصر والمملكة العربية السعودية منذ عدة أيام مواكبا للبيان الصادر عن مجلس الجامعة العربية والذي دعا لإقامة منظومة للأمن والتعاون الإقليمي في الشرق الأوسط
وأقترح السفير محمد حجازى عقد هذا الاجتماع في الدوحة ، لابد أن يتبعه اجتماع ثاني تنفيذي بعد الإعراب عن النوايا في اجتماع الدوحة المحدود بعد القمة العربية الإسلامية ، على أن تنقل توصياته بعد ذلك إلى نيويورك في الجمعية العامة للأمم المتحدة ليصدر بيان أو إعلان سياسي مشابه لإعلان هيلسينكي 1975 والذي وضع عشر مبادئ رئيسية للأمن والتعاون والاستقرار الإقليمي في أوروبا
وأضاف السفير محمد حجازى ، من المعروف أن الشرق الأوسط هو المنطقة الوحيدة التي ليس بها نطاق للأمن والتعاون الإقليمي مما عرض هذه المنطقة دوماً للخطر والمشروعات المجبوهة منذ وعد بيلفور، انتهاءاً بصفقة القرن والشرق الأوسط الجديد ومخططات التهجير القصري وجريمة الإبادة الجماعية في غزة ربما أيضاً يتضمن بيان القمة العربية دعوة للمحكمة الجنائية الدولية لتوصيف ومتابعة ما حدث من قصف للدوحة والعديد من الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي والموثقة وكذلك تحفيز محكمة العدل الدولية للإسراع بمداولاتها أو فتح باب مداولات جديدة لأن الأحداث جسيمة وما شاهدنا يستدعي من قضاة المحكمة الجنائية الدولية الإسراع في إصدار حكمهم بشأن الإبادة الجماعية أو على الأقل إصدار إجراءات تحزيرية حتى لا تستكمل إسرائيل مخططها الاحتلالى وحتى لا تكون العدالة هادئة أو نائمة مما يعرض الفلسطينيين والأمن والسلم للخطر .
وقال السفير محمد حجازى ، لقد قام مجلس الأمن بأحد أدواره ونأمل أن تلعب المحكمة الجنائية الدولية دورها ، ولا تخضع للإبتزاز والضغط وكذلك محكمة العدل الدولية التي لا يجب أن تبقى صامتة في مداولات غير معلنة ، بينما المنطقة تتعرض لمخاطر جسيمة وبمجرد التلويح بعودة مداولات محكمة العدل الدولية وإصدارها حتى لإجراءات احترازية سيكون مدخلا للضغط الهائل على إسرائيل بالإضافة للضغوط التي تمارس على الساحة الدولية في مجلس الأمن والجمعية العامة
وأكد السفير محمد حجازى ، أن هذه القمة العربية الإسلامية هي قمة غير سابقتها فالملفات المطروحة عليها ملفات رئيسية وعقدت في توقيت شديد الأهمية ويجب أيضا أن يؤكد المجتمعون في بيانهم على دعم وتعزيز خطة السلام ، وخطة إعادة الإعمار المصرية الفلسطينية العربية الإسلامية الأممية ، ذلك لأنها المدخل الوحيد لبقاء الشعب الفلسطيني على أرضه بالإضافة لوضع رؤية تعبرعن تأييدها وتؤكد سوابق موقفنا من أن تكون إدارة قطاع غزة مستقبلا من خلال لجنة الإسناد المجتمعي من الخبراء الفلسطينيين ويعبر البيان عن الدعم سواء لخطة الإعمار أو لهذه الإدارة المرتبطة سياسيا وقانونيا بالسلطة الوطنية الفلسطينية وأن تنضم حركة حماس لمنظمة التحرير الفلسطينية وتمارس عملها من خلال الأطر النيابية والسياسية وتترك المشهد السياسي لتديره السلطة الوطنية حيث أن للمقاومة وقتها والسياسة وقتها والوقت الآن للسياسة حتى تعيد حماس حساباتها وتترك الساحة للإدارة الجديدة من خلال رعاية عربية لأهالي قطاع غزة والذين نال منهم ألم كبير
وشدد السفير محمد حجازى ، أن التوافق العربي الإسلامي أصبح ضرورة الأن ، ومصر تسعى لصناعة موقف موحد داخل هذه القمة والذي سيحقق تنفيذ رؤية عربية للأمن والاستقرار الإقليمي بدلاً من أن تترك هذه الساحة لحكومة مجرم الحرب في إسرائيل لتتحدث عن إعادة تشكيل الشرق الأوسط الذي هو الإقليم الوحيد على المستوى العالمي الذي ليس به منظومة للأمن والتعاون الإقليمي وهو ما تدركه البيان الهام والذي يجب تسليط الضوء علي البيان السعودي المصري الصادر بعد اجتماعات الجامعة العربية وأن هناك تطلعات هامة يجب أن تليق بمستوى المرحلة .، وأمل أن تنتهي الرؤية بين الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي لإعادة منظومة الأمن داخل دول مجلس التعاون بأيادي وبقدرات دول المجلس ، فتعمل قوة الردع الخليجية بشكل جماعي لحماية سماواتها وأراضيها . مشدداً ، فمن يمتلك جيشاً قوياً ويحمي سمائه بأيدي لن ينال منه المعتدي . مؤكداً ، الأمر عاجل وضروري وهذا هو الاستخلاص الاستراتيجي الأهم . متابعاً ، إذا لم يكن لك درعاً يحميك وجيشاً وطنياً يساندك فسماواتك ستكون مباحة وأراضيك أيضاً ، وأن الآخر لا يمكن الاعتماد عليه مهما ادعى من صداقة ثبتت أنها وهمية ، خاصة في هذه المرحلة الحاسمة ، و الحديث مع واشنطن لا بد أن يكون بلغة مغيرة والحديث عن إسرائيل هو أننا يجب أن نجعل ما حدث في الدوحة مكلفاً وأن يكون هناك أيضاً في الاتجاه منظومة بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، حتى تكون لهذه الوثيقة التي أيدها 142 دولة وامتنع 12 دولة واعترضت 10 دول في الجمعية العامة أن يكون لها أنياب وقدرة على أن تتحقق على الأرض وهو ما نحن قادرون عليه في هذه القمة الهامة التي يجب أن نعمل من أجل ترجمة ما سيصدر عنها إلى خطة تنفيذية فاعلة ومؤثرة في مصاري الأحداث سواء على المستوى القريب أو على المستوى الاستراتيجي
وأشاد السفير محمد حجازى ببيان جلسة مجلس الأمن الدولى التى أدانت هذا الاعتداء والإعراب عن التضامن مع دولة قطر الشقيقة والشعب القطرى الشقيق ، وإصدار بريطانيا وفرنسا والمانيا بيانا عن الترويكا الأوروبية أكدوا فيه عن إدانتهم الكاملة وبلغة شديدة ربما لم يعبر عنها بيان مجلس الأمن ، مما يعكس تأكل وتضائل الثقة فى الموقف الإسرائيلى الذى أصبح مدان على المستوى الدولى وعلى كافة الأصعدة حيث كانت جلسة مجلس الأمن جلسة محاكمة لإسرائيل وتهورها وسياستها التى لا تجد أصداء إلا فى واشنطن .
