الرئيسيةمنوعات

اليوم العالمي للمكرونة.. عمرها 3700 عام وأغلى طبق في التاريخ كان بمصر

يحتفي العالم اليوم 25 أكتوبر باليوم العالمي للمكرونة، بهدف التعرف على أحد أكثر الأطعمة المحبوبة والمتنوعة دوليا والاستمتاع بها.

وتعد المكرونة “معشوقة الملايين” خاصة وأنها من الأطعمة الأساسية بمختلف الدول، فضلا عن تأثيرها على المطبخ العالمي وتنوعاتها اللذيذة العديدة.

مكرونة
مكرونة

قصة اليوم العالمي للمكرونة

وأطلقت منظمة المكرونة الدولية (IPO) هذا الحدث بعدما انضم 40 منتجًا عالميًا للمكرونة وأسسوا شركة World Pasta، وجرى أول احتفال عالمي بهذا اليوم خلال مؤتمر المكرونة العالمي الافتتاحي في روما، 25 أكتوبر 1995.

ويتكون هذا الطعام الغني بالكربوهيدرات من العجينة التي تأتي من دقيق القمح، إذ يخلط الدقيق مع الماء أو البيض ثم يشكل على أشكال متنوعة وتطهى إما عن طريق السلق أو داخل الفرن.

حقائق مثيرة عن المكرونة

تاريخ المكرونة غني ويعود إلى آلاف السنين، إذ يعتقد أنه جرى تطويرها لأول مرة في الصين في عام 1700 قبل الميلاد ثم انتقلت للدول الأخرى، تحديدا إيطاليا التي يعتبرها كثر الراعي الرسمي لهذا الطبق اللذيذ بمختلف أصنافه.

مكرونة
مكرونة

– غالبًا ما يُنسب الفضل إلى ماركو بولو في جلب المكرونة إلى إيطاليا، وإن كان الإيطاليون يقولون إن الأطباق المشابهة للمكرونة كانت موجودة في بلادهم قبل وقته بكثير.

– كلمة مكرونة مشتقة من الكلمة الإيطالية “معجون” والتي تعني “العجين”، وفي روما أصبحت المكرونة طعامًا أساسيًا بسبب مدة صلاحيتها الطويلة، ما يجعلها مثالية للرحلات البحرية الطويلة.

– تم تصنيع المعكرونة في القرن التاسع عشر، ما سمح بإنتاجها وتوزيعها على نطاق واسع على مستوى العالم.

– في القرن العشرين ارتفعت شعبية المكرونة في جميع أنحاء العالم، إذ توسعت الأصناف وتقنيات الطبخ، وأصبحت عنصرًا أساسيًا في العديد من البلدان، بدءًا من الكلاسيكيات الإيطالية مثل الإسباغيتي واللازانيا إلى أطباق المكرونة الآسيوية.

– هناك أكثر من 350 نوعا من المكرونة وأشهرها: بينا (أقلام) وريجاتوني وفيتوسيني وينجويني وأورزو ورافيول وزيتي وتورتيليني ولازانيا.

أشهر أطباق المكرونة

تطورت المكرونة مع مرور الوقت بطرق مختلفة، إذ عمدت كل ثقافة إلى تكييفها مع أذواقها ومكوناتها، وتشمل الأمثلة البارزة:

– الباستا الإيطالية

تفتخر إيطاليا بمجموعة متنوعة من أشكال وأنواع المكرونة، وعلى مدار السنوات ظهرت الاختلافات الإقليمية، ما أعطانا كلاسيكيات مثل الإسباغيتي، والفيتوتشيني، والرافيولي، وأكثر من ذلك.

– نودلز آسيوية

تتمتع الدول الآسيوية بتقاليدها الخاصة في صنع المكرونة، بدءًا من نودلز البيض الصينية وحتى الأودون والسوبا اليابانيين.

– مكرونة الشرق الأوسط

تستخدم أطباق مثل الكسكس والفلافل والكبة القمح المطحون أو السميد كمكون رئيسي.

– مكرونة أمريكا الجنوبية

في بلدان مثل الأرجنتين، تحظى المكرونة بشعبية كبيرة، حيث تعد الأطباق الفريدة مثل “Ñoquis del 29” تقليدًا.

