النائب العام الليبي الصديق الصور يعيد للثقافة اعتبارها بعد عقد من السكون

أيمن عامر

بعد سنوات من الركود الثقافي الذي عاشته الساحة الليبية، تشهد العاصمة طرابلس حراكًا نوعيًا يعيد للثقافة بريقها ومكانتها، بفضل مبادرات ثقافية رائدة يقودها النائب العام الليبي المستشار الصديق أحمد الصور، الذي حرص على أن تمتد رسالة العدالة لتشمل الوعي والمعرفة والفكر.

فمن خلال مركز البحوث الجنائية والتدريب التابع لهيئة النيابة العامة، انطلقت سلسلة من الأنشطة الثقافية والعلمية التي تهدف إلى نشر ثقافة القانون والارتقاء بالوعي المجتمعي، في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها منذ أكثر من عشر سنوات.

ويؤكد مراقبون أن هذه الخطوة تعكس رؤية جديدة للنيابة العامة الليبية، لا تقتصر على أداء دورها القضائي فحسب، بل تتجاوز ذلك لتكون مؤسسة فاعلة في المشهد الثقافي والتنويري، تُسهم في بناء الإنسان وتعزيز قيم العدالة والفكر المستنير.

وتُوّج هذا التوجّه بفعاليات معرض النيابة العامة الدولي للكتاب في دورته الثانية، الذي جاء ليؤكد أن الثقافة ركن أساسي في مشروع بناء الدولة الحديثة، وأن العدالة لا تكتمل إلا بوعيٍ معرفي يرسخ مبادئ القانون ويصون القيم الإنسانية.

بهذا الحراك المتجدد، يعيد المستشار الصديق الصور، ومعه هيئة النيابة العامة، إحياء الدور الثقافي والمؤسسي للعدالة في ليبيا، في مشهدٍ يبعث برسالة أمل بأن الثقافة يمكن أن تكون شريكًا فاعلًا في مسيرة الإصلاح والتنوير.

يذكر أن المستشار الصديق الصور، النائب العام بدولة ليبيا، افتتح فعاليات الدورة الثانية من معرض النيابة العامة الدولي للكتاب، المقام على أرض معرض طرابلس الدولي، والمستمر حتى 25 أكتوبر الجاري.

ويشهد المعرض هذا العام مشاركة عربية وأفريقية دولية واسعة وزخماً ثقافياً مميزاً، حيث حضر الافتتاح وفود رسمية من عدد من الدول العربية، وممثلين عن جامعة الدول العربية ، إلى جانب دبلوماسيين رفيعي المستوى من جامعة الدول العربية ، وعدد من الكتّاب والمثقفين العرب.

كما شارك في مراسم الافتتاح كل من رئيس الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات المهندس عصام العول، ومدير عام معرض طرابلس الدولي السيد إسلام جعفر، ونائب المدير العام السيد شكري الطيف، إضافة إلى رئيس وأعضاء المجلس الأعلى للقضاء، وحشد من أعضاء السلك الدبلوماسي والسفراء وممثلي المنظمات الدولية، إلى جانب نخبة من الأدباء والمثقفين والإعلاميين، وممثلين عن مؤسسات الفكر والثقافة والقانون، في حدث يجسّد رسالة النيابة العامة في نشر المعرفة وتعزيز الثقافة المجتمعية.

ويُقام المعرض برعاية وتنظيم مكتب النائب العام الليبي، عبر مركز البحوث الجنائية والتدريب، وبإشراف الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات. ويُعد من أبرز الفعاليات الثقافية في ليبيا والمنطقة، بمشاركة واسعة من دور نشر محلية ودولية، تقدم مئات الإصدارات في مجالات الفكر والأدب والقانون والعلوم الإنسانية.

ويتضمن برنامج المعرض توقيع كتب جديدة، وجلسات حوارية، وورش عمل موجهة لعشاق القراءة والثقافة، إلى جانب فعاليات تهدف إلى تعزيز الثقافة القانونية والمساهمة في نشر الوعي القانوني وترسيخ دور المعرفة في خدمة العدالة.

كما يشهد المعرض محاضرات متخصصة حول الثقافة الدستورية ودورها في ترسيخ القوانين ودعم المؤسسات الوطنية، ضمن البرنامج الثقافي المصاحب للحدث، تأكيدًا على التزام النيابة العامة بتعزيز الثقافة القانونية العربية وترسيخ قيم العدالة وسيادة القانون في المجتمع.

يشارك بالمعرض أكثر من 425 دار نشر من 22 دولة عربية وأفريقية ودور نشر دولية 

ويضم المعرض ١٧٠ ألف كتاب يتضمنون مختلف الفروع القانونية والأدبية والشعرية والفقهية ومختلف الكتب التي تتضمن المعارف والثقافة بفروعها المختلفة