وأكد السفير محمد حجازى ، أن القرار الذى صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بتأكيد وثيقة حل الدولتين هو قرار تاريخى غير مسبوق التزمت فيه الجمعية العامة باعتراف الدولة الفلسطينية من قبل 142 دولة وامتناع 12 دولة عن التصويت بينما عارضته 10 دول فقط ، مما يعكس زيادة التضامن الدولى مع القضية الفلسطينية وزيادة عزلة إسرائيل لأقصى مدى . مما يزيد الضغط أيضاً
الجامعة العربية
وأكد السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس قطاع الإعلام والاتصال، أن التطورات الراهنة في الشرق الأوسط وخاصة في ضوء المواقف المُعبر عنها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة دعما للإعلان الدولي بشأن حل الدولتين واجتماع مجلس الأمن إثر الهجوم الإسرائيلي على قطر تُظهر مدى تزايد عزلة إسرائيل في المجتمع الدولي.
وقال خطابي، خلال تصريحه بالتزامن مع انعقاد قمة الدوحة، إن نحو سنتين من الحرب على قطاع غزة وتداعياتها الكارثية أدت إلى إدراك العالم حقائق عمدت السردية الإسرائيلية الزائفة لحجبها ردحا من الزمن بعد أحداث 7 أكتوبر عام 2023.
وأوضح أن التصويت أمام الجمعية العامة لصالح هذا الإعلان الدولي يكتسب رمزية سياسية وأخلاقية ويجسد إرادة جماعية واضحة لمساندة القضية الفلسطينية وفق مرجعيات ومسارات محددة.
وأشار إلى أن التأييد الكاسح لهذا القرار الذي رحبت به جامعة الدول العربية مكسب دبلوماسي ذو مغزى عميق وخطوة عملية من الأمم المتحدة نحو إنهاء الحرب على قطاع غزة وأعمال الإبادة والتجويع والإذلال والتشريد والنزوح القسري.
وأضاف أن قطاع غزة الذي جعلت منه إسرائيل مقبرة آلاف الأبرياء لا يجب أن يتحول كذلك إلى مقبرة للقانون الدولي والانساني الذي تآكلت مصداقيته وبات على المحك جراء هذه الحرب الشنيعة.
وتابع أن الجلسة التاريخية للجمعية العامة يجب أن تترجم على أرض الواقع بانخراط كافة الفاعلين الدوليين .
وشدد على أن التأييد الدولي لدولة قطر استشعار حقيقي لجسامة الهجوم السافر على سيادة هذا البلد العربي والتطاول الفاضح على سلامته الإقليمية واستهجان بدوره الموثوق في مجال العمل الإنساني والوساطات وبناء السلم، وإخماد بؤر الصراعات والنزاعات المسلحة في مناطق متعددة وخاصة بالشرق الأوسط الأمر الذي رسخ مكانته الدولية باستحقاق في خدمة مبادىء الوئام والتعايش.
وأوضح أن وفق هذا النهج عملت دولة قطر بجانب مصر والولايات المتحدة على تيسير عمليات تبادل الأسرى في انسجام مع أحكام القانون الدولي الإنساني وحرصت الدبلوماسية القطرية على بذل جهود مضنية في تنفيذ هذه المهمة الصعبة في ظل تداعيات حرب مدمرة تسببت في انهيار كامل للمرافق العامة ولمقومات العيش وتسببت في آلاف الشهداء والضحايا والمصابين.
وأكد أن قمة الدوحة تعد رسالة تضامن لوقف العدوان الإسرائيلي في الوقت الذي يتطلع فيه الرأي العام العربي والإسلامي للتصدي الحازم لهذا العدوان في سياق دولي مشجع مع تزايد الدعم الدولي خلال اجتماعات الدورة 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستشهد اعترافات جديدة بدولة فلسطين بما يعزز دينامية استشراف أفق سياسي للقضية الفلسطينية على أساس رؤية حل الدولتين ضمن مناخ من السلم والأمان والاستقرار.