– المكرونة الخالية من الجلوتين

مع زيادة التفضيلات الغذائية والحساسية، كانت هناك زيادة في المكرونة الخالية من الغلوتين المصنوعة من الدقيق البديل مثل الأرز والكينوا والحمص.

أغلى طبق مكرونة في التاريخ

في اليوم العالمي للمكرونة، عادة ما يسترجع المصريون قصة تاريخية تربط هذه الأكلة الشهيرة بأهم مشروع قومي عرفته البلاد: قناة السويس.

تقول الأسطورة التاريخية، إن ثمة علاقة بمباشرة بين “طبق سباجيتي لذيذ” وحب الخديوي محمد سعيد باشا مصر للدبلوماسي الفرنسي فرديناند دي لسبس، بل أن “الحكاية الشعبية” تذهب إلى ما هو أبعد إذ تقول إن طبق المكرونة هذا كان سببا في حصول فرنسا على حق امتياز حفر قناة السويس ليصبح بذلك “طبق الباستا الأغلى في التاريخ”.

مكرونة
مكرونة

تعود الأحداث في هذه القصة التاريخية إلى زمن الإمبراطورية العثمانية، ومملكتها المصرية، والأعوام من 1854 إلى 1863. حيث حكم الخديوي محمد سعيد باشا مصر، وتحت إشرافه، تم حفر ثاني أطول قناة من صنع الإنسان (قناة السويس).

وحسب موقع “ميديوم”، يذكر المؤرخ المصري عاصم الدسوقي أن الفرنسي فرديناند دي ليسبس كان صديقًا مقربًا لـ “محمد سعيد باشا” الذي كان معروفًا بولعه الشديد بالأطعمة، خاصة تلك الدسمة وذات الأطعمة الغنية متعددة النكهات.

ولكن بحسب ما قاله المؤرخ الأمريكي بيير كرابيتيس فإن محمد علي باشا أراد لابنه الأمير محمد سعيد باشا في شبابه أن يتمتع بجسم رياضي، وأن يتخلص من السمنة، كونه حاكم مصر المستقبلي.

وهكذا أمر محمد علي باشا ابنه الصغير بممارسة الرياضة يوميا لمدة ساعتين بالقفز في الماء من المراكب على ضفاف النيل. ولم يكن أمام الأمير سعيد وقتها خيار سوى اتباع نظام غذائي صحي في محاولة للتخلص من وزنه الزائد، كما مُنع من الكثير من الأطعمة الدسمة التي كان يفضلها.

وفي تلك الفترة كانت العلاقة بين فرديناند وسعيد باشا تزداد قوة. إذ كان ديليسبس يتسلل إليه بأطباق المكرونة المفضلة، بعيدا عن الأنظار.

الطبق الأغلى
لاحقا، وفي صباح يوم الخامس عشر من شهر نوفمبر 1854، وفى الطريق بين الإسكندرية والقاهرة، جلس دي لسبس، داخل خيمة أقيمت لاستراحة “محمد سعيد باشا” الذي اصبح والي مصر الجديد آنذاك، متحينا الفرصة لعرض حلم طالما راوده بشق قناة بين البحرين الأحمر والأبيض، وتكون وسيطا يربط الشرق والغرب بأقصر مسافة ممكنة.

ويحكى أن سعيد كان يحتفل بعيد تتويجه الثاني حاكمًا لمصر، وقد جلس يستمع للفكرة التي تستحوذ على لب دي لسبس.

وبحسب كتاب “ضرب الإسكندرية في ١١ يوليو” للأديب الراحل عباس العقاد، فإن العلاقات الشخصية كان لها أثر كبير في إقناع دي لسبس لمحمد سعيد باشا.

وحسب صحيفة الأهرام المصرية، فإن “طبق المكرونة” كان سببا في أن يحصل الفرنسيون على امتياز حفر قناة السويس وهو المشروع الذى رفضه محمد على بشدة لإيمانه بأن مثل هذا المشروع يمكن أن يضع مصر في قلب الصراع الاستعماري و هو ما حدث بالفعل بعد رحيله بسنوات .

وبالتالي أصبح هذا الطبق هو أغلى و أشهر طبق مكرونة على مدار التاريخ الإنساني كله حيث لعب دوراً محورياً في كل الأحداث السياسية والاقتصادية لمصر منذ افتتاح القناة عام 1869 حتى الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى