الرئيسيةعرب وعالم

أوروبا تحترق … تحت لهيب الصيف القاتل

تصاعد موجات الحرارة يربك الحكومات ويهدد الحياة اليومية

كتب : خالد جادالله

أوروبا تحت وطأة «لهيب يونيو» موجة حر تقلب الموازين

من شوارع مدريد إلى أحياء ميلانو، ومن سواحل اليونان إلى نوافير باريس، تتصاعد الحرارة وتطفو تداعياتها القاتمة على السطح. حرّ يُسجّل قيماً جديدة تصل إلى 42 °C، يسجل عددًا مروعًا من الوفيات ، تجاوزت 600 حتى الآن إجمالًا في أوروبا ، ويقود الحكومات لمبادرات طارئة نادرة في حجمها وسرعتها.

أوروبا تغلي بين درجات حر تتخطى الـ 40 °C ووفيات ملموسة

واجهت إسبانيا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال واليونان درجات حرارة فاقت 42 °C، مع إنذارات صحية عاجلة للفئات الضعيفة كالمسنين والنساء الحوامل ومن يعانون أمراضًا مزمنة .

حتى المملكة المتحدة سجلت نحو 570 وفاة مرتبطة بالحرارة بينما بلغ العدد الإجمالي في أوروبا أكثر من 600 شخص حتى اليوم .

 

إجراءات حكومية غير مسبوقة تنطلق الآن

حمامات سباحة مجانية في مرسيليا وبعض المدن الفرنسية تُفتح المسابح العمومية مجانًا لتوزيع التبريد على السكان .

منع العمل في الخارج إيطاليا أصدرت قرارات بمنع حركة العمال في ساعات الذروة مع جهود لتعميم ذلك عبر النقابات ، وحظر المشاريع على الساحل  السلطات اليونانية أجبرت سياحًا ومقيمين على إخلاء بعض السواحل الجبلية بسبب حرائق نشبت إثر ارتفاعات قياسية  .

الحرارة لا تقتصر على الأرض موجة حر بحرية خفية

سطح البحر في البحر الأبيض المتوسط سجل اضطرابًا ملحوظًا في حرارته و ارتفعت حتى 5 °C فوق المتوسط لتخلق أزمة بيئية تهدد المصائد والسياحة الساحلية  وقد سجلت انهيار بنسبة 90% وحصاد بلح البحر شمال اليونان في صيف العام الماضي وهو بمثابة إنذار لما قد يحدث هذا العام

السياحة والصيد بين المطرقة والسندان

هشاشة النظم البيئية البحريّة تؤثر مباشرة على صيد الأسماك إذ تتراجع المصائد وتصبح المياه جوفاء من الكائنات أما السياح فيطلبوا أكثر من الماء فهم يبحثون عن الظلال ويتجنبون ساعة الذروةمما يستدعي إعادة جدولة الرحلات والمنافسة على ساعات أقل حرًا .

ما وراء الطوارئ ولماذا يجب أن يتوقف العالم

أظهرت دراسات نشرت مؤخرًا في Lancet Public Health،  أن الوفيات المرتبطة بالحرارة قد تتضاعف ثلاث مرات بحلول نهاية القرن إذا لم تُتخذ إجراءات تحدّ من الانبعاثات وتفعّل استراتيجيات التأقلم

واللافت أن أوروبا تتأثر بمعدلات الاحتباس الأعلى من المتوسط العالمي ما يعكس حاجة ماسة لتطوير سياسات حماية تشمل تحديث شبكات الطاقة والمياه والأهم بناء البنى التحتية للتباعد الحراري في المدن

منع الأزمة أكبر من التكيّف معها

في الوقت الذي تشهد فيه أوروبا درجات لم تشهدها من قبل، يبدو أن المعركة الحقيقية لم تعد فقط ضد الحرارة، بل ضد استمرارية نمط حياة يستهلك الموارد ويهمش الفئات الأضعف. السياسة والإدارة الحضرية، الصحة العامة، وحماية البيئة، كلّها أبعاد يجب أن تتضافر الآن ، الحماية لا تبدأ عند فتح مسبح مجاني أو تعليق عمل خارجي، بل بتصميم مستدام يقلل من تأثير درجات الحرارة على الناس بشكل جذري، لا كدعم مؤقت.

زر الذهاب إلى الأعلى