القمة العربية الإسلامية ومشاركة مصرية قوية

بقلم / سميحة المناسترلى
انعقدت القمة العربية الإسلامية الطارئة بالرياض أمس السبت ١١ نوفمبر، بعد أن تم التشاور مع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بهدف توحيد الجهود للخروج بمطلب جماعي واحدة يعبر عن الإرادة العربية الإسلامية المشتركة، بخصوص ما تعانيه “غزة” والأراضي الفلسطينية من تصاعد خطير غير مسبوق لا يمكن الصمت تجاهه أو تجاهله .. ! .
وقد صدر البيان الختامي وتضمنت بنوده إدانة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجرائم الحرب، المجازر الوحشية واللا إنسانية التي ترتكبها حكومة الاحتلال الاستعماري ضد الشعب الفلسطيني، ورفض توصيف هذه الممارسات “بالدفاع عن النفس”، حيث أن شعب فلسطين هو صاحب الحق الأصيل في الدفاع عن أرضه ووجوده، كما تضمن المطالبة بوقف العدوان الهمجي ووقف تصدير الأسلحة والذخائر لإسرائيل، وأكد البيان أن السلام العادل والشامل هو السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة .
جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بهذه القمة قوية صادقة شاملة تضمنت نفس مطالب “قمة السلام المصرية” التي سبق وأن عقدت بالقاهرة بتاريخ 21 أكتوبر الماضي، مؤكدا على أن الصيغة الوحيدة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مطالبا بوقف سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها إسرائيل، محذرا من مغبة تنفيذ مخطط التهجير القسري، وتوسعة رقعة الحرب للحفاظ على استقرار المنطقة، وأن على المجتمع الدولي القيام بواجبه لإمداد الشعب الأعزل بالمعونات الطبية، والمساعدات بصورة فورية مستمرة، والمطالبة بالتحقيق بما يرتكب من جرائم حرب بشعة، والتأكيد على أن أمن مصر خط أحمر .
في خضم انعقاد هذه القمة الاستثنائية الهامة، لم تتوقف الهجمات والممارسات الشرسة من جانب إسرائيل ضد عناصر حماس – التي يدفع ثمنها المواطن الفلسطيني الأعزل- بسقوط آلاف القتلى والمصابين والضحايا يومياً، وسط صرخات هلع مدوية، ونحيب ثكلى وبكاء أطفال أبرياء قتل منهم الألاف، جراء انطلاق صواريخ الموت التي تمطر سماء غزة على مدار الساعة، المُستهدِفة للمستشفيات التي تأوي مئات المصابين، ومناطق متفرقة تكتظ بعشرات الآلاف من الشعب الفلسطيني لا تفرق بين مدني أعزل أو مقاتل مسلح، إن الهدف فضح وتم التأكد منه أمام الرأي العام العالمي، الخطة الممنهجة لإخلاء غزة من سكانها، خلال عمليات تهجير قسرية لتصفية القضية الفلسطينية، واليوم أكثر من 60% من الشعب الأمريكي ومظاهرات بعشرات الآلاف بإنجلترا، كأغلب شعوب العالم رافضون لهذه الممارسات الإجرامية التي تمارس من إسرائيل، مظاهرات ووقفات يهودية رافضة لهذه الممارسات اللا إنسانية مطالبين بوقف هذه الاعتداءات، وحل القضية حلاٌ عادلاً .
أن العالم على فوهة بركان يجعلنا نعيش فترة من أخطر المراحل في تاريخ مصر المستهدفة ثم باقي دول الناجية من مخطط “الخريف العربي”، بالتالي نجد أنفسنا أمام أزمة عالمية حقيقية وهي (تناقض إرادة الشعوب لتوجهات سياسية وأطماع الحكومات) التي أصبحت في تنافر عجيب، وهذا يمثل كشف خطير لسيطرة الأطماع السلطاوية لقوى الشر في العالم، المتعارضة لإرادة المجتمعات والشعوب مما ينذر بخطر حقيقي داهم .
وكما نرى العالم الآن يعاني من اشتعال مناطق متفرقة، كما هي الحرب الروسية الأوكرانية، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذى يجعل من المنطقة العربية على صفيح يزداد سخونة واشتعالاً، فهل ما يحدث تمهيداً لحرب عالمية ثالثة قادمة بخطى واسعة، سببها الأطماع التي تهدف لسيطرة قطب كوني واحد ؟!! بالتأكيد نعم .. وهذا يتطلب عدم الانصياع لمطالبات الشعوب من وقف الحروب، ونشر السلام، والتمسك بتطبيق القوانين الحقوقية للإنسان .. فهذا ليس في مصلحة أصحاب المطامع الحقيقية، وعلى رأسهم أمريكا ومن يتبعها من حكومات متحالفة، التي تدعم الممارسات الإسرائيلية بغزة وباقي دول المنطقة بنفس المنهج المتبع في الحرب الروسية الأوكرانية.. فهي تدعم فقط – مخالبها- بكل مكان حتى في استخدام القوة المفرطة والأسلحة المحرمة دولياً، بل أيضاَ التلويح بإمكانية استخدام السلاح النووي المحدود !، لقد وصل جنون السلطة والإمساك بأطراف الخيوط المسيطرة على خيرات، ومقدرات العالم هوس قد يقضي على حياة البشر في لحظة جنون واستعراض للقوة، تكون بدايته الصراع داخل مستنقع أوكرانيا والشرق الأوسط.
وعليك أن تظل متيقظاً صامداً بقوة وعيك كمواطن مصري منتمي، داعماً لحركة التنمية الاقتصادية، ولقرارات الرئيس المصري، داعماً لقواتنا المسلحة ورجالها البواسل الحاضرون للتصدي والمواجهة المدروسة القوية دائما، نحن راصدون بترقب لصحوة ضمير، أو إعادة ترتيب أوراق لصالح مستقبل المنطقة والبشرية بقوة العقيدة والإيمان .. نسأل الله أن يرضى عنا ويهدنا لما يرضاه لنا بإذن الله.