عرب وعالم

اليوم الوطني الإماراتي.. دولة صنعت معجزة تنموية تواصل مسيرة الازدهار

قدمت الإمارات نموذجاً متقدماً في تنويع مصادر الطاقة والاعتماد على الحلول النظيفة، عبر مشاريع ضخمة مثل “محطة براكة للطاقة النووية” ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية.

 أحمد عبد الوهاب

في ذكرى اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، تتجدد ملامح الفخر والاعتزاز بمسيرة دولة استطاعت خلال عقود قليلة أن تتحول إلى واحدة من أبرز التجارب التنموية في المنطقة والعالم. يأتي الاحتفال هذا العام ليؤكد استمرار النهج الذي وضعه المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي ارتكز على بناء الإنسان أولاً، وترسيخ قيم الاتحاد، والانفتاح على العالم، وصياغة نموذج فريد في التنمية المستدامة، والابتكار، وتعزيز الحضور الدولي.

شهدت الإمارات منذ تأسيسها عام 1971 قفزات نوعية جعلتها مركزاً اقتصادياً وسياسياً وثقافياً مؤثراً، إذ تعد اليوم واحدة من أكثر الاقتصادات تنوعاً في الشرق الأوسط، مستندة إلى رؤية عصرية تستهدف التحول نحو اقتصاد المعرفة والإبداع. وقد رسخت إمارات الدولة مكانتها كمركز عالمي للتجارة والخدمات اللوجستية والطيران المتقدم، حيث تحتضن مطارات وموانئ تعد من الأكثر نشاطاً على مستوى العالم، بينما يسهم موقعها الاستراتيجي في تعزيز دورها محوراً للتواصل بين الشرق والغرب.

بناء مجتمع رقمي متطور

على صعيد التنمية البشرية، نجحت الإمارات في تأسيس منظومة تعليمية متطورة، وتوفير خدمات صحية تعد من الأفضل في المنطقة، إضافة إلى إطلاق برامج تستهدف تمكين الشباب والمرأة، وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال. وتواصل الدولة العمل على بناء مجتمع رقمي متطور، يعتمد على الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، وهو ما تجسد في “الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي” ومشروعات المدن الذكية، التي تعزز حضورها في سباق المستقبل.

الإنجازات الإماراتية تمتد أيضاً إلى الفضاء، حيث تمكن “مسبار الأمل” من الوصول إلى مدار المريخ عام 2021، لتصبح الإمارات أول دولة عربية وخامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز التاريخي. كما توسعت الدولة في إطلاق برامج متقدمة لتأهيل رواد فضاء إماراتيين، والمشاركة في مشاريع علمية دولية تعزز مكانتها في هذا المجال الحيوي.

أما في ملف الطاقة، فقد قدمت الإمارات نموذجاً متقدماً في تنويع مصادر الطاقة والاعتماد على الحلول النظيفة، عبر مشاريع ضخمة مثل “محطة براكة للطاقة النووية” ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يعد من الأكبر عالمياً. وتمكنت الدولة من تحقيق حضور مؤثر في ملف التغير المناخي، الذي تُوِّج باستضافتها مؤتمر الأطراف “كوب 28″، بما يعكس الثقة الدولية في دورها القيادي.

ترسيخ قيم التسامح والتعايش

كما تواصل الإمارات دورها الإنساني والدبلوماسي على الساحة الدولية، من خلال مبادرات تستهدف تعزيز الاستقرار الإقليمي، وبناء جسور التعاون والشراكات الاقتصادية، وترسيخ قيم التسامح والتعايش. وقد أصبحت الدولة مركزاً عالمياً لمبادرات الحوار بين الثقافات، ومقصداً لملايين الزائرين من مختلف الجنسيات، بفضل بيئتها الآمنة والمنفتحة.

وتتجسد روح الاتحاد في احتفالات اليوم الوطني التي تعبر عن التلاحم بين القيادة والشعب، والتقدير لمسيرة الإنجاز التي بُنيت على رؤية واضحة وإرادة سياسية قوية. ويعكس هذا اليوم محطات النجاح التي حققتها الإمارات، والطموحات التي تواصل العمل عليها، لتظل نموذجاً لدولة استطاعت، بفضل وحدتها ورؤيتها، أن تصنع مستقبلها بيدها، وأن تواصل التقدم بثبات نحو مرحلة أكثر ازدهاراً وريادة على المستويات كافة